ماذا بشأن ملف سوريا مع قدوم بايدن

9 نوفمبر 2020آخر تحديث :
ماذا بشأن ملف سوريا مع قدوم بايدن

تركيا بالعربي

أبدى الدبلوماسي السوري السابق، المقيم في واشنطن، بسام بربندي، تفاؤلا حذرا بانفراجة قريبة قد يشهدها الملف السوري، وذلك بعد إعلان فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، برئاسة البيت الأبيض.

وفي حديث خاص لـ”عربي21″، قال بربندي إن الديمقراطيين يتعاملون مع الملف السوري بحساسية شديدة، لأنهم يدركون أنهم كانوا سببا من أسباب المأساة السورية، وذلك نتيجة طريقة تعاطي إدارة باراك أوباما السابقة مع الملف السوري.

وعلى ذلك، يؤكد بربندي أن السياسة الأمريكية تجاه سوريا لن تختلف كثيرا عن ما كانت عليه في فترة رئاسة دونالد ترامب، مستدركا: “ما سيتغير مقاربة الملف، بمعنى آخر، أن سياسة إدارة ترامب تجاه سوريا هي جزء من سياسة أوسع تجاه إيران، حيث مارست هذه الإدارة سياسة الضغط الكبير على طهران، وسمحت كذلك لإسرائيل (الاحتلال) بقصف مواقع عسكرية بشكل أوسع مما كانت عليه زمن إدارة أوباما، والواضح أن إدارة بايدن ستغير من طريقة تعاطيها في الملف السوري، بعزل هذا الملف الإنساني عن الملف الإيراني”.

وقال بربندي: “الواضح أن إدارة بايدن ستتعامل مع الملف السوري من وجهة نظر إنسانية”، مضيفا: “باعت إدارة أوباما سوريا مقابل التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، وهذا الأمر لن يتكرر مرة ثانية، ما يعني بالضرورة تحريك مسار الحل السياسي، وفق القرارات الأممية”.

وحسب الدبلوماسي السوري، فإن فرص تحقيق انفراجة في الملف السوري باتت أكبر من السابق مع فوز بايدن، وقال: “لا يعني أن الحل سيكون مرضيا للشعب السوري، وإنما لن تعيد إدارة بايدن تكرار الأخطاء في الملف السوري، الأخطاء التي اعترف بها أكثر من مسؤول سابق في إدارة أوباما”.

ومضى قائلا: “القول بأن الإدارة الديمقراطية الجديدة ذاهبة إلى فرض الحل في سوريا، لا يعني مطلقا أن هناك رغبة لدى الإدارة بتغيير النظام السوري، بل حل الأزمة بالحد الأدنى من الأضرار والتوافق”.

ولفت بربندي إلى أن إدارة بايدن ستكمل إرث إدارة ترامب، أي الاستمرار بالعقوبات الاقتصادية على النظام السوري، لكن مع تفعيل الخط الدبلوماسي مع روسيا وإيران، لحل الأزمة السورية.

من جانبه، قال الباحث في الشأن السوري، طالب دغيم، إن سياسة إدارة ترامب حول سوريا لم تكن سياسة متوازنة، ومشتتة ما بين سحب القوات وإعادتها.

وأضاف لـ”عربي21″: المتوقع في عهد بايدن أن تضع إدارة بايدن مقاربة جديدة، عنوانها تخفيف التوتر مع إيران، بالمقابل سُتجابه الولايات المتحدة روسيا.

وبهذا المعنى، يعتقد الدغيم أن إدارة بايدن ستعزز وجودها العسكري شرق الفرات، لمنع سيطرة الروس على الجغرافيا السورية، بموازاة ذلك ستفعّل إدارة بايدن “اللجنة الدستورية” للتوصل إلى حل سياسي سوري.

وقبل تقديم استقالته، كان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، قد استبعد أن يكون لنتائج الانتخابات الرئاسية في بلاده أي تأثير على تواجدها العسكري في سوريا، بغض النظر عن المرشح الفائز.

وأضاف قبل أيام: “أيا كان الفائز في الانتخابات، لا أتوقع حدوث أي تغيير في نقاط تواجد الوحدات العسكرية الأمريكية في سوريا، ولا في العقوبات المفروضة على نظام الأسد، ولا في إرادة واشنطن طرد إيران من سوريا”.

