إلى أين يذهب النفط السوري الموجود في شرق الفرات؟

8 يوليو 2021آخر تحديث :
النفط السوري
النفط السوري

إلى أين يذهب النفط السوري الموجود في شرق الفرات؟

تركيا بالعربي – متابعات

كان إنتاج سوريا من النفط قد بلغ 380 ألف برميل يومياً, قبل بدء الثورة السورية عام 2011. لكن القطاع تعرض لخسائر كبرى، ولا تزال غالبية حقول النفط والغاز تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، في شمال وشرقي البلاد.

إجهاد الاقتصاد السوري بإخراج النفط عن السيطرة بدأ مبكراً من عمر الحرب، ما حرم حكومة النظام السوري من مورد أساسي وحيوي للمواطنين، ودفع النظام السوري إلى استيراد المشتقات النفطية بكلفة كبيرة.

وبدأت أرتال السيارات المصطفة للحصول على كم ليتراً من البنزين، تتزايد، تزامناً مع طوابير الانتظار للحصول على المواد التموينية المدعومة مثل الأرز والسكر والزيوت وحتى الخبز.

إن إجمالي احتياطي النفط السوري يقدر بنحو 2.5 مليار برميل ويوجد 75٪ على الأقل من هذه الاحتياطيات في الحقول المحيطة بدير الزور، و90 بالمئة من الاحتياطي يخضع لسيطرة قسد، حيث تذهب الإيرادات الحالية من مبيعات النفط إلى “قوات سوريا الديمقراطية”، والجدير ذكره أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بإنشاء قواعد عسكرية على أطراف حقول النفط بحجة حمايتها من تنظيم داعش الإرهابي.

يذكر أن أحد قياديي قسد قد صرح أن قسد عقدت عدة اتفاقيات مع تركيا وروسيا، حيث تقوم قسد باستخراج النفط من الحقول التي طورتها الشركة السورية للنفط وبيعه إلى تركيا، وإرسالها بواسطة ناقلات نفط إلى مدينة منبج الحدودية مع تركيا التي تعمل بدورها على معالجة النفط في مصافيها، وتقوم وزارة الدفاع الروسية بحماية هذه الناقلات حتى استلامها من الطرف الأخر.

خسرت سوريا أكثر من 100 مليار دولار، جراء فقدان السيطرة على حقول النفط التي تم تطوريها على مدار السنوات الماضية، وهي تدفع حتى اليوم ثمناً مضاعفاً لاستيراده من الدول المجاورة، في ظل سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على الحقول بشكل غير قانوني، يؤكد الآثار الخطيرة لخروج تلك الثروات عن السيطرة بأن قسد قد ربحت من بيع النفط بعائد يصل إلى 40 مليون دولار.

ومن الغريب أن أحد الروابط المهمة في سلسلة نقل النفط من سوريا إلى مناطق مجاورة هي وزارة الدفاع الروسية.

حيث أنه على الرغم من التصعيد المتكرر مع دوريات الجيش الأمريكي، يقدم الجيش الروسي ضمان سير ناقلات النفط بأكملها إلى أماكن مجاورة.

والمدهش في الأمر أن الجميع يتصرف وكأنهم في حالة حرب مع بعضهم البعض، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً.

الجدير بالذكر أن القوات الروسية في سوريا كان هدفها القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، وقطع إمداداته اللوجستية والعسكرية.

وبعد الانتهاء من هذه المهمة، سيطرت القوات الروسية على الطرق الرئيسية لإمدادات النفط، والآن تعمل مع قسد على حماية ناقلات النفط إلى أماكن أخرى، وبالطبع يتلقون جزءاً من عائدات النفط، والتي تصل إلى ملايين الدولارت.

تتموضع حقول النفط السورية شرقاً، فيما أكثر من 90% من الإنتاج يأتي من حقول تقع شرق الفرات، حقول العمر الذي كان ينتج نحو 80 ألف برميل يومياً، والتنك الذي كان ينتج 40 ألف برميل يومياً قبل العام 2011 في دير الزور، والرميلان والسويدية، وكانا ينتجان نحو 160 ألف برميل يومياً عبر حوالي 1324 بئراً، أي ما يزيد على نصف إنتاج سوريا قبل الحرب، والمقدر بنحو 385 ألف برميل يومياً. ويضاف إلى هذه الحقول مركدة وتشرين وكبينة في ريف الحسكة الغربي، وآبار الورد والتيم في دير الزور، بإنتاج وصل إلى 50 ألف برميل يومياً قبل العام 2011.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.