السوريون في تركيا يضعون شرطاً وحيداً للعودة إلى بلادهم (صور)

8 مارس 2021آخر تحديث :
السوريون في تركيا
السوريون في تركيا

تركيا بالعربي

لاجئون سوريون في تركيا يحلمون بالعودة إلى بلدهم ولكن ليس قبل رحيل الأسد

يحلم لاجئون سوريون في تركيا بالعودة إلى بلدهم، بعضهم وضعه سـ.ـيئ للغاية، وبعضهم أفضل حالا، لكن في كل الأحوال، لن يقدموا على أي خطوة للعودة طالما الرئيس بشار الأسد في الحكم.

من أصل حوالى 5,6 مليون سوري سلكوا طريق الهـ.ـجرة منذ بدء النـ.ـزاع الذي يدخل عامه الحادي عشر في 15 آذار/ مارس، لجأ أكثر من 3,6 ملايين إلى تركيا المجاورة، فأحدثوا تغييراً ديموغرافياً عميقاً في المحافظات التركية الحدودية على غرار غازي عنتاب وهاتاي.

وبحسب الأرقام الرسمية، تعدّ غازي عنتاب حوالى 450 ألف لاجئ سوري، أي شخص من كل خمسة مقيمين. ويتحدّر معظم السوريين فيها من مدينة حلب التي تبعد 110 كلم من الجانب الآخر من الحدود، ومنطقتها.

يملك إسماعيل عبطيني مع عائلته مطعماً في جادة إينونو، أحد الشوارع التجارية الرئيسية في مدينة غازي عنتاب، مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسها. ويقول: “أتمنى العودة إلى سوريا، لكنني أحاول في الوقت نفسه الحصول على الجنسية التركية، لأن طالما الأسد في الحكم، من المستحيل بالنسبة إلينا العودة”.

غادر إسماعيل حلب عام 2013 مع أهله وأشقائه وشقيقاته وزوجته وأبنائهما، “هرباً من البـ.ـراميل المتـ.ـفجرة التي كان يلقيها النظام على حيّنا”. وقُـ.ـتـ.ـل أحد أشـ.ـقائه في عملية قصـ.ـف.

أمام مشواتي دجاج وشيش شاورما دوّار وصحن فلافل كبير، يحضّر الموظفون السوريون طلبيات لخدمات التوصيل أو ليتسلمها الزبائن بأنفسهم، في ظلّ القيود المفروضة لاحتواء تفشي فيروس كورونا.

“سيتركونها وسيذهبون فوراً إلى سوريا”

ويعترف إسماعيل أن العمل مزدهر، إلا أنه لن يتردد في العودة إلى سوريا في حال سقط النظام. وقال: “تركنا خلفنا متاجر ومنازل ومزرعة كبيرة”.

في هذا الجزء من جادة إينونو المعروفة أكثر باسم البازار الإيراني، يستثمر سوريون معظم المحلات، حتى لو أن الأسماء على الواجهات مكتوبة بالأحرف التركية كما يفرض القانون.

ويقول زكريا الصباغ (23 عاماً)، وهو بائع فواكه مجففة: “غادرنا هرباً من نظام الأسد، إن قيل لنا الآن إن نظام الأسد سقط، لن ترى أحدا (منّا) هنا في تركيا”، مضيفاً: “هل رأيت كل هذه المحال التجارية التابعة لسوريين في هذا الشارع؟ الجميع سيتركونها وسيذهبون فوراً إلى سوريا”.

ويرى خضر الحسين، وهو تاجر يبلغ 41 عاماً، أنه في حال بقي الأسد في الحكم “ما من أمل في العودة، أولادي أعزاء على قلبي، من المستحيل أن أختبر مجدداً ما سبق أن عشناه”.

في صالونه لتصفيف الشعر، يعرض محمد أبو النـ.ـار البالغ 28 عاماً وزبائنه السيناريوهات المحتملة لعودتهم إلى سوريا والمخارج المحتملة للنزاع.

ويقول الحلاق الذي يقصّ شعر زبون أشيب: “في حال العودة إلى سوريا، في البداية سـ.ـنُـ.ـسـ.ـجن، ولن يعرف أحد أي شيء عن مصيرنا، فأنا عسـ.ـكري منـ.ـشق، وثمة كثر مثلي”.

ويضيف: “من المستحيل أن يعود أحد طالما النظام باقٍ”.

