قصص أطباء عرب هبوا لمـ.ـواجـ.ـهة وباء كورونا في تركيا

20 مايو 2020آخر تحديث :
قصص أطباء عرب هبوا لمـ.ـواجـ.ـهة وباء كورونا في تركيا

تركيا بالعربي

ترصد “عربي21” قصصا ونماذج لأطباء عرب هبوا لمكـ.ـافحة وباء كورونا خلال عملهم في المستشفيات التركية، وتقييمهم لهذه التجربة الفريدة من حياتهم المهنية، التي واكبت لأول مرة فيروسا قـ.ـاتلا وغـ.ـامضا.
 
وتستضيف تركيا أكثر من 5 ملايين أجنبي من مختلف دول العالم. ودوما ما تصـ.ـرح السلطات أن عددا من اللاجئين إليها هم من “الفارين من الظـ.ـلم الذي يرون في البلاد ملاذا آمنا لهم”.
 
ومن بين اللاجئين في تركيا 3.6 ملايين سوري يخضعون للحماية المؤقتة، ومئات الآلاف من دول مختلفة تشهد بلدانهم صـ.ـراعات وحـ.ـروبا وأوضاعا مأسـ.ـاوية.
 
وعلى صعيد كورونا، سجلت تركيا نحو 151 ألفا و615 إصـ.ـابة، بينهم 4 آلاف و199 وفـ.ـاة، وتعـ.ـافي 112 ألفا و895 حالة.
 
الطبيب “الشمّاع”
 
ووفق ما رصدته “عربي21” فإن الأطباء العرب كانوا “جنبا إلى جنب” مع الأطباء الأتراك في مواجـ.ـهة وباء كورونا المستجد، ومنهم من أصيـ.ـب وتـ.ـوفي بالمرض.
 
ففي 16 نيسان/أبريل الماضي، توفـ.ـي الطبيب السوري محمد الشمّاع، الأخصائي في أمراض الداخلية، نتيجة إصـ.ـابته بفيروس كورونا الذي كان يعمل على مكـ.ـافحته.
 
وخـ.ـضع الشمّاع للمعالجة في أحد مشافي إسطنبول، لـ 15 يوما، إلا أنه توفـ.ـي لاحقا عقب صـ.ـراعه مع الفيروس.

أطباء أصـ.ـيبوا بكورونا

ومن بين الأطباء العرب الذين أصيـ.ـبوا بفيروس “كورونا” وقابلتهم “عربي21″، الطبيب الأردني خالد عبيد، والذي يقيم في تركيا منذ 10 سنوات، ويعمل حاليا  في تخصص جـ.ـراحة الكلى والمسالك البولية في جامعة أنقرة بمستشفى ابن سينا.
 
ومع تزايد الحالات المصـ.ـابة بكورونا في المستشفى، كان “عبيد” ضمن الفريق الطبي العامل بمكـ.ـافحة المرض مع أطباء آخرين من جنسيات مختلفة، تحت إشراف لجنة خاصة يرأسها أطباء الأمراض المعدية بالمستشفى.

ويوضح أنه بعد أسبوع من عمله في قسم مرضى كورونا، بدأت تظهر عليه أعراض خفيفة من المرض، إلا أن فحوصاته الأولية لكورونا كانت سلبية، ما جعله يصنف هذه الأعراض ضمن “هاجس كان يسود الأطباء خشية الإصابة بالمرض بمجرد ظهور أي أعراض تتصل به”.

وبعد يومين تضاعفت أعراض الإصـ.ـابة لدى “عبيد” إلى ضيق بالتنفس وآلام في الصدر، ما استوجب معها نقله إلى الطوارئ ثم إدخاله كمريض كورونا في القسم الذي كان يعمل به.

ويقول: “تلقيت رعاية طبية جيدة، كبقية مرضى كورونا، حيث يقدم الأطباء كل ما بوسعهم للتخفيف من آلام المرض، ما جعلني أتعافى خلال 6 أيام”.
 
وغادر “عبيد” قسم مرضى الكورونا ليمكث أسبوعين في الحجر الصحي المنزلي، وبعد انتهاء الأعراض والتأكد من أن فحوصاته لكورونا سلبية، عاد إلى عمله في قسم جراحة الكلى والمسالك البولية، الأسبوع الماضي.

