انتخابات بلا سوريين وبشار الأسد سيعتمد على هذا الأمر للفوز بها

17 فبراير 2021آخر تحديث :
انتخابات بلا سوريين وبشار الأسد سيعتمد على هذا الأمر للفوز بها

تركيا بالعربي – وكالات

دمشق – «القدس العربي» : مع اقتراب استحقاق ما يسمى بـ «الانتخابات الرئاسية» في سوريا، تبدو تحضيرات النظام السوري، العسكرية والأمنية والسياسية والإعلامية والخدمية جارية على قدم وساق، استعداداً لفصل ضمن «مسرحية» انتخابية مكررة، يعيد إنتاج أدوات النظام ذاتها، ويحاول فرض وقائع على المشهد السياسي بغية دفع الفاعلين المحليين والدوليين للتعامل معها لسبع سنوات مقبلة على الأقل. وتُظهر المعطيات أن الانتخابات المقبلة لن تكون مختلفة عن «الانتخابات» السابقة، رغم المساعي الروسية الحثيثة لإضفاء طابع يظهرها بصورة أقل فجاجة.

الحاضنة العلوية

المعارض السوري أيمن عبد النور تحدث عن عشرات الطرق والأساليب التي يعمل بها النظام السوري، سواء على الصعيد الخارجي أو الداخلي. وقال في اتصال مع «القدس العربي» أن بشار الأسد يقدم عروضًا مغرية وقروضًا مكثفة لحاضنته من العلويين في الساحل السوري عبر وجه نسائي، لاسيما بعد تحميل الأسد مسؤولية مقـ .ـتل أكثر من 170 ألف شاب من أبناء تلك المنطقة بينهم نحو 15 ألف امرأة.

استعدادات أمنية وعسكرية وإعلامية وتقرب من الحاضنة العلوية بالمال والخدمات

وأضاف «كان قد وعدهم الأسد بالانتصار في الحرب، وتعويضهم والإغداق عليهم، إلا أن ما تعانيه حاضنته أسوة بكل الشعب السوري، جعلهم يشعرون بالنقمة، فتقرّب منهم عبر وجوه ناعمة، وأموالٍ طائلة حصل عليها بعدما سلب أموال رامي مخلوف ومنها «جمعية البستان» التي جعل منها جمعية إنسانية تحمل اسم «جمعية العرين» توزع القروض والمساعدات الغذائية والأشجار على المزارعين».

وتحدث المعارض السوري، عن تحضيرات مماثلة في معظم المناطق السورية، حيث يحاول النظام التقرب عبر أساليب مختلفة على رأسها إنعاش الموظفين بمنحة مادية، وزيادة في المرتبات الشهرية من أجل تخفيف الضغوط على الناس لكن الأمر غاية في الصعوبة بسبب ما تعانيه البلاد من وضع اقتصادي صعب.

وقال «لا شك أن ثمة حملة إعلامية هي الأضخم من نوعها ستنطلق في دمشق لاسيما بعدما التقى بشار الأسد الإعلاميين لوضع خطة تضم مجموعة من البرامج سيتم اطلاقها في الأول من مارس /آذار المقبل، حتى العاشر منه، على أن تنطلق حملته الانتخابية في منتصف الشهر ذاته».
لكن الوضع حسب رأي «عبد النور» يشير إلى أن بشار الأسد ينتظر ضوءاً أخضر خارجياً، وأضاف «بشار الأسد ونظامه يبحثان عن نظراء حتى ينافسوه في التمثيلية الانتخابية، منهم سيدة قد تكون كردية ورجال ونساء من إثنيات مختلفة كما يبحثون بمساعدة روسية عن أسماء من المعارضة ذات وزن، تقبل بالترشح للانتخابات حتى تكتسب الأخيرة مصداقية وشرعية».
ويرى خبراء في الشأن السوري أن بشار الأسد ومن خلفه موسكو يسوّقون للانتخابات ويعملون عليها من أجل أموال إعادة الإعمار في «سورية المفيدة» من جهة ومحاولة دفن مسار جينيف للحل السياسي من جهة أخرى. ويجزم الكثيرون أن لا شيء في الحالة السورية اسمه حملة انتخابية، فالعملية لا يمكن وصفها بالانتخابات طالما أنه لا يوجد سياق تنافسي في الأصل.
وحول آلية تسويق بشار الأسد لنفسه، تحدث مدير مركز جسور للدارسات محمد سرميني عن تصريحات وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد في نهاية عام 2020، بأنّ الانتخابات الرئاسية ستجري في موعدها المحدد دون أي تأجيل، بمعزل عن نتائج عمل اللجنة الدستورية. جاء ذلك بعد أيام قليلة من تدشين حملة غير رسمية لدعم ترشيح بشار الأسد للانتخابات الرئاسية بتسليمه رسالة طولها كيلومتران عليها تواقيع مليونين ونصف مليون مواطن.