“ربما يوماً ما”

وفي حين تمكن تجار جادة إينونو من إعادة بناء حياة جديدة في غازي عنتاب، يحاول سوريون آخرون العيش بموارد بسيطة. مثل زينة علوي التي فقـ.ـدت زوجها في قصـ.ـف عام 2014 وتعيش اليوم مع بناتها الأربع وابنيها في شقة فقيرة في حيّ بائس، على مقربة من وسط المدينة.

وحرمتها أزمة الوباء من ممارسة أعمال صغيرة وباتت الآن تعتمد على فاعلي الخير لإطعام عائلتها ودفع ما يعادل 60 دولارا بدل إيجار منزلها.

تستخدم زينة موقدة على الفحم لتدفئة القاعة الرئيسية في الشقة التي تحتوي على فرشتين وكنبة قديمة.

تتحدث عن بلدها بحنين، لكن من دون أن تذكر احتمال عودة قريبة.

وتقول: “أقول (لأطفالي) إن سوريا بلد جميل والحياة فيه مميزة، وإننا كنا نعيش في منزلنا سعداء من دون أن نضطر للقيام بنوع العمل الذي نقوم به هنا، لكن هذه مشيئة رب العالمين”.

وغادرت عهد الوالي من جهتها، حلب مع ابنها الوحيد عام 2014، بعد عام من مقتل زوجها الذي كان يقاتل ضد قوات النظام. وهي صاحبة محل بقالة اليوم ومقرّبة من الكثير من العائلات السورية التي تقطن الحي.

وتقول السيدة البالغة 39 عاماً: “الطاغية ما زال موجوداً، من قتـ.ـلـ.ـنا وشـ.ـرّدنا ما زال موجوداً، فكيف سنعود لنعيش في ظل حكمه؟”.

وتضيف: “هل أمشي في الشارع لأرى صورته معلقة في مقابل الدمار الذي قتل أطفالاً ويتّم أطفالاً وقتل نساء؟ كيف سأعود؟ لن أعود بالتأكيد”.

على جدار قرب البقالة، كُتب شعار باللغة الانكليزية يبدو وكأنه يلخّص مشاعر السوريين في المنطقة حيال احتمال عودتهم إلى بلدهم: “ربما يوماً ما”.

(أ ف ب)

اقرأ أيضاً: أردوغان يدعو الاتحاد الأوروبي لدعم عودة السوريين الطوعية

دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاتحاد الأوروبي إلى تقديم الدعم المالي والتقني من أجل عودة طوعية للسوريين إلى بلادهم.

جاء ذلك خلال مباحثات أجراها أردوغان مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الجمعة، عبر اتصال مرئي، بحسب بيان لدائرة الاتصال في الرئاسة التركية.

وأفاد البيان أن المباحثات بين الزعيمين تناولت العلاقات الثنائية بين تركيا وألمانيا وقضايا إقليمية.

وأكد أردوغان أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي تقدم الحماية والمساعدة الفعلية لملايين السوريين المحتاجين لمساعدات إنسانية في بلادهم.

وشدد على أهمية استمرار العملية السياسية في سوريا بشكل فعال.

وقال أردوغان: “ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يقدم الدعم المالي والتقني من أجل عودة السوريين إلى بلادهم بشكل طوعي”.

وأكد خلال الاتصال على الأهمية الكبيرة لمواصلة الاتصالات المنتظمة والحوار بشأن عدد من القضايا.

وعلى صعيد آخر، شدد أردوغان على أن تركيا تواصل بشكل حازم كفاحها لمواجهة جائحة كورونا، وأنها بدأت مرحلة عودة الحياة إلى طبيعتها بشكل تدريجي وتحت الرقابة.

ولفت الرئيس التركي إلى أن بلاده تواصل برنامج تطعيم المواطنين ضد الوباء بوتيرة سريعة.

وأعرب عن ثقته بأن تبدأ حركة سياحية آمنة في أبريل/ نيسان المقبل، وذلك نظرًا للتطورات الإيجابية في مكافحة وباء كورونا.

وتطرق إلى مسألة تحديث اتفاقية الهجرة الموقعة بين تركيا والاتحاد الأوروبي في 18 مارس/ آذار عام 2016، مشيرًا أن أنقرة تواصل موقفها البناء بقضايا شرق البحر المتوسط وبحر إيجة.

وفيما يخص الشأن الليبي، أكد أردوغان على أولوية أن تشرع الحكومة الليبية الجديدة بأداء مهامها فور منحها الثقة.

وللمزيد من التفاصيل حول هذا الخبر >>> نترككم مع مداخلة للاعلامي علاء عثمان، ولا تنسوا الاشتراك في قناة تركيا بالعربي على يوتيوب لنوافيكم بكل جديد:

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.