ويصف تجربته بالقول: “كانت صعبة، خصوصا مع الغربة، والسكن وحيدا، ونظرا لأن المرض جديد ويؤدي للوفـ.ـاة..”.
 
و”لكن بعدما خضت التجربة وبعد اليوم الأول ومع مساعدة الأصدقاء في العمل والحياة، الذين قدموا لي الدعم والمساندة، تجاوزت المرحلة بسلام”.

وكذلك أصـ.ـيب الطبيب الفلسطيني (من قطاع غزة) المتخصص بأمراض الكلى والباطنة، محمود سليم، بعدوى فيروس كورونا، خلال عمله بمستشفى “أتاتورك” الحكومي بولاية زونغولدك، جراء مخالطته لمريض فشل كلوي لم تظهر عليه أعراض مرض كورونا في البداية.

وقال: “بعد ما تم اكتشاف المريض تم فحص جميع المرضى والعاملين في 18 آذار/مارس، وفي أوائل شهر نيسان/أبريل بدأت تظهر علي آلام في العضلات والزكام، وكان هناك التهاب رئوي خفيف، وثبتت إصابتي، وخضعت لبروتوكول العلاج المعتمد في تركيا، وتحسنت بشكل كبير”.

وأشار إلى أنه مع تزايد الحالات تحول المستشفى بشكل كامل لعلاج مرضى كورونا، كان يتوجب على أي متخصص أن يتعامل مع هؤلاء المرضى.

وعن رحلته مع المرض وكذلك مداواة المرضى، يوضح أن تزايد أعداد الإصـ.ـابات أدى إلى “إرهاق العاملين”، خاصة مع استمرار العمل في الفترات الأولى لساعات مرتدين اللباس الخاص والعيون المغلقة والكمامات.

ومما لا ينساه “سليم” خلال هذه الفترة، أن المرضى كان يميزون بين الأطباء بأصواتهم وعيونهم، نظرا لأنهم متشابهون في لباسهم، والذي لا يكاد تظهر بسببه ملامحهم.

وكانت تعتري “سليم” المخاوف عند المرور بعيادة مرضى كورونا، حيث تزداد فرصة الإصـ.ـابة بالمرض وهو لا يعلم.

ويشير إلى أن نحو 11 طبيبا عربيا في تركيا أصيـ.ـبوا وتعافوا من المرض. ولم يتسن لـ”عربي21″ التأكد من صحة الرقم من الجهات الرسمية.

آثار اجتماعية

من جانبه، يلمح الطبيب السوري حمزة الجواش، والذي عمل في قسم الإسعاف والطوارئ بمستشفى سليمان القانوني بإسطنبول، إلى أن المخـ.ـاطر التي رافقت عمله مع مرضى كورونا انتقلت لتؤثر على العلاقات الاجتماعية.

وقال: “أكبر المخاوف التي كانت تسيطر علي هي أثناء عودتي للبيت، كنت أخشى أن أنقل العدوى إلى أهلي وأنا لا أدري”.

وتخرج الجواش من كلية طب جراح باشا في جامعة إسطنبول العام الماضي، حيث استأنف دراسته العلمية بأروقة الجامعة، بعدما اضـ.ـطر لمغادرة سوريا خلال سنة تخرجه من كلية الطب عام 2012، مدفوعا بالخـ.ـوف من الاعـ.ـتقال من قبل النظام، بالتزامن مع انـ.ـدلاع الثورة السورية.

أما الطبيب الفلسطيني (من مدينة طولكرم)، أسامة أبو زينة، ونظرا لتخصصه في أمراض الرئة والالتهاب التنفسي، كان من أوائل المجـ.ـابهين لفيروس كورونا في تركيا.

ويقول: “نحن موجودون في تركيا، ونعمل هنا، وهذا جزء من واجبنا، أن نواجه هذا الفيروس، إلى جانب الأطباء الأتراك”.
 
