صحيفة هولندية تحتفي بلاجئ سوري تحدى البلدية و”كسب الرهان”

23 يوليو 2021آخر تحديث :
صحيفة هولندية تحتفي بلاجئ سوري تحدى البلدية و”كسب الرهان”

تركيا بالعربي

صحيفة هولندية تحتفي بلاجئ سوري تحدى البلدية و”كسب الرهان”

سلطت صحيفة هولندية الضوء على قصة لاجئ سوري تحدّى العوائق التي تختلقها مكاتب المعونات الاجتماعية الموجودة في دول اللجوء والمعنية بمساعدة اللاجئين إليها بالحصول على تعليم وعمل لسداد مستحقات مايلزمه للعيش في دول اللجوء.

إلا أن معتز عوف والبالغ من العمر أربعين عاماً كان له حكاية أخرى مع مكاتب المعونات الاجتماعية التي تشرف عليها البلديات، فمعتز كغيره من اللاجئين كان يأمل أن يحظى بوظيفة جديدة وبدخل مجزٍ تماماً كالذي كان يحصل عليه خلال عمله، كمصرفي عندما كان يعيش في سوريا قبل لجوئه.

بعد طول انتظار، تمكن معتز من العثور على شاغر في أحد مراكز العمل، لكن الأمر تطلب منه الحصول على إذن بالعمل من مكتب البلدية، إلا أن الأخير تعنّت بالرفض دون تبرير سبب رفضه.

لكن معتز واصل البحث عن جهة عمل بديلة غير التي تم رفضها من قبل البلدية، وبالفعل تمكن من نيل فرصة العمل في معمل للأجبان، لكن البلدية جددت رفضها في منح معتز الإذن بالعمل، واقترحت عليه بدلاً من ذلك، أن يدرس تخصص ميكانيك السيارات ويعمل به ويتقنه خلال سنوات ثلاث فقط.

إلا أن معتز استأنف بحثه مجدداً عن فرصة أخرى، وتمكن بالفعل من العثور على فرصة عمل في شركة بدوام جزئي، تمكن على إثرها من سداد مستحقات تعليمه في إحدى جامعات البلاد ونال درجة الماجستير أيضاً.

وعرّجت الصحيفة عن تعليق معتز حول تجربته بالقول “لو أنه بقي مستمعاً إلى ماتقول له مكاتب البلديات التي رفضت منح إذن العمل له مراراً لبقي يعتمد على الإعانات إلى الآن، مشيرة إلى أن عوف بات يفخر بدفعه آلاف اليوروهات سنوياً كضرائب مثله مثل بقية المواطنين في هولندا.

واستهلت الصحيفة الهولندية بقصة معتز كحالة من حالات اللاجئين الذين تضرروا من قانون يدعى بـ”التكامل المدني” والتي تقوم فكرته على مساعدة المهاجرين وطالبي اللجوء في المجتمعات المضيفة لهم عبر تعلم اللغة المحلية و”التعمق في فهم قيم ومعايير المجتمع الهولندي” تمهيداً للعثور على عمل.

وفي السياق ذاته، اتهم عضو المجلس البلدي سيس فان إيك التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية جهات معينة لم ترعَ اللاجئين فيها بالشكل المطلوب، ووجه العضو انتقاده إلى مدارس اللغات “التي أرادت جني أكبر قدر من الأرباح من اللاجئين” على حد وصفه.

ووفقاً لتقييم الأحدث للقانون، اتضح أن قانون التكامل المدني لم يقدم حوافز كافية للمتكاملين لتجاوز الحد الأدنى من المستوى الكامل، وعليه فإن اللاجئين تعلموا بدورهم فهم النصوص البسيطة مثل الإعلان في صحيفة أو قائمة الطعام، أو البحث عن فرصة عمل.

وعلى ضوء العثرات التي خلفها القانون القديم، لوحت الصحيفة بأن هولندا بصدد تطبيق قانون اندماج جديد من شأنه أن يتعامل مع المستوى التعليمي وينظر إلى طموحات اللاجئين وإمكانياتهم بشكل يرضي جميع الأطراف ويخدم سوق العمل المحليي.

أورينت نت – ميس حمد

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.