الحجر المنزلي يعود على السوريين في تركيا بالفائدة

1 يونيو 2020آخر تحديث :
الحجر المنزلي
الحجر المنزلي

ما إن تفشى فيروس “كورونا المستجد” في العالم، وبدأ الحجر المنزلي حتى بدأ أبو رامي، 42 سنة، بالتفكير جدياً بترك التدخين، بعد 15 سنة من أول سيجارة شربها.

يقول أبو رامي، المقيم في مدينة غازي عنتاب التركية لـ روزنة “بصراحة كنت أحتاج إلى فرصة لترك التدخين، والآن أتت هذه الفرصة، وخصوصاً مع الجلوس ساعات طويلة في المنزل، وبالتالي الضرر زاد على نفسي وعائلتي”.

بصورة كبيرة، ساعد قدوم شهر رمضان أبو رامي في قراره الأخير بترك التدخين، إذ قلّل من استهلاك السجائر إلى أن انتهى منها نهائياً مع شهر الصيام، ويحتفل اليوم بجسد خالٍ من آثار التدخين.

ليست فقط ثنائية الحجر الصحي ورمضان، ساعدت سوريين كثر على ترك التدخين مؤخراً، وإنما ارتفاع أسعار الدخان في تركيا بمعدل 20 في المئة خلال العام الأخير، وفي سوريا أصبح شراء “الدخان” عبء اقتصادي لا يحتمل، بعد أن ارتفعت الأسعار ليصل ثمن أرخص نوع من السجائر إلى 600 ليرة، فيما يبلغ ثمن أفضل نوع أكثر من 2500 ليرة.

إبراهيم، شاب سوري، 27 سنة، مقيم في إسطنبول، يقول لـ روزنة إن “الأسعار اختلفت تماماً، بين قبل الحظر وبعده، ولم يعد بمقدورنا شراء علب السجائر، في البداية قررنا أنا و5 أصدقاء تخفيض استهلاك السجائر إلى النصف، ثم في منتصف رمضان تحدينا بعضنا بترك التدخين نهائياًَ، وهذا ما كان حتى اللحظة”

أم مصطفى سيدة سورية، 45 سنة، مقيمة في أنقرة، تقول لـروزنة “كنت أنا وزوجي ندّخن يومياً علبة سجائر، لكن مع تقدم العمر، وتدهور الوضع الصحي في البلاد بسبب كورونا، فضلاً عن ارتفاع ثمن الدخان، في ظل قلة العمل بسبب الجائحة العالمية، حيث يستهلك الشخص الواحد منا شهرياً نحو 400 ليرة تركية ثمناً للسجائر، قررنا الإقلاع عنه، وهذا ما حصل رغم صعوبة تنفيذ القرار”.

300 ألف أقلعوا عن التدخين

وكشفت دراسة حديثة، نشرت مطلع الشهر الحالي، أنّ نحو 300 ألف بريطاني أقلعوا عن التدخين بسبب مخاوف من أنّ التدخين يزيد من فرص الإصابة بفيروس كورونا، وفق صحيفة “دايلي ميل” البريطانية.

وأوضحت المؤسسة، التي أجرت الدراسة “YouGov” أنّ أكثر من نصف مليون، أي 8 في المئة قرروا التخلص من إدمانهم للسجائر، وخفض 2.4 مليون أي 36 في المئة، عدد السجائر التي يتناولونها، فيما قال 27 في المئة إنهم الآن أكثر احتمالية للقيام بالإقلاع عن التدخين تماماً.

ما علاقة التدخين بالإصابة بكورونا؟

قالت “منظمة الصحة العالمية” إن تدخين أي نوع من أنوع التبغ يضعف قدرات الرئتين ويزيد من خطر الإصابة بالعديد من حالات عدوى الجهاز التنفسي، كما يزيد من وخامة أمراض الجهاز التنفسي، ويعتبر مرض “كوفيد- 19” من الأمراض المعدية، الذي يهاجم الرئتين بشكل رئيسي.

كما يضعف التدخين الوظيفة الرئوية، ما يزيد من صعوبة تصدي الجسم لفيروسات كورونا، وغيرها من الأمراض التنفسية، ووفق المنظمة، فإن البحوث المتاحة تشير إلى أن المدخنين يتعرضون أكثر من غيرهم لخطر تسجيل نتائج صحية وخيمة في حال إصابتهم بكورونا.

وأشارت المنظمة إلى أنّ مدخني التبغ (السجائر والنرجيلة ولفافات البيدي والسيجار ومنتجات ‏التبغ المسخّنة)، هم أكثر عرضة للإصابة بكورونا، لأن عملية التدخين نفسها تنطوي على ملامسة ‏الأصابع، وربما السجائر الملوّثة، للشفاه، ما يزيد من ‏احتمال انتقال الفيروسات من اليد إلى الفم.

وغالباً ما ‏ينطوي تدخين تبغ النرجيلة، على تبادل قطع فموية وخراطيم، مما ‏قد يسهّل انتقال الفيروس التاجي‎ ‎بين الناس ‏في البيئات المجتمعية والاجتماعية‎.‎

وتنصح “منظمة الصحة العالمية” بالإقلاع عن التدخين، نظراً للمخاطر الصحية الناجمة عن تعاطي التبغ، والإقلاع عن التدخين يساعد الرئتين والقلب على ‏العمل على نحو أفضل منذ اللحظات الأولى، التي ‏يتوقف فيها الشخص عن التدخين.

وبعد 20 دقيقة من الإقلاع عن التدخين تتناقص سرعة القلب، وينخفض ضغط الدم، وبعد 12 ساعة يعود أحادي أكسيد ‏الكربون في مجرى الدم إلى مستواه الطبيعي، وخلال أسبوعين إلى 12 أسبوعًا، تتحسن الدورة ‏الدموية وتتعزّز الوظيفة الرئوية، وبعد شهر واحد إلى ‏‏9 أشهر، تنخفض شدة السعال وضيق التنفّس.

اليوم العالمي لمكافحة التدخين

وفي عام 1987، أقرت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، اليوم العالمي لمكافحة التبغ في الـ 31 من أيار من كل عام، للفت النظر العالمي نحو الآثار السلبية، والضارة للتبغ والتدخين وآثاره السيئة على الصحة العامة، والتذكير بالمخاطر التي يسببها التدخين سواء على حياة الأفراد أو على النواحي الاقتصادية للعائلات والمجتمعات.

ودعت منظمة الصحة العالمية في أيار عام 2008 لحظر تام ونهائي على إعلانات السجائر، حيث قالت إن الدراسات أثبتت أن هناك علاقة قوية بين إعلانات منتجات التبغ والسجائر وبين بداية التدخين.

المصدر: روزنة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.