تركيا بالعربي
الفراغ والأبناء – بقلم جمانه قبلان
كثيرة هي الأخبار التي تسوقها لنا وسائل الإعلام المتناثرة ، فنتعاطف ونحزن أو نغضب و نقدح ….ثم ننتقل إلى أخبار ثالثة فتتبدل أحوالنا وتتقلب ، ويضيع الوقت دون أدنى فائدة ، أو فكرة يحفزنا إليها هذا المنظر الذي رأينا .
الكثيرون ظلوا مكانهم ماكثين ، آمنين سالمين ، وللهاتف الجوال حاملين
بالطبع نحن من هؤلاء ، نحمل هاتفنا ولانفعل غير ذلك ، هو إدمان بالطبع .
تكملُ التصفح، جاهزٌ للتفاعل ، وهذا غير سئ ولكن إن جاء ابنك مثلا ليسألك فسترد دون التفات له، وقد يطلب ماترفضه عادة ، لأنك لم تسمعه، و حاضر ونعم أنت القائل ،فرح الطفل ونفذ أمرا ، قبل قليل كان يحتاج إلحاحا وصبرا
لهاثنا اليومي المبالغ فيه وراء هذه الأجهزة يقتل كل تواصل مع أطفالنا و كل من حولنا
ابتعادنا عنهم وإهمالنا لهم بحجة التصفح الغادر يضيعنا ويضيِّعهم
هذا البريء اندفع ينبهر كانبهارنا وراء أجهزتنا
أولا: هو لايعدم وسيلة في التقرب منّا لينال المحمول المأمول ، فإن رغبنا عنه ورفضنا ففي جعبته الكثير سيستفزنا لينبهنا لوجوده ، ثم سيبدأ بأذيتنا حسب زعمنا
ثم سيضيع ويكبر فارغا ، وسيجد مايشغله كما وجدنا
برغم تلك السطور يوجد آباء وأمهات يظللون أبناءهم برعايتهم وتربيتهم وتهذيبهم ، بل هم يجدولون الخطط اليومية والأسبوعية لينبت هذا الطفل متوازنا ، أولئك يعيدون الإشراقة والبهاء، ويصنعون المستقبل المشرق للأبناء .