في جـ.ــ.ـرائم أجهزة المخابرات: نعم لمحـ.ــ.ـاكمة الضباط السنة أولا!

6 يونيو 2020آخر تحديث :
في جـ.ــ.ـرائم أجهزة المخابرات: نعم لمحـ.ــ.ـاكمة الضباط السنة أولا!

تركيا بالعربي

على خلفية محـ.ـاكمة بعض الضباط  المتـ.ـهمين بارتكـ.ـاب جـ.ـرائم التعـ.ـذيب المـ.ـروّعة في أفرع المخابرات السورية أمام محـ.ـاكم في ألمانيا،  بعد بدء محـ.ـاكمة العقيد أنور رسلان رئيس فرع الخطيب سابقا، ومساعده إياد غريب، تثور في وسائل التواصل الاجتماعي وعلى صفحات بعض الكتاب والصحفيين، وأحيانا في مقالاتهم.. اعتـ.ـراضات مباشرة وواضحة، وأخرى التفافية استدراكية مشفوعة بـ”لكن” كأن يقال نحن مع محـ.ـاكمة جميع من ارتكبوا جرائم تعذيب بحق السوريين في كل المواقع ومن كافة المستويات والرتب ولكن… لماذا يتم التركيز على الضباط السنة!  وهل الهدف من ذلك تقديمهم كـ.ـبش فداء من أجل إبعاد الأتـ.ـهام عن عائلة الأسد أو عن محطيها الطـ.ـائفي المتلصق بها والذي شكل عصـ.ـبية حكمها على مدى عقود؟! أم أن الهـ.ـدف هو الاكتفاء بهولاء وتبـ.ـرئة الآخرين؟!! 

لعبة لصرف النظر! 
وقد قرأت قبل أيام على صفحة شخصية لأحد الأصدقاء الصحفيين، تحـ.ـذيرا منقولا على لسان ضابط منـ.ـشق وصفه بأنه ليس سنياً دون أن يذكر اسمه، يحـ.ـذر من أن تكون هذه المحـ.ـاكمات لعبة لصرف النظر عن جـ.ـرائم الرؤوس الكبيرة من طائـ.ـفة النظام كما قال!
يعيدني هذا السجال – أيا كان مصدره –  لتلمس حقائق يعرفها كل السوريين، ويمكن اختصارها بجملة من التساؤلات: هل كان الضباط السنة  الذين يعملون في أجهزة المخابرات التابعة للنظام ينتمون للأكثرية السنية انتماءً حقيقيا؟ هل كان يدافعون عن مصالح المواطنة التي حرمت منها هذه الأغلبية كما باقي المكونات بدرجة أو بأخرى؟ وهل محـ.ـاكمتهم هي تجـ.ـريم للمكون السني وإسهام في خلط الأوراق وصرف الأنظار عن المجـ.ـرمين الكبار وأصحاب القرار الطائفـ.ـيين؟! 
للإجابة على هذه التساؤلات أتذكر قصة ضابط المخابرات الدمشقي الذي كان يقطن في حارتنا.. كان ابن عائلة كريمة، يشهد لها الجميع بحسن الخلق وأصالة النسب وطيب المعشر… وحين كنت أسأل بعض الجيران العارفين كيف أصبح ابن هذه العائلة  ضابطا في المخابرات، يرد محدثي هامساً: “لك ابني بكل عيلة في بلـ.ـوعة… وهذا بلوعـ.ـة العيلة”! 

المنتمي واللامنتمي؟!
كان جميع سكان الحارة يتحـ.ـاشون هذا الضابط ويخـ.ـافون من صف سياراتهم قرب بيته.. بعضهم كان يرى أن عليهم أن يبعدوا عن الشـ.ـر ويغـ.ـنوا له: “الله يجيرنا من أولاد الحـ.ـرام” وبعضهم الآخر كان يلجأ إليه عند الحاجة القصوى المتعلقة باعتقـ.ـال أخ أو ابن، أو مشـ.ـكلة أمنية مع قريب.. أما عندما تكون مشـ.ـكلة الاعتـ.ـقال كبيرة.. أي لها علاقة بالسـ.ـياسة لا سمح الله، فثمة من ينصح من يريدون اللجوء إليه: “هذا ضابط سني شو بيطلع بإيدو مسكين.. روح شفلك ضابط علوي كبير لك ابني.. القصة بدها حدا تـ.ـقيل..” وأحيانا واتقاء لآذان الحيطان في ذلك الزمن المسكون بكتاب التـ.ـقارير، كان يتم استبدال التسميات الطائفية بأخرى مناطقية فيقال: هذا ضابط شامي مسكين حاطينو واجهة.. روح شفلك ضابط من الساحل!!