مسيرات مؤيدة

وفي 26 كانون الثاني/ يناير 2021، عقد بشار الأسد اجتماعاً مع عدد من الإعلاميين العاملين في وسائل الإعلام الرسمية، والذين كان لهم دور بارز على مدار عقد من الزمن في الترويج للرواية الرسمية للحرب. وبالفعل في 14 شباط/ فبراير، بدأ الإعلام الرسمي بالترويج لانتخاب بشار الأسد، عبر بث مسيرتين مؤيدتين لترشحه في مدينتي الحسكة والقامشلي شرقي البلاد.

واستنتج الخبير السياسي في تصريحه لـ «القدس العربي» أنّ بشار الأسد ما زال يولي أهمية كبيرة لدور الإعلام في تثبيت وترويج السردية الرسمية، لتحسين صورته خارجياً وداخلياً أيضاً، وإظهار نفسه كفاعل لا غنى عنه للحفاظ على الاستقرار بالنسبة للمواطن وللقوى الدولية.

ولا تقتصر التحضيرات على الجانب الإعلامي بل تشمل أيضاً الجانب الأمني، إذ حشد النظام السوري جهوده العسكرية والأمنية والسياسية بدعم من روسيا وإيران لفرض السيادة على مناطق الجنوب السوري من درعا إلى السويداء، على أمل أن يساهم ذلك في تحقيق مزيد من الاستقرار، وبالتالي الترويج لوجود بيئة آمنة لا تؤثر على ظروف إقامة الانتخابات الرئاسية. وتُظهر المؤشرات وفق المتحدث المتوفرة حتى الآن أن الانتخابات المقبلة لن تكون مختلفة عن «الانتخابات» السابقة، رغم المساعي الروسية الحثيثة لإضفاء طابع يظهرها بصورة أقل فجاجة، وهو ما يواجه مقاومة شرسة من طرف النظام بدعم من حلفائه الإيرانيين.

وبناء عليه فإنّ الانتخابات المقبلة لن تعدو كونها إعادة إنتاج لأدوات النظام المشروخة ذاتها، بدل أن تكون إعادة إنتاج للنظام كما يحلو للروس تسويقها، ومحاولة لفرض وقائع على المشهد السياسي بغية دفع الفاعلين المحليين والدوليين للتعامل معها لسبع سنوات قادمة على الأقل.

مسرحية

المعارض السوري والخبير القانوني محمد سليمان دحلا وصف بدوره تلك «الاستعدادات» بأنها فصل ضمن مسرحية هزلية تسمى تزويراً وتضليلاً بـ«الانتخابات» وهي لا تشبه الانتخابات بأي حال من الأحوال ولا حتى تلك التي تنظمها الانظمة الشمولية لتعزيز شرعية القوة والغلبة والأمر الواقع، وأضاف «من المعروف في الأنظمة الرئاسية وشبه الرئاسية أيضاً بأن رئيس الجمهورية ينتخب مباشرة من الشعب ضمن سياق تنافسي حقيقي، أما في سوريا فرئيس الحزب الواحد هو نفسه رئيس الحكومة التنفيذية وحزبه يسيطر بشكل مطلق على ما يسمى مجلس الشعب الذي سيختاره بناء على ترشيح القيادة القطرية ثم يطرح الأمر على استفتاء شكلي يغيب عنه أكثر من نصف الشعب السوري الذي هجـره هذا المرشح المجرم ودمـ .ـر مدنه وبلداته وقـ .ـتل أبناءه في المعتقلات والزنـازين والبـراميل المتفـجرة وغاز الـسارين».

وتساءل الخبير والمحامي عن «أي انتخابات يتحدث ذلك النظام الذي جعل من الجغرافيا السورية ساحة مستباحة للجيوش والميليشيات الأجنبية والطائفية الإرهابية في الوقت الذي يجمع فيه رأس النظام ومرشحه الأوحد سلطات الدولة الثلاث في يده سيما وان القضاء بعثي مسيس وكذلك لجنة الانتخابات القضائية التي ستدير تلك المسرحية المقيتة، فالديكتاتور المستبد المجرم ليس في حاجة لأي انتخابات من أجل شرعنة بقائه في السلطة لأنه يعلم بأن تلك المسرحية السمجة لن تغير من الواقع».

فالقيادة القطرية التي سترشح المرشح لمجلس الشعب يترأسها رأس النظام ومجلس الشعب يسيطر عليه شبيحة البعث الذين كافأهم على تشبيحهم بمقاعد المجلس وكل البنى التنظيمية للحزب بدءاً من قيادة الفرق وانتهاءً بعضوية القيادة القطرية ومروراً بقيادات الشعب والفروع تعينهم أجهزة الأمن التي يترأسها هو أيضاً والقضاء يترأس هو مجلسه الأعلى وكذلك مجلس الوزراء كما يعين هو أعضاء المحكمة الدستورية.. فما حاجته للحملة الانتخابية؟ ثم ما هو البرنامج الانتخابي الذي يطرحه؟ وهل سيطرحه على كل السوريين أم على من هم تحت سطوته الأمنية والعسكرية؟ ليس لديه أي برنامج يقدمه حتى لمؤيديه سوى شعارات الصمود والمقاومة والممانعة والانتصار على المؤامرة.