وكانت تقارير صحفية قد نقلت عن أحد مستشاري بايدن، قوله إن الأخير سيحافظ على وجود قوات عسكرية في شمال شرق سوريا؛ لأنها أظهرت “ردعا” للغارات الجوية التي تشنها قوات روسيا والنظام، وفي الوقت ذاته ستبحث عن طرق لتعزيز العمليات التركية في إدلب.

اقرأ أيضاً: اللجنة السورية التركية تجتمع بإدارة الهجرة العامة.. هذا ما تم الاتفاق عليه

تركيا بالعربي – حسان كنجو

أعلنت اللجنة السورية التركية المشتركة، في منشور لها على صفحتها الرسمية في فيسبوك، اجتماع وفد لها مع مدير الهجرة العامة في العاصمة التركية أنقرة، لبحث العديد من الملفات التي تخص السوريين في تركيا.

وقالت اللجنة في منشورها الذي اطلعت عليه تركيا بالعربي: “عقد المكتب التقني في اللجنة السورية التركية المشتركة، اجتماعاً مع إدارة الهجرة العامة في العاصمة التركية أنقرة، وبحثوا معاً أهم القضايا التي تخصّ السوريين في تركيا. حيث حضر اللقاء من الجانب التركي: المدير العام لإدارة الهجرة سواش أونلو، ومسؤول الحماية الدولية والحماية المؤقتة للسوريين هارون باش بويوك وآخرون، ومن الجانب السوري: سفير الائتلاف الوطني في تركيا نذير حكيم، ومنسق اللجنة أحمد بكورة، ومسؤولو الملفات باللجنة”.

وأضافت: “تحدث (سواش أونلو) حول التطورات الأخيرة التي تخصّ وضع السوريين في تركيا، وأكد على أن الإدارة العامة وجهت كتاباً إلى كافة فروعها للبدء باستلام ملفات الإقامة الإنسانية.

وأوضح أن تركيا تُعد من أقل البلدان التي يحدث بها مشاكل بين السوريين والأتراك وهو الأمر الطبيعي الذين يكون بين الأتراك أنفسهم، مضيفاً أن الحكومة التركية تتابع كافة هذه المشاكل وتقف عندها تجنباً من استغلال كلمة العنصرية، ولمنع تكرارها”.

وذكرت: “ناقش الحضور أربعة ملفات رئيسية وهي: الاتصال، الاندماج والتأقلم، الوضع القانوني، والأوضاع الاقتصادية والمعيشية للسوريين، وأكد الفريق التقني على أن السوريين بحاجة إلى أوراق ثبوتية كاملة وتغطية إقامة قانونية”.

وتابعت: “تم التطرق إلى ملف تعليم اللغة العربية للطلاب السوريين في المدارس التركية من أجل المحافظة على هويتهم وثقافتهم العربية.

واستعرض الحضور ملف الحالات الإنسانية التي وصلت إلى اللجنة السورية التركية المشتركة، والتي بلغ عددها أكثر من 26 ألف حالة، وأكدوا على ضرورة التواصل الفعال لحل جذري لمثل هذه الحالات، كما تابع الحضور مشكلات السوريين العالقة في المحاكم التركية، وبحثوا إمكانية اعتماد تصديق الحكومة السورية المؤقتة على الأوراق الرسمية للمساعدة في حل تلك المشكلات”.

واستطردت: “واتفق الحضور على تسهيل عمل الصحفيين في تركيا، وعقد ورشات عمل وندوات صحفية بين الصحفيين السوريين والصحفيين الأتراك، من أجل التعاون والتنسيق بشأن تغطية أوضاع السوريين، والتشجيع على نبذ العنصرية ومحاربة الشائعات وكشفها، كما اتفقوا على تشكيل لجان عمل مشتركة لبحث قضايا السوريين، وعلى رأسها الحالات الإنسانية، والملفات القانونية، ومنح الإقامات وأذونات العمل، إضافة إلى تحديد موعد اجتماع الشهر القادم على أن يكون موسعاً لحضور ممثلي الوزارات ذات الشأن في التعامل مع الملف السوري”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.