 طبعا هذه تفاصيل لا انفرد بها أنا وحدي… بل يعرفها وعايشها وشاركها جميع السوريين، وهي تكشف عمليا أن ضباط المخابرات من المكون السني لم يكونوا ينتمون للسنة بالمعنى الحقيقي للكلمة.. لم يدافعـ.ـوا عنهم لرفع مظـ.ـلمة، ولم يستطيعوا أن يساعدوهم  على تحصيل حق، ولا يستيطعون… والأهم من ذلك أنهم لم يستطيعوا تغيير الانطباع السائد عن أجهزة المخابرات باعتبارها “مرتع للسـ.ـفلة ولأولاد الحـ.ـرام ” وليست مؤسسة حكومية لتطبيق القـ.ـانون وحماية الناس.. وعليه فمن ينتمون إليها هم عرضة للشكوك في أخلاقهم وفي إنسانيتهم حتى لو كانوا أبناء عائلات عريقة!

حين تنسب القرى لضباط المخابرات! 

ولكم أن تتخيلوا بالمقابل شكل العلاقة بين ضابط المخابرات العلوي وبين محيطه الاجتماعي.. فهو ليس مرهوب الجانب فقط، بل هو مثار إعجاب واحترام.. ويكاد يشكل قدوة لأبناء ضيعته أو أسرته في النجاح وخدمة الوطن والقدرة على خدمة محيطه.. لأن هناك تصالحا اجتماعيا مع تجاوزات أجهزة المخابرات وممارستها الوحـ.ـشية يصل إلى مرحلة الفخر لدى بعض الفئات الاجتماعية، ولأن هناك انتماء مصلحياً يعبر عن هالضابط العلوي بقدرته النافذة على خدمة محيطه الاجتماعي وأبناء ضيعته وتوظيف وحل كل مشـ.ـكلاتهم ما لم تصل مشكلتهم إلى المس بالسيد الرئيس أو القائد الخالد! 
لا أعقد هذه المقارنة بين ضابط المخابرات السني والضابط العلوي وعلاقة كل واحد منهما بمحيطه الاجتماعي، كي أبرر للضابط السني مشاركته في الجـ.ـرائم وأقول أنه مغلوب على أمره ويجب عدم محاسبته، لا. على العكس من ذلك تماما، بل لأقول أن ضابط المخابرات السني لم يكن ينتمي من حيث الجوهر والثقافة لمحيطه الاجتماعي ولآلام أناسه وأهله تحت حكم هذه العـ.ـصابة الطائفية.. وقد بقي مرذولا ومكروها حتى لو لجأ إليه البعض تحت سيف الضرورة القاهرة أو لوعة الاكتواء باتهام التقارير الكيـ.ـدية والوشايات الأمنية.. كان ضابط المخابرات السني ينتمي لمصحلته الشخصية ولفساده.. وكان النظام يسمح له بالفـ.ـساد الشخصي، لكن يحرّم عليه أن يكون شهما ذا مروءة مع محيطه.. الفساد الشخصي سيكون مستـ.ـمسكا عليه.. أما حركات الشهامة والمروءة ومساعدة الناس لوجه الله فستشكل رصيدا شعبيا له، وستعيد تشكيل العصبية القيمية للأكثرية السنية التي عمل النظام على تفتيتها، مقابل تقوية العصـ.ـبية العلوية على مبدأ طائفي وليس قيمياَ، كما يقول ميشيل سورا في كتابه (الدولة المتوحشة)..  وهي مضادة لجوهر النظام الذي أسسه حافظ الأسد على مفهوم النـ.ـذالة المطـ.ـلقة، التي تعـ.ـاقب من يتورط في إغاثة رجل مُسن يضـ.ـرب في الشارع من عنصر مخابرات تجبراً وظلماً.. عقابا يكاد يوازي عقاب قيادي في جماعة الأخوان المسلمين المحظورة!

محـ.ـاكمات أم استـ.ـهداف للطائفة؟! 
من هنا يمكن أن نفهم لماذا لم يكن ضباط المخابرات الذين ينتمون للمكون السني يمثلون هذا المكون في أذهان السوريين.. فهم أنـ.ـذال وأولاد حـ.ـرام في نظر أقرب المقربين إليهم حتى لو لم يجرؤ أن يصـ.ـرحوا لهم بذلك.. وإلا لما قبلوا أن يعملوا في أجهزة كان شغلها الشاغل قهر المواطن السوري وتعـ.ـذيبه وإرهـ.ـابه، وسحـ.ـق كرامته بلا أدنى وازع من أي ضمير إنساني أو حتى حيواني.. فداخل أفرع المخابرات تلك قد تغـ.ـدو الحيوانات ذات ضمير غرائزي أكثر مما تراه  لدى من يحسبون على البشر.. وداخل أجهزة المخابرات تلك، يصح تماما عنوان الكتاب التراثي: تفضيل الكلاب على كثير ممتن لبس الثياب!