المعارض السياسي درويش خليفة أبدى اعتقاده بأن الاستحقاقات الدستورية والتي تشمل الانتخابات الرئاسية والنيابية، عندما تكون بعيدة عن اهتمام ومصالح السوريين، فهذا مؤشر على أن هذه الاستحقاقات لم تكن يوماً تعنيهم وتؤثر على حياتهم الخاصة والعامة. وأن المشاركة فيها من عدمها لا تحمل أي جديد لهم، وبالتالي فإن مقاطعتها تصبح جزءًا من الجانب الذي عمل عليه النظام، وهو إقصاء المجتمع عن الحياة السياسية، وهذا ما أفقد السوريين شعورهم بالمواطنة وولّد عندهم إحساساً بأنهم رعايا وليسوا مواطنين.

تعديل الدستور في أقل من ساعة

وفي رأي خليفة، فإن ما حدث عام 2000 عندما ورث النظام حكم سوريا لبشار الأسد عن أبيه من خلال تعديل الدستور في أقل من ساعة، بحيث يكمل القاصر سن الرئيس دستورياً، هو سبب مهم لمقاطعة السوريين لأي انتخابات في بلدٍ لم يعد فيه لتصوت المواطن السوري أي قيمة. وإذا عدنا للحديث عن الانتخابات الرئاسية السورية المقبلة، فما هو دافع السوريين للمشاركة فيها بعد تـهـ .ـجير نصفهم من مدنهم ووطنهم واعتقال وقتـ .ـل ما يقرب من مليون ونصف المليون من شعبه؟

وتساءل المعارض السياسي عن «البرنامج الانتخابي الذي سيصوتون من خلاله؟ هل لدى مرشح النظام المحكوم علينا أن يكون من عائلة الأسد أي برنامج إصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي، هل يدخل ضمن أجنداته سحب الجيش إلى ثكناته ورفع الحصانة عن الأفرع الأمنية وإطلاق سراح معتقلي الرأي ومناهضيه السياسيين؟ هل سيسمح لمعارضيه بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية وتنص المادة الدستورية 84 في فقرتها الخامسة على أن المرشح يجب «أن يكون مقيماً في الجمهورية العربية السورية لمدة لا تقل عن عشر سنوات إقامة دائمة متصلة عند تقديم طلب الترشيح» وهو (نظام الأسد) لم يدع لأي معارض له أثراً في القطاع الذي يحكمه في سوريا؟

وانتهى «خليفة» بالقول: الانتخابات ليست مجرد صندوق فقط، بل هي استحقاق تجاه الشعب والدولة والسيادة الوطنية وهذه العناصر الثلاثة أغفلها وفرّط بها بشار الأسد دون مبالاة منه، بإدخاله جيوش عدة دول وميليشيات لقتـ .ـل السوريين الذين يحتاج لأصواتهم ليبقى على رأس السلطة.

المصدر: القدس العربي

اقرأ أيضاً: “الفيزا” إلى تركيا للسوريين المقيمين في دولة خارج بلده

إن حصول السوريين خارج سوريا والمقيمين في بلدان أوروبا أو بلدان عربية على “الفيزا” إلى تركيا يختلف بالنسبة للسوريين المقيمين خارج بلدهم ففرصة حصولهم على الفيزا السياحية إلى تركيا تكون أفضل بكثير، وأغلب المتقدمين يحصلون عليها بعد أن يتقدموا للسفارة التركية في البلد المقيمين فيه بالأوراق المطلوبة” بحسب ما أفادنا به المحامي أسامة عبد الرحمن.

الأوراق المطلوبة من السوريين المقيمين في بلد آخر للحصول على “فيزا” إلى تركيا:

– بيان راتب من الشركة التي يعمل بها مقدم الطلب.

– كشف حساب بنكي لآخر ثلاثة أشهر.

– جواز سفر صالح لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

– صورتان شخصيتان.

– صورة عن الإقامة في البلد التي يقيم فيها مقدم الطلب.

– حجز طائرة وفندق (وهمي أو حقيقي).

– طلب “الفيزا” والذي يمكن للشخص الحصول عليه من موقع السفارة التركية.

وفي حال كان هناك دعوة مقدمة من شركة فعليه إرفاق الدعوة ضمن ملف طلبه، وإن كان هناك دعوة موجهة من شخص فيجب على مقدم الطلب إرفاق صورة عن جواز سفر وعنوان الداعي في تركيا.

وللمزيد من التفاصيل حول هذا الخبر >>> نترككم مع مداخلة للاعلامي علاء عثمان، ولا تنسوا الاشتراك في قناة تركيا بالعربي على يوتيوب لنوافيكم بكل جديد:

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.