بمساعدة ناشطين أتراك.. شاب سوري يصبح حديث الاعلام التركي

29 يوليو 2021آخر تحديث :
بمساعدة ناشطين أتراك.. شاب سوري يصبح حديث الاعلام التركي

تركيا بالعربي

بمساعدة ناشطين أتراك.. شاب سوري يصبح حديث الاعلام التركي

فـ.ـرّ “أحمد محيميد” إلى تركيا من وطنه سوريا الذي مزـ.ـقته الحـ.ـرب قبل 8 سنوات، لينضم إلى ملايين آخرين من بلاده وجدوا في تركيا ملاذاً آمناً لهم.

وكانت فرصة العمل الوحيدة المتاحة أمام طالب كلية الحقوق “محيميد” في ولاية أضنة الجنوبية هي العمل الزراعي. لكن وجوده في المخيم كشف له أيضاً حقيقة مريرة تجلت في ترك معظم الأطفال تعليمهم وبقائهم بعيدين عن المدرسة لأن والديهم الذين اضطروا للعمل كعمال، ولم يكن لديهم سوى القليل من الوسائل أو الوقت لإرسالهم إلى المدرسة بحسب موقع صحيفة ديلي صباح التركية.

لذلك قرر “محيميد” أن يفعل شيئاً وبدأ في تقديم دروس محو الأمية مجاناً للأطفال، في فصول دراسية في الخيمة التي كان يعيش فيها. وسرعان ما لفتت دروسه انتباه المتبرعين. واليوم يقوم الشاب النبيل بالتدريس داخل وحدة جاهزة كاملة مع سبورة ومكاتب صغيرة، ويضم “فصله الدراسي” حالياً أكثر من 10 طلاب يحضرون دروساً في اللغة التركية والعربية والإنجليزية.

فمن الذي ساعده وقدم الدعم له؟

ينسب الفضل في دعم هذا المشروع إلى “أوغون سيفار أوكور” وهو ناشط تركي على وسائل التواصل الاجتماعي ينظم التبرعات للمحتاجين من خلال مانحين محليين، وهو من ساهم في توسيع الفصول الدراسية التي كان “محيميد” يعطيها للأطفال حيث شاهد مدرسة الخيمة أثناء إحدى زياراته إلى مخيم اللاجئين، وسرعان ما وجدت دعوته على وسائل التواصل الاجتماعي لمساعدة “محيميد وتلاميذه” استجابة واسعة إذ سمحت التبرعات التي تدفقت، بالاستعاضة بوحدة سكنية مسبقة الصنع لتحل محل الخيمة البدائية بينما قدم المتبرعون أيضاً سبورة ومكاتب وأقلام رصاص ومواد تعليمية أخرى للأطفال.

وفي لقائه مع الصحافة التركية تحدث “محيميد” حول بداياته في التعليم قائلاً: “كنت أرى الأطفال يلعبون هنا طوال اليوم ولم يكن أحد يذهب إلى المدرسة، فقررت أن أفعل شيئاً وبدأت بإعطاء الدروس في خيمتي. ورحت في البداية أعلمهم أشياء أساسية مثل قواعد النظافة والأخلاق والحروف الأبجدية لكنني الآن أعلمهم مناهج متكاملة. أنا سعيد بتعليم الأطفال أشياء مفيدة، وهم يحبون الفصول الدراسية وأنا ممتن لوجودي هنا في تركيا معهم.

أما “أوغون سيفار أوكور” فقد علق بالقول إن ما يفعله “محيميد” هو “إنارة مستقبل مظلم محتمل لهؤلاء الأطفال”

يذكر أن ولاية أضنة الواقعة بالقرب من الحدود السورية، تستضيف خامس أكبر عدد من اللاجئين السوريين في تركيا، بحوالي 400 ألف منهم.

ووفقاً لليونيسيف فإن أكثر من نصف مليون طفل سوري مسجلون في المدارس في جميع أنحاء تركيا، وهم يتعلمون في هذه المدارس اللغة التركية بالإضافة إلى التخصصات الأخرى. وتسعى تركيا جاهدة بمساعدة الوكالات الدولية، إلى معالجة مخاوف “الأجيال الضائعة” بين الأطفال السوريين الذين بدأوا في التخلف عن الركب في التعليم عندما أدى النزاع المستمر إلى تعطيل حياتهم.

وبحسب الأرقام غير الرسمية لعام 2020، يوجد أكثر من مليون لاجئ سوري في سن المدرسة، أتاحت البلاد وصول 230 ألف طالب سوري منهم للتعليم بين عامي 2014 و 2015، وهو العام الدراسي الأول الذي بدأت فيه الحكومة بتقديم التعليم للسوريين في مراكز التعليم المؤقتة.

وفي عام 2016 ، أدخلت الحكومة التركية نظام دمج اللاجئين السوريين في المدارس الحكومية التركية. وفي الوقت الحالي يتعلم 348.103 فتى و 336.816 فتاة في المدارس الحكومية التركية. كما يلتحق بالجامعات التركية أكثر من 27 ألف طالب سوري.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.