بشار الأسد يخسر دعم حلفائه ويعلن عن انتصارات وهمية على الأرض

30 مارس 2021آخر تحديث :
بشار بوتين روحاني
بشار بوتين روحاني

بشار الأسد يخسر دعم حلفائه ويعلن عن انتصارات وهمية على الأرض

بقلم رزق العبي

شن تنظيم داعش الإرهابي أكثر من 100 هجوم في شمال شرق سوريا خلال هذه السنة، وهو يرهب العديد من البلدات والقرى ليلاً. وتتركز الهجمات في عروس الفرات، مدينة دير الزور السورية إلى حد كبير.

وقد أفادت مصادر من المدينة أن الهجمات تتمثل في الذبح وقطع الرؤوس والتفجيرات وعمليات انتحارية على متن الدراجات النارية بالإضافة إلى الاغتيالات والخطف.

وبسبب موقعها الجغرافي على الحدود الشرقية لسوريا مع العراق، شكلت دير الزور بوابة رئيسية لهجمات داعش الإرهابي، وقد كانت دير الزور مهمشة من قبل النظام السوري، رغم أهميتها الاقتصادية والبشرية، وصارت محل اهتمام متأخر جداً من القوى الدولية والمحلية في إطار معركتها ضد تنظيم داعش.

عادت مدينة دير الزور السورية إلى واجهة الأحداث من جديد، عقب انسحاب عناصر الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر من المدينة، وسط مخاوف من قبل سكان المدينة من عودة تنظيم داعش الإرهابي إلى المدينة. وقد شن التنظيم المتشدد هجمات متفرقة على أطراف مدينة دير الزور وذلك حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان حيث قُتل ما لا يقلّ عن 30 عنصراً من قوات النظام السوري وجرح 15 آخرون، في كمين نفذه تنظيم داعش في المنطقة في نهاية العام المنصرم. الضربات الأخرى التالية لداعش كانت على نقاط متفرقة ومراكز تجمع قوات النظام على مدار أكثر من شهر، إختلفت فيها المصادر بحساب عدد القتلى والجرحى.

تشهد مدينة دير الزور وريفها حالة من الفوضى والإرهاب في الآونة الأخيرة. حيث قام إرهابيو داعش بالإعتداء على مواطني المدينة وكانت أولى العمليات الإرهابية في 30 من كانون الأول الماضي بإستهدافها حافلة ركاب مدنية، وقد توفي جراء هذا العمل الإرهابي 37 مواطناً.

بعدها قامت بعملية إرهابية ثانية راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين بينهم نساء وأطفال. بالإضافة إلى هجمات أخرى لا يعلن عنها النظام السوري خوفاً من احتقان الشارع السوري حيث أن النظام السوري قد أعلن أنه انتصر على الإرهاب حسب زعمه.

الجدير بالذكر أن هناك اتفاق جرى بين ممثلي قوات النظام في دمشق مع قيادة القوات الروسية المتمركزة في سوريا. وفحوى الإتفاق يقضي بإنسحاب قوات وعناصر الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر من نقاطها في مدينة دير الزور لتحل محلها قوات تابعة للنظام السوري، لم يتم تحديد هويتها.

حيث أن عناصر فاغنر كانت مهمتها حماية المدينة من خروقات وإعتداءات تنظيم داعش الإرهابي، وتقديم الدعم العسكري واللوجستي اللازم لقوات النظام السوري وحلفائه المتمركزين هناك.

كما كانت المدينة تعتبر أمنة نسبياً وذلك لأن تنظيم داعش الإرهابي يخشى مواجهة هذه القوات بسبب بسبب كفاءتها وخبرتها القتالية الواسعة.

ومن المستبعد أن تستطيع القوات التي أرسلتها دمشق أن تحمي المدينة من الخطر المتنامي للتنظيم على المدينة والمنطقة بأكملها، لعدم إمتلاكها الخبرة الكافية للمواجهة ولضعفها أمام الإرهابيين.

ويري مراقبون أن علاقة النظام السوري مع حليفه الروسي باتت غير متناسقة، وذلك لإن رأس النظام السوري بشار الأسد لم يفي بتسديد الديون المترتبة عليه، بالإضافة إلى المماطلة في الإصلاحات التي أطلقها بشأن ملف محاربة الفساد والسيطرة على الوضع الإقتصادي المنهار في البلاد.

ويبقى سكان دير الزور و محيطها في حالة خوف و ذعر كبيرين من هذا التنظيم الإجرامي، وخصوصاً بعد أن تم فتح المجال أمامها بقصد أو عن غير قصد، بإجتلاب قوات ضعيفة مهلهلة لحماية مدينة دير الزور الإستراتيجية، ومع العلم بأنها مازالت تملك الصحراء وتتحرك بحرية فيها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.