ما عواقب قرار إعلان اليونان “تركيا دولة آمنة ثالثة” لطالبي اللجوء؟

11 يونيو 2021آخر تحديث :
جدار الأسلاك الشائكة الذي وضعته المجر على حدودها
جدار الأسلاك الشائكة الذي وضعته المجر على حدودها

تركيا بالعربي

ما عواقب قرار إعلان اليونان “تركيا دولة آمنة ثالثة” لطالبي اللجوء؟

أعلن وزير الهجرة اليوناني الإثنين الماضي، اعتبار تركيا “دولة آمنة ثالثة” يمكن إعادة طالبي اللجوء إليها، لا سيما المتحدرين من سوريا وأفغانستان وباكستان وبنغلادش والصومال.

قرار ربما يحمل في طياته عواقب خطيرة بالنسبة إلى المهاجرين من هذه الجنسيات. مهاجرنيوز يوضح التصريحات اليونانية الأخيرة في مقابلة مع الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (IFRI)، ماثيو تارديس.

أعلنت اليونان الإثنين 7 حزيران/يونيو تصنيف تركيا دولة “آمنة ثالثة” لطالبي اللجوء السوريين والأفغان والباكستانيين والبنغلادشيين والصوماليين.

وقال وزير الهجرة اليوناني، نوتيس ميتاراشي، على حسابه على تويتر “تصنيف تركيا دولة ثالثة آمنة هو خطوة مهمة في مكافحة تدفقات الهجرة غير الشرعية والنشاط الإجرامي لشبكات التهريب”.

ماتيو تارديس، الباحث في مركز الهجرة والمواطنة التابع للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (Ifri) أوضح لمهاجرنيوز تفاصيل هذا القرار، الذي قد تكون له “عواقب وخيمة” على طالبي اللجوء.

مهاجرنيوز: هل تستطيع اليونان اتخاذ قرار إعلان تركيا “دولة ثالثة آمنة” لطالبي اللجوء السوريين والأفغان والباكستانيين والبنغلادشيين والصوماليين في أراضيها من دون طلب رأي الاتحاد الأوروبي؟

ماتيو تارديس: نعم، لأن قضايا اللجوء والهجرة لا تزال مسؤولية الدول الأعضاء. لذلك يمكن لأي دولة عضو أن تقرر أن بلدا ما يشكل “دولة ثالثة آمنة”. من ناحية أخرى، هناك معايير منسقة على المستوى الأوروبي لتحديد الحد الأدنى مما يسمى “دولة ثالثة آمنة”.

في تركيا، هناك العديد من التساؤلات حول واقع حياة اللاجئين، وكذلك انضمام تركيا إلى اتفاقية جنيف لعام 1951. وقد صادقت تركيا على الاتفاقية تحت شروط زمنية وجغرافية.

بعبارة أخرى، بصفتي فرنسيا، يمكنني أن أطلب من تركيا الحماية بموجب اتفاقية جنيف، ولكن ذلك لا ينطبق على الأفغان.

لدى الأتراك تشريعات وطنية تتماشى إلى حد ما مع المعايير الأوروبية، والتي تسمح بالاعتراف بوضع اللاجئ ولكن من دون الضمانات نفسها [التي تحددها اتفاقية جنيف].

يتمتع السوريون – الذين يشكلون غالبية المهاجرين في تركيا – بوضع حماية مؤقت.

هناك أيضا العديد من حالات الإعادة القسرية إلى أفغانستان وإيران.

ما هي النتائج الملموسة لهذا القرار بالنسبة إلى طالبي اللجوء؟

ماتيو تارديس: بشكل عام، يمكن إعادة طالب اللجوء الذي مر عبر “دولة ثالثة آمنة” قبل وصوله إلى أراضي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي إلى ذلك البلد.

وبالتالي، لن توافق سلطات الدولة المعنية على طلب اللجوء، ولن تدرس السلطات المعنية ملفه. ويعتبر أن هذا الشخص كان يجب أن يتقدم بطلب للحصول على اللجوء في هذه الدولة الثالثة التي مر بها.

وهذا يعني أن اليونانيين لن يقوموا حتى بفحص طلبات اللجوء من الأشخاص الذين مروا عبر تركيا.

ما الذي يختلف عن الاتفاق السابق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في عام 2016؟

ماتيو تارديس: يعتمد اتفاق عام 2016 بشكل أساسي على مفهوم “الدولة الثالثة الآمنة”. وهذا يعني أن اليونان تعتبر تركيا دولة آمنة، لكن القضاء اليوناني حينها لم يوافق على هذا التصنيف. وبالتالي، لم تعترف اليونان رسميا بأن تركيا آمنة ولهذا استطاع المهاجرون الوافدون إلى اليونان طلب اللجوء.

أما اليوم فستعتبر الحكومة اليونانية قانونيا أن تركيا دولة ثالثة آمنة، وبالتالي لن تتمكن الجهات القضائية من مخالفة هذا التصنيف.

هل يمكن أن توافق تركيا على هذا القرار وتقبل استقبال المهاجرين الذين ستعيدهم اليونان؟

ماتيو تارديس: هناك احتمال عدم قبول تركيا إعادة استقبال هؤلاء المهاجرين بهذه السهولة.

سيتمكن الأتراك من استخدام هذا القرار اليوناني كنوع من الابتزاز للأوروبيين [كما حصل في شباط/فبراير 2020، عندما فتحت تركيا حدودها وشجعت المهاجرين على الذهاب إلى اليونان].

المصدر: مهاجر نيوز

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.