هل تستبدل روسيا “الأسد” بشخص أكثر ولاء؟

27 فبراير 2021آخر تحديث :
بوتين مستقبلاً بشار الأسد
بوتين مستقبلاً بشار الأسد

رزق العبدي – تركيا بالعربي

هل تستبدل روسيا “الأسد” بشخص أكثر ولاء؟

يزداد المشهد السوري تعقيداً مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية منتصف العام الجاري، وسط حالة من التدهور الاقتصادي الداخلي، واستمرار العزلة التي يعيشها نظام الأسد، رغم خرقها في بعض المواقع إلّا أنّ ذلك الخرق لم يكون له التأثير الذي يريده النظام السوري.

ومنذ سنوات، وللحفاظ على كرسي الحكم، قدّم رأس النظام السوري لروسيا الكثير من التسهيلات الاقتصادية والسياسية في البلاد، مقابل تدخّلها العسكري المباشر لصالحه، ومع مرور الوقت، بدأت الأوساط التجارية المقربة من الكرملين ذات المصالح التجارية في سوريا، في إبداء استيائها من نظام بشار الأسد.

ويبدو أنّ روسيا باتت مدركة تماماً بأن النظام السوري، فشل بشكل منهجي في الوفاء بالتزاماته المالية تجاه رجال الأعمال الروس الذين يشاركون في إنتاج النفط والغاز في سوريا. وأصبح هناك سبب للاعتقاد بأن الأسد ينتهك بشكل مباشر الاتفاقيات القائمة مع ممثلي الشركات الروسية.

وكانت قد ألمحت تقارير إعلامية، في وقت سابق، عن عدم رضا روسيا عن النظام السوري، وذلك في محادثات هاتفية جرت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وناقشت المواضيع المختلفة من الوضع في ليبيا إلى آفاق التعاون الدولي في الملف النووي الإيراني. إضافة إلى ذلك تطرق بوتين إلى موضوع العلاقات مع نظام الأسد.

وبحسب تقارير، وصف الرئيس الروسي سلباً التفاعل الحالي بين روسيا وسوريا ، وشدد على وجه الخصوص على أن الأسد لا يفي بالتزاماته تجاه الشركاء التجاريين الروس. وهو ما يعكس عدم أمان الأسد كحليف استراتيجي لروسيا.

ومنذ شهر، بدأت تلوح في الأفق، أحاديث عن النية لتشكيل مجلس عسكري سوري برضا روسيا، وهو ما يبدو أنّ خيار إزاحة الأسد من السلطة واستبداله بمرشح أكثر ولاء لروسيا حقيقيا.

ميدانياً وسياسياً، باتت تعتمد النخبة السياسية الحالية في سوريا على روسيا ونفوذها العسكري أكثر بكثير مما تعتمد روسيا على بقاء الأسد في منصبه، وهو ما تعرفه روسياً جيّداً، خصوصاً وأنها حصدت الكثير من الثمار في المتوسط على حساب وقوفها إلى جانب الأسد ضدّ السوريين.

وعلى الرغم من كونها مجرّد تكهّنات، إلّا أنه يوجد في الدائرة الداخلية للأسد أشخاص غير راضين عن ضعفه، ومستعدون للاستيلاء على مقاليد السلطة. وبالتالي فإن احتمال حدوث انقلاب ضد الأسد بمساعدة نشطة من روسيا يتزايد بسرعة.

وبغض النظر عما إذا كان الأسد قد استبدل بسياسي آخر موالي لروسيا أو بقي في منصبه، فإن الشعب السوري سيكون الخاسر.

ولم تجلب إقامة روسيا في سوريا سوى الألم والخوف والدم والمعاناة الشعب السوري، وقد أدى القصف الروسي الوحشي لحلب وغيرها من المدن السورية إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين وأودى بحياة الآلاف. كما أنه تظهر عودة تنظيم الدولة الإسلامية مؤخراً في مناطق شرق سوريا، ولو على شكل هجمات، أن المساعدات العسكرية الروسية لا تؤثر على أمن السوريين البسطاء. هذا هو السبب في أن كل من تضعه روسيا في مكان الأسد سيكون بالتأكيد سياسيا لا يهتم بمصلحة السوريين.

على الأرض يعيش السوريون في مناطق سيطرة النظام السوري أوضاعاً اقتصادية غاية في الصعوبة، في ظلّ تدهور مخيف بالليرة السورية، ووصولها إلى أرقام متدنيّة مقابل الدولار الأمريكي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.