ومنذ بداية الإعلان عن المرض في الصين، أخذ أبو زينة بمتابعة التقارير الطبية القادمة من هناك، من أجل التعرف على المرض الجديد، ويقول: “كان هناك تخوف من المرض، نظرا لارتفاع نسبة الوفـ.ـيات وسرعة الإصـ.ـابة به”.

وصاحب ذلك “تساؤلات مرهقة”، بالنسبة للطبيب أبو زينة، حول إمكانية إصـ.ـابته بالمرض أو نقله إلى ذويه.

وأدت مخاوف نقل المرض بأبو زينة إلى أن يقرر مع زوجته (التي تعمل طبيبة في المدينة الطبية بأنقرة)، أن يقررا مفارقة ابنتهما التي تبلغ من العمر سنة ونصف، ويضعانها مع جدتها في منزل منفصل عنهما.

وعن ذلك يقول: “مرت أيام ولم نكن نر ابنتنا وجدتها إلا عن طريق الشباك والتليفون، كانت فترة مزعجة”.

ونبه إلى أن تزايد الحالات المصابة بالفيروس، قادهما إلى “التعود وقلل الخوف لديهما من المرض المجهول”، خاصة مع تعافي معظم الحالات المصـ.ـابة، ما جعله وزوجته يخففان من الانعـ.ـزال عن ابنتهما.

ويوضح أن الحالات المتزايدة استدعت مشاركة كافة العاملين في المجال الصحي من كافة التخصصات الطبية للتعامل مع المرضى، وذلك في مكان عمله بمستشفى “ليف” بأنقرة.

خطة محكمة

وعن تجربته في التعامل مع فيروس كورونا بمستشفى “ميدسن” بإسطنبول يقول الطبيب الفلسطيني أحمد القهوجي: “فجأة تحولت المستشفى التي أعمل بها إلى مستشفى يتعامل مع الوباء”، في إشارة إلى تزايد الحالات بالمدينة.
 
وقال: “تم استدعائي من قسم العاجل إلى اجتماع اللجنة الطبية وتم توزيع المهام، في الحقيقة كان كل شيء منظما ومرسوما ضمن خطة عمل جيدة، حيث تم تقسيم المستشفى إلى أربعة مستويات لعلاج المرضى مقسمة إلى (فرز الحالات، إجراء الفحوصات، وأقسام مبيت المرضى، وأقسام العناية المركزة للحالات الحرجة)”.

ويوضح أن المستشفيات التركية التزمت في العلاج ببروتوكول وزارة الصحة التركية والذي يصدر عن اللجنة العلمية في الوزارة.

وعمل الطبيب القهوجي في المستوى الثالث، وأعرب أن التجربة الجديدة صاحبها “قلق كبير من التعامل مع مرض لا يملك الكثير من المعلومات عنه، وأنه اعتمد على الأخبار والمعلومات القادمة من الدول الأخرى بما فيها من مبالغات أو حقائق منقوصة”.

وتابع: “سرعان ما اختفت الرهبة واندمجت في العمل، وأصبحت أزاول عملي في القسم بأريحية أكثر”.

وكون القهوجي الطبيب الوحيد العربي في مستشفى “ميدسين”، طُلب منه متابعة المرضى العرب المصـ.ـابين بالمرض بالإضافة للمرضى الأتراك الذين تابعهم في قسمه، والذي ضم نحو 35 مريضا.

ويقول: “كان العمل مرهقا ومتعبا جسديا وعقليا بصورة لم أتوقعها”.

ويوضح أن “المناعة الذاتية” كانت أهم “سـ.ـلاح” لمقاومة المرض، لذلك كان يجب علينا تقويتها لدى المرضى بتوفير الراحة النفسية لهم مع التغذية السليمة المتوازنة والحصول على أوقات كافية من الراحة.

ويتحدث، شاعرا بالرضا والراحة: “تابعت مع يقارب 15 مريضا عربيا، كلهم خرجوا من المستشفى بسلام..”.

ويقول: “تلقيت من مرضاي رسائل الشكر والتقدير والتي وصلت إلى عائلتي في غزة، والذين كنت أخفي عنهم طبيعة عملي، حتى لا يجتمع عليهم قلق الغربة والمرض”.