يمكن أن نفهم تماما لماذا تـ.ـرعب دعـ.ـوات محـ.ـاكمة مجـ.ـرمي الحـ.ـرب ومرتـ.ـكبي جـ.ـرائم التعـ.ـذيب أبناء الطائفة العلوية بعامة.. ولماذا يعتـ.ـبرونها جزءا من استـ.ـهداف الطائفة بأكلمها، فهم يعتبرون ان هؤلاء الضباط الأشاوس يمثلونهم، وجـ.ـرائمهم أكثر من طبيعية وأكثر من ضرورية من أجل حمايتهم..  والمسـ.ـاس بهم هو وشاية من إرهابيين ودواعـ.ـش ضـ.ـدعهم، كما قال الطبيب العلوي الذي اقتيد للمحـ.ـاكمة في ألمانيا مؤخرا على خلفية اتهامة بخيانة شرف الطب حين قالم بتعـ.ـذيب متظاهرين وجرحى حين كان يعمل طبيبا في مشفى تابع لنظام الدولة المتـ.ـوحشة في حمص. 

يمكن أن نفهم تماما لماذا ترعب دعـ.ـوات محاكمة ضابط المخابرات معظم العلويين.. إذ كيف يمكن لضيع وقرى كانت تكنى باسم ضباط المخابرات التي خرجوا منها.. فيقال من ضيعة علي حيدر.. ومن ضيعة علي دوبا.. ومن ضيعة غازي كنعان.. ومن ضيعة عدنان بدر حسن… كيف يمكن لهذا التماهي أن يسمح بالتبرؤ من هذا الإرث او يكون أهلها سعداء بمحـ.ـاككمة رموزه؟!

ويمكن ان نفهم بالمقابل… لماذا لا يكترث السنة عموما بأبنائهم من ضباط المخابرات الذين تلـ.ـوثت أيديهم بدمـ.ـائهم ودمـ.ـاء باقي السوريين.. رغم بعض الأصوات المستريبة التي تحاول أن تكشتف مؤامرة ما في الموضوع.

لا يهم إن كانوا قد قبلوا أن يكونوا واجهة تشاركية لنظام طائفي أو كانوا مؤمنين بهذا النظام لأنه خدم مصالحهم جيدا.. في كلتا الحالتين هم مجرمون يجب أن يحاسبوا مثلهم مثل البقية.. وربما قبل البقية. ولهذا ولكي نسحب البساط من تحت أرجل الطائفيين نقول: حاسبوا الضباط السنة قبل غيرهم.. حتى لا نضيع وقتنا في التساؤل من يجب أن يحاسب قبل من؟ ولماذا الضابط العلوي وليس السني؟ لا عليكم… الضابط السني الذي خان أهله وانتمى لهذا النظام الطائفي المجـ.ـرم يستحق أن يكون قبل الجميع… ولن ندافع عن أي واحد منهم… ولا منكم!

المصدر : اورينت

اقرأ أيضاً: إعادة فتح موقع حجز تحديث البيانات في ولايات تركية

بعد طول انتظار من السوريين في تركيا من أجل استكمال تسجيل معاملاتهم كتسجيل المواليد الجدد وتحديث بيانات الكملك وتغيير العنوان والتسجيل على كرت المساعدة المقدم من الهلال الأحمر التركي فقد تم إعادة فتح موقع حجز تحديث البيانات في كافة الولايات التركية.

موقع تركيا بالعربي تواصلت مع المهتم بشؤون اللاجئين السوريين والعرب في تركيا الأستاذ أحمد جميل نبهان والذي أكد خبر إعادة فتح موقع حجز تحديث البيانات في عموم الولايات التركية.

وقال الأستاذ نبهان إن الموقع تم فتحه اليوم الاثنين الأول من حزيران وقد شهد إقبالاً كبيراً من المراجعين.

وتابع الأستاذ نبهان لقد تم إتاحة الحجز في جميع الولايات التركية ما عدا ولاية بورصة والتي لها موقعها الخاص بها وولاية إسطنبول بشقيها الأوربي والآسيوي.

وأضاف لقد قمت بمساعدة العديد من السوريين بنفسي من خلال حجز مواعيد جديدة من خلال رابط موقع حجز المواعيد

https://e-randevu.goc.gov.tr/Rezervasyon

المصدر : تركيا بالعربي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.