الانتقال الإماراتي والتحالف مع فرنسا

10 يونيو 2021آخر تحديث :
فرنسا والامارات
فرنسا والامارات

الانتقال الإماراتي والتحالف مع فرنسا

تركيا بالعربي – متابعات

ما من صراع في المنطقة العربية والأفريقية إلا وإنخرطت فيه الإمارات العربية المتحدة. فالبلد الثري والمتواضع من حيث المساحة صار لاعباً أساسياً في أكثر من موقع في الدول العربية والأفريقية تحت شعارات عديدة منها دعم الحكومات الشرعية ومكافحة الجماعات الإرهابية بهدف بسط الإستقرار، لكن الأطماع الإماراتية نحو توسيع نفوذها وسوقها التجاري والسيطرة على مقدرات تلك البلدان بسببالموقع الجغرافي أو الموانئ البحرية أو المعادن والنفط هي المُحرك الأساسي لتحركاتهم داخل تلك البلدان.

فبالنظر إلى حرب اليمن مثلاً المُطل على الخليج اليمني والذي يُعتبر منفذ مائي ترغب الإمارات في السيطرة على الموانئ البحرية الموجودة به.

وكانت طموحات الإمارات أكبر من قدراتها ومواردها بكثير، ففي اليمن كان الهدف الرئيسي بحسب تصريحات أبوظبي من التدخل هو طرد جماعة أنصار الله الحوثية الموالية لإيران وتقطيع أوصال جماعة الإخوان المسلمين.

لكن الإمارات إضطرت في نهاية المطاف إلى التراجع عن هذا النهج، خاصة مع إزدياد نظرة الازدراء إليها كقوة إحتلال. فاضطرت هذه الأخيرة إلى تبني استراتيجية جديدة ربما يسهل معها السيطرة على الموقف فصارت تسوق لإنفصال الجنوب، مستغلة بذلك ميليشيات يمنية مناصرة لهم.

وبانسحاب الإمارات أو حسب قولها إعادة تمركز قواتها، انتقلت الإمارات وميليشياتها من اليمن إلى أريتريا وإستأجرت ميناء عصب.

والهدف من هذا الإنتقال من اليمن إلى أريتريا الوصول إلى أقصى الغرب الأفريقي حيث تقع تشاد وليبيا.

وللعبور إلى الغرب كان لابد من الإنتقال عبر السودان البلد الحدودي مع كلا الدولتين. لكن الأوضاع في تلك الفترة لم تكن في أحسن حالاتها.

فمع اندلاع الثورة السودانية وخلع الرئيس السوداني الموالي لها،عمر البشير، إضطرت الإمارات إلى إيجاد ثغرات تمكنها من تكوين علاقة جديدة مع أحد الشخصيات التي ستُسهل عليها تحقيق هدفها، هذا الشخص هو محمد حمدان دقلو الشهير بـ”حميدتي”.

حيث قدمت أبوظبي الدعم له لكي يتولى منصب نائب رئيس المجلس الإنتقالي في السودان ووعدته بأن يُصبح رئيساً للدولة فيما بعد. وبالتالي تسهلت الطرق أمامها لكي تنفذ مخططاتها وبدأت في نقل ميلشياتها الموالية والمرتزقة من جميع أنحاء أفريقيا إلى الجنوب الليبي.

الانتقال إلى ليبيا كانت أسبابه عديدة، أولها هو تقوية التحالف القائم بينها وبين أحد الدول الإستعمارية الساعية لإعادة سيطرتها على دول الساحل الأفريقي، ألا وهي فرنسا.

فكما هو معرف بدأت بوادر التحالف بين أبوظبي وباريس بعد أن أعلنت الأخيرة عن نواياها في تكوين قوة عسكرية بدعم من بعض رؤساء الدول الأفريقية لمكافحة ما أسمته بالجماعات الإرهابية، سارعت الإمارات على الفور في تقديم الدعم للنوايا الفرنسية من طائرات ودعم مادي، بهدف تقاسم الثروات مع حليفتها.

السبب الثاني هو الخسائر الفادحة التي تكبدتها الإمارات في ليبيا بسبب دعمها للمشير خليفة حفتر الذي نفذ عملية الكرامة بهدف السيطرة على طرابلس.

فمن المعروف أن الإمارات كانت الداعم الأول للمشير، الذي شن حرباً على العاصمة الليبية طرابلس،والتي كانت واقعة تحت سيطرة حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة بشكل مباشر من تركيا.

حيث قدمت الإمارات كل أنوع الدعم المادي والعسكري لقوات المشير إلا أنه فشل في دخول طرابلس والسيطرة عليها.

ويعود السبب في فشل عمليات الكرامة، هو الدعم الخفي الذي كانت تقدمه إلى قوات حكومة الوفاق، الأمر الذي عادل كفتي طرفي النزاع، وحوّل النزاع الداخلي إلى حرب أهلية أدت إلى الدمار والخراب وزعزعة الإستقرار وإفقار الشعب الليبي حتى يومنا هذا.

وبينما كانت أبوظبي تدعم حفتر، تمكنت من بناء قاعدة عسكرية في الجنوب الليبي لتدريب مرتزقتها وميليشياتها لتنفيذ هجماتها على دول أفريقية، ومع كل هجوم ستنفذه سيزداد الوضع سوءًا مما سيسمح لإطالة تواجد القوات الفرنسية الحليفة لها في أفريقيا، وبالتالي ستزداد حصتها في ثروات تلك البلدان.

التدخل الإماراتي بالإضافة إلى تحالفها مع فرنسا تحت راية مكافحة الإرهاب ومحاولة بسط الأمن والأمان في المنطقة مستمر ولن ينتهي حتى تنال الإمارات مرادها عبر السيطرة على الموانئ البحرية وتقاسم الكعكة مع حليفتها فرنسا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.