ويحكي عن فترة علاجه لطبيب فلسطيني أصـ.ـيب بالفيروس ومكث 18 يوما بالقسم وهو بحالة صعبة، قائلا: “كنا نتبادل أطراف الحديث في الكثير من المواضيع كالوطن والغربة والتخصص الطبي والأوضاع في غزة وحال الأطباء والناس هناك، ربما كنت أسعى للتخفيف عنه أو للتخفيف عن نفسي”.
 
ويُجمع الأطباء الذين قابلتهم “عربي21” على أنهم لم يواجهوا أي نقص في العلاجات والمعدات الطبية اللازمة لمكـ.ـافحة فيروس كورونا.
 
وبمناسبة الحديث عن الأطباء العرب في تركيا، توجه صحيفة “عربي21” التحية لكافة الطواقم والكوادر الطبية في أنحاء العالم، خاصة أولئك العاملين على علاج فيروس كورونا. 
 

اقرأ أيضاً: أردوغان يعلن عن القرارات المنتظرة

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فرض حظر تجول في جميع ولايات البلاد، اعتبارا من السبت ولمدة 4 أيام خلال عيد الفطر.

جاء ذلك في كلمة للشعب عقب ترؤسه اجتماع الحكومة الذي عقد عبر تقنية الفيديو كونفرانس.

وقال أردوغان: “سيتم فرض حظر تجول في كافة ولايتنا الـ 81 اعتبارا من يوم الوقفة (السبت) وحتى آخر آيام العيد (الثلاثاء)”.
وأشار إلى إعفاء المسنين 65 عاما وما فوق من حظر التجول لمدة 6 ساعات أول أيام العيد (الأحد).

وأعلن أردوغان تمديد حظر الدخول والخروج من وإلى 15 ولاية تركية لمدة 15 يوما.

كما أعلن الرئيس أردوغان افتتاح المساجد للعبادة مجددا اعتبارا من 29 مايو.

وأشار إلى أن صلوات الجماعة ستعود للمساجد ضمن ضوابط معينة.

من ناحية أخرى ذكر الرئيس أردوغان أن السنة الدراسية الجديدة ستنطلق في سبتمبر/أيلول المقبل.

وجدد دعوته للمواطنين بالالتزام بتدابير مكافحة كورونا، واحترام مبدأ التباعد الاجتماعي والحفاظ على مسافة مترين بينهم.

وأضاف: “في حال حدوث تطورات سلبية في سياق الوباء، قد نضطر لاتخاذ تدابير أكثر صرامة”.

وتابع: “لا يمكننا إيقاف حياتنا اليومية وإغلاق حدودنا لسنوات والانتظار حتى انتهاء كورونا بالكامل”.

وأضاف: “سنواصل خطة إعادة الحياة الطبيعية وفق تطورات كورونا”.

ولفت الرئيس إلى أنه “لا يمكن القضاء نهائيا على تهديد وباء كورونا إلا عبر حل المشكلة عالميا”.

وشدد على أن تركيا تواصل بنجاح مكافحة فيروس كورونا، ولا تعاني من أي مشكلة في الخدمات الصحية أو تأمين مستلزمات النظافة.

وأردف: “في المرحلة الجديدة سنبني تركيا الكبيرة والقوية”.
وذكر الرئيس أردوغان أنه سيفتتح الخميس مدينة “باشاك شهير” الطبية بالكامل في إسطنبول بمشاركة رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، عبر تقنية الفيديو (بعدما جرى افتتاح المرحلة الأولى من المدينة الطبية في 20 أبريل).

وأكد على أن برامج تركيا لدعم متضرري كورونا تشمل إجراءات فعلية وليست حبرا على ورق كما في بعض الدول.

وقال:” قدمنا خلال الشهرين الماضيين دعما نقديا لنحو 10 ملايين مواطن، بقيمة 11.5 مليار ليرة (1.67 مليار دولار) وهذا يظهر وقوفنا مع شعبنا في الأوقات الصعبة”.

وأوضح قائلا: “قدمنا دعما نقديا بقيمة 1000 ليرة (نحو 145 دولارا) لـ5.5 ملايين مواطن من فئة الدخل المحدود”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.