دراسة اقتصادية تكشف أرقاماً مخـ.ـيـ.ـفة عن خسائر سوريا خلال 9 سنوات

28 مايو 2020آخر تحديث :
دراسة اقتصادية تكشف أرقاماً مخـ.ـيـ.ـفة عن خسائر سوريا خلال 9 سنوات

تركيا بالعربي

نشر المركز السوري لبحوث السياسات”، بحثاً يتضمن دراسة اقتصادية عن خـ.ـسائر سوريا خلال الـ 9 سنوات الماضية، وما تعـ.ـرضت له البلاد من أضرار جسيمة في البنية التحتية، وأثر ذلك على ارتفاع نسبة الفقر.

وبلغ إجمالي الخسائر الاقتصادية في سوريا خلال تسع سنوات، أكثر من 530 مليار دولار أميركي، ذلك بزيادة تجاوزت 130 مليارا عن أسوأ تقديرات لخبراء أممين وسوريين قبل سنتين. كما تضـ.ـرر 40 في المئة من البنية التحتية ما تسبب في خسارة حوالي 65 ملياراً، وبلغ معدل الفقر 86 في المئة بين السوريين البالغ عددهم حوالي 22 مليوناً، بحسب خلاصات بحث المركز السوري، وفق صحيفة الشرق الأوسط.

بشرياً، بلغ عدد الوفيات المرتبطة بالنزاع 690 ألف شخص بينهم 570 ألفا قتلوا بشكل مباشر، فيما أدت التطورات إلى خروج 13 مليونا من بيوتهم نازحين ولاجئين، في وقت يعيش 2.4 مليون طفل خارج المدارس داخل البلاد، التي تعلم ستة مناهج في “مناطق النفوذ” المختلفة. وهم حوالي 35 في المئة من الأطفال في سن الدراسة، يضاف إلى ذلك نسب عدم التحاق بالمدارس مشابهة في أماكن اللجوء خارج سوريا.

 وقال الباحث في المركز ربيع نصر لـلشرق الأوسط”، إنه أمام هذه المؤشرات “لا يمكن الحديث عن إعادة الإعمار قبل معالجة جذور النـ.ـزاع وأهمها الظلم الذي يرتبط بالظـ.ـلم السياسي والظـ.ـلم الاقتصادي والظـ.ـلم الاجتماعي”، مضيفاً “الأهم من الإعمار، هو تجاوز النـ.ـزاع. هذا يتم بعملية طويلة الأجل وتدريجية من خلال رفع المظـ.ـلوميات وفتح المجال للمجتمع للمشاركة بمحو آثار النزاع وبناء مستقبل جديد”.

كان مسؤولون روس تحدثوا قبل سنتين عن 400 مليار تكلفة الدمـ.ـار في سوريا. ولا شك أن الأرقام الجديدة، تشكل تحديا كبيراً لأي مخطط لإعمار سوريا خصوصاً في ضوء الوضع الداخلي والأزمـ.ـات الاقتصادية في العالم تحديدا مع وباء “كورونا”. وقال أحد الباحثين: “هذه الأرقام تجعل من الإعمار أقرب إلى الوهم”.

والتقرير، الذي أعده خبراء سوريون عبر شغل وعلاقة عميقين في الداخل السوري، جزء من “سلسلة تناولت الأبعاد لآثار النزاع المسلح في سوريا بين 2011 و2019، في ضوء دراسة الوضعين الاجتماعي والاقتصادي، والأداء المؤسساتي للبلاد. ويطرح استراتيجيات بديلة للإعمار قائمة على تفكـ.ـيك اقتصادات النـ.ـزاع وتطوير التوافقات الاجتماعية والتأسيس لمؤسسات عادلة وتضمينية”.

 الظلم الاقتصادي
أدّى ما جرى في سوريا بحسب المركز إلى ظهور اقتصادات مختلفة ومجزأة “داخل الدولة المتشظية”. وأظهرت أنظمة الحوافز في الاقتصادات الجديدة أن واحدة من المصالح المشتركة القليلة، بين القـ.ـوى المتنافسة على السيطرة، كانت إساءة استخدام الموارد الاقتصادية لمصـ.ـلحة “نخبة النـ.ـزاع” على حساب الأنشطة الاقتصادية الإنتاجية، حسب التقرير، الذي يقول: “إنها حوّلت المقومات الاقتصادية إلى مصادر لاستدامة العنـ.ـف، من خلال تدمير جزء كبير من رأس المال، أو إعادة تخصـ.ـيصه لأنشطة مرتبطة بالنـ.ـزاع”.

ويقدّر التقرير الخسائر الاقتصادية للنزاع حتى نهاية عام 2019 بحوالي 530.1 مليار دولار، بالمقارنة بالسيناريو الاستمراري، ما يعادل 9.7 ضعف الناتج المحلي الإجمالي لعام 2010 بالأسعار الثابتة. ويشمل هذا الرقم، الخسارة في الناتج المحلي الإجمالي البالغة 420.9 مليار والزيادة في الإنفاق العسكري بحوالي 37.8 مليار والأضرار التي لحقت بمخزون رأس المال وقدرها 64.6 مليار، إضافة إلى الإنتاج غير الرسمي للنفط والغاز، المقدر بـ9.9 مليار. وخلال الفترة ذاتها، شهد الدعم الحكومي تراجعاً مطرداً، كنسبة مئوية من الناتج المحلي بالأسعار الجارية، من 20.2 في المئة في 2011 إلى 4.9 في المئة في 2019. ونتيجة لذلك، انخفض عجز الموازنة العامة مع الدعم من خارج الموازنة من 23.6 في المئة إلى 8.8 في المائة.

ورغم انخفاض قيمة الليرة بدءا من 2011، عندما كانت 46 ليرة للدولار، شهدت موجة أخرى من الانخفاض وبنسبة 43 في المئة في سبتمبر (أيلول) الماضي مقارنة بشهر يوليو (تموز) 2018، إذ سجلت الفترة بين أكتوبر (تشرين الأول) 2019 ويناير (كانون الثاني) 2020 تسارعاً في تدهور قيمة العملة ليصل إلى 96 في المئة في 16 يناير مقارنة مع 17 أكتوبر الماضي. ويبلغ سعر الصرف حاليا حوالي 1700 ليرة للدولار الأميركي. وسجّل إجمالي العمالة انخفاضاً حاداً من 5.184 مليون عامل إلى 3.058 مليون. وارتفع معدل البطالة من 14.9 في المئة إلى 42.3 في المئة. وفقدَ سوق العمل 3.7 مليون فرصة عمل، ورفعت الخسارة الضخمة لفرص العمل نسبة الإعالة الاقتصادية من 4.13 شخص لكل مشتغل في عام 2010 إلى 6.4 شخص في عام 2019.

الظـ.ـلم الاجتماعي
ارتفع عدد السكان داخل سوريا، بمعدل 0.9 في المئة في عام 2018 و1.1 في المئة في عام 2019، ليصل العدد إلى 19.584 مليون نسمة في العام 2019، وحصل نزوح قسري لأكثر من 5.6 مليون شخص بحثاً عن الأمان في لبنان، وتركيا، والأردن، ودول مضيفة أخرى. ووصل عدد النازحين داخلياً بحلول أغسطس (آب) الماضي 6.14 مليون، و”هو أكبر عدد من النازحين داخلياً بسبب نـ.ـزاع في العالم”.

ويستمر السوريون في “فقدان ملايين السنين من التعليم”، إذ بلغ عدد الأطفال ممن يتراوح عمرهم بين 5 أعوام و17 عاماً، ممن هم خارج المدرسة، حوالي 2.4 مليون في عام 2019. ويقول الباحث: “تعتبر الحصيلة الحالية كـ.ـارثية لأن ملايين الأطفال سيعانون من نقص المهارات والمعرفة، بالإضافة إلى الآثار الأخرى للنـ.ـزاع. كما خلّف النزاع فقداناً في اتساق المناهج الدراسية في أنحاء سوريا، بسبب إنشاء أنظمة تعليمية مختلفة في كل منطقة بحسب القـ.ـوى الحاكمة فيها، ووجود 6 مناهج دراسية مختلفة تستخدم في المدارس». وهناك عدد مشابه خارج سوريا. ويوضح: «ضاعت 24 مليون سنة تدريس على السوريين، وهذا يعقّد فرص النهوض في المستقبل”.

ويكشف التقرير ارتفاع معدل الوفـ.ـيات الخام من 4.4 لكل ألف نسمة في عام 2010 إلى 9.9 لكل ألف نسمة في 2017 و7.0 لكل ألف في عام 2019. ويقول: «هناك 570 ألف قـ.ـتيل بشكل مباشر و120 ألفا بسبب غياب المعدات والأدوية وظروف المعيشة المناسبة”. وبلغ معدل الفقـ.ـر الإجمالي ذروته عند 89.4 في المئة في نهاية عام 2016، وانخفض في عام 2019 إلى 86 في المئة. وأدت الأزمة الاقتصادية في لبنان إلى تفاقم الوضع الاقتصادي في سوريا. ومن المتوقع أن يؤدي «قانون قيصر» الأميركي الذي يبدأ تنفيذه في منتصف الشهر المقبل، إلى إضافة أعباء إضافية على الوضعين المعيشي والاقتصادي.

وتشترط دول أوروبية وأميركا تحقيق حل سياسي بموجب القرار 2254، فيما تطالب موسكو ودمشق برفع العقوبات الاقتصادية. ومن المقرر عقد مؤتمر للمانحين في بروكسل في نهاية الشهر المقبل لتقديم تعهدات مالية وبحث الملف السياسي. كما يبحث مجلس الأمن الدولي بعد أسابيع موضوع إيصال مساعدات إنسانية إلى سوريا عبر بوابات الحدود وسط خلاف روسي – غربي. 

المصدر : اورينت

اقرأ أيضاً: بيان من المديرية العامة للأمن في تركيا

ترجمة وتحرير تركيا بالعربي

حذرت المديرية العامة للأمن في تركيا السكان من المحتالين الذين ينتحلون صفة موظفين من وزارة الصحة.

وقالت المديرة في بيان لها ترجمته تركيا بالعربي: أن أولئك الذين يأتون إلى منزلكم ويدعّون أنهم طاقم طبي في وزارة الصحة يجب ألا يتم السماح لهم بالدخول إلى المنزل، وأن لا يتم إعطائهم أسماء أو عناوين أو أرقام هواتف وأي معلومة.

وتابعت المديرية في بيانها:

* لا تعطي اسمك وعنوانك لأولئك الذين يطلبون معلوماتك من أجل إرسال مواد تعقيم ضد فيروس كورونا اليكم، أو يقولوا لكم نريد إجراء اختبارات طبية لكم للكشف عن فايروس كورونا.

* أولئك الذين يدّعون أنهم من وزارة الصحة ويدعّون أنهم يوزعون الكمامات أو المطهرات أو النظارات الواقية، أو الذين يقولون أنهم سيجرون فحصًا لفيروس كورونا في المنزل، يجب عليكم عدم استقبالهم في المنزل ويجب عليكم ابلاغ السلطات فوراً.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.