مراكز طبية للسوريين في اسطنبول لا تستقبل “الحالات الباردة

6 مايو 2020آخر تحديث :
مراكز طبية للسوريين في اسطنبول لا تستقبل “الحالات الباردة

تركيا بالعربي

تعتذر بعض المراكز الطبية التي تستقبل مرضى سوريين في اسطنبول عن عدم معاينة “الحالات الباردة” بعد انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) في تركيا، وخفضت مراكز أخرى من أوقات دوامها أو من كادرها الطبي، في حين أُغلقت مراكز أخرى بالكامل.

يجد السوريون في اسطنبول صعوبة في إيجاد مركز طبي للتداوي منذ تفشي جائحة “كورونا” في تركيا، وما رافقها من إجراءات احترازية، ما وضع العلاج بعيدًا عن متناولهم.

وروت السورية المقيمة في اسطنبول ريم داوود، لعنب بلدي، أنها لم تستطع تأمين معاينة لابنها في عيادة عينية بأحد المراكز الطبية، واكتفى المركز بوصف قطرة عينية معقمة عبر الهاتف.

أما محمد المظلوم، وهو سوري يقيم في اسطنبول، فقال لعنب بلدي، إنه عانى من فطريات في قدميه، وعندما طلب موعدًا من المركز الطبي القريب من سكنه، رفض المشرف على المركز الموافقة على طلبه واستقباله كونه من “الحالات الباردة”.

بينما نجحت عائشة مصطفى بتطعيم طفلها في مركز طبي، وقالت لعنب بلدي، إن مقاعد الانتظار أُلغيت بالكامل واقتصر العمل على كادر طبي قليل، إضافة إلى تراجع ملحوظ في عدد المراجعين عما كانت تشاهده سابقًا في المركز ذاته.

ويبلغ عدد السوريين في تركيا أكثر من ثلاثة ملايين و585 ألفًا، منهم 496 ألفًا و561 شخصًا في ولاية اسطنبول، بحسب دائرة الهجرة التركية.

العمل مستمر

يتركز وجود اللاجئين السوريين في مناطق عدة داخل مدينة اسطنبول، على رأسها مناطق الفاتح وأسنيورت وأفجلار، ويفتتحون فيها مراكز طبية تسهل عليهم الحصول على الخدمات الطبية.

ويلجأ السوريون إلى المراكز الطبية السورية الخاصة في تركيا، المرخصة منها وغير المرخصة، لسهولة التعامل بعيدًا عن عائق اللغة، إضافة إلى عدم الحاجة إلى مواعيد مسبقة.

وقال مدير “مجموعة عيادات الشام التخصصية”، الدكتور محمد خبي، إن مواعيد وساعات العمل تقلّصت بسبب انتشار فيروس “كورونا” إضافة إلى قدوم شهر رمضان.

أما مدير مركز “النور” الطبي، الدكتور مهدي داوود، فأكد أن مواعيد عمل الأطباء لم تتغير، بل ازداد الدوام في بعض الأيام لتعويض الأيام التي يكون فيها حظر تجول.

بينما أغلق مركز “رودي” الطبي والتجميلي الواقع بمنطقة الفاتح بشكل كامل، وفي تواصل مع عنب بلدي، اكتفى المركز بالقول إن الإغلاق كان حرصًا على سلامة المراجعين وإنه مستمر حتى إشعار آخر.

وتعطّل “عيادات الشام” الواقعة في منطقة باغجلار باسطنبول خلال الأيام التي يُفرض فيها حظر للتجول في تركيا، أما في الأيام العادية فما زال دوام المركز كالمعتاد، إلا أن بعض الأطباء “اعتذروا عن عدم متابعة العمل”.

وبحسب الدكتور محمد خبي، اتخذ بعض الأطباء قرارات فردية بالتوقف عن العمل لتخفيف الازدحام بالمراكز، مثل طبيب العينية باعتبار حالاته باردة، وطبيب القلبية الذي كان يستقبل حالات إسعافية طارئة قليلة.

الضرورة القصوى

ينصح مقسم “عيادات الشام” المرضى بعدم القدوم إلى المركز إلا لحالات الضرورة القصوى، ويعاينها حينها الطبيب المختص، وذلك حرصًا على تخفيف الاختلاط قدر المستطاع، وبالتالي الحد من انتشار الفيروس، بحسب الدكتور محمد خبي.

وعزز مدير مركز “النور” الطبي الواقع في منقطقة الفاتح، الدكتور مهدي داوود، الفكرة السابقة، بضرورة عدم القدوم إلى المراكز الطبية إلا للضرورة.

وبحسب الدكتور مهدي داوود، فإن “المشكلة تكمن بصعوبة إقناع الناس بذلك، فهم يظنون أن كل حالاتهم عاجلة حتى في أبسطها”.

وأضاف، “نستقبل كل الحالات التي تأتي للمستوصف، إلا أننا لا نعالج المصـ.ـابين بفيروس كورونا، وإنما نشخص الحالة ونوجه المرضى بناء عليه للمراكز والمشافي الحكومية”.

وخففت المراكز الطبية مقاعد الانتظار، وألزمت المراجعين بارتداء الكمامات، كما طبقت التعقيم بعد كل معاينة.

مناوبات

بدأت الحكومة التركية بتدريب أطباء وممرضين سوريين، على آلية عمل نظام الصحة الخاص بها في خطوة لإعدادهم لتقديم خدمات طبية للاجئين السوريين في تركيا، منذ آذار من عام 2017.

وتحظى مراكز طبية بدعم الدولة التركية وتقدم خدماتها مجانًا، لكن بعضها يحتاج إلى مواعيد مسبقة وبطاقة “كيملك” من نفس الولاية، مثل “مراكز صحة المهاجرين”. (Göçmen Sağlık Merkezleri)
وقررت وزارة الصحة التركية تقسيم العمل إلى مناوبات بين الأطباء في “مراكز صحة المهاجرين”، بحيث يعمل نصف عدد الأطباء في كل يوم، وفقًا لما قالته اختصاصية الطب العام، الدكتورة منار جمعة، التي تعمل في أحد المراكز باسطنبول.

وأضافت أن المركز يفتح أبوابه من الثامنة صباحًا حتى الخامسة عصرًا، وما زال يستقبل جميع الحالات كما في الأيام العادية، إضافة إلى الحالات المشـ.ـتبه بإصـ.ـابتها بفيروس “كورونا”.

عيادات غير مرخصة

توفر بعض المراكز الطبية السورية فرص عمل للأطباء السوريين الذين لم يتمكنوا من معادلة شهاداتهم في تركيا، وهو ما يمنعهم من العمل في المشافي التركية، أو افتتاح عيادات خاصة.

إلا أن أطباء سوريين افتتحوا عياداتهم رغم عدم معادلة شهاداتهم، وبقيت هذه العيادات “سرية” وبعيدة عن أعين الشرطة، معتمدين في جذب المرضى إليها على الأصدقاء أو المجموعات السورية على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويقول طبيب أسنان، تحفظ على ذكر اسمه، لعنب بلدي، إن الحكومة التركية نفّذت حملات مكثفة على المراكز الطبية كافة منذ بدء تفشي فيروس “كورونا”، ووجهت دوريات شرطة لضـ.ـبط المخـ.ـالفات.

ويعمل طبيب الأسنان في عيادة خاصة غير مرخصة منذ قدومه إلى تركيا قبل خمس سنوات، ولم يعادل شهادته السورية لصعوبات كثيرة، أبرزها صعـ.ـوبة امتحان المعادلة، واشتراط اجتياز امتحان اللغة قبل ذلك.

وأغلق طبيب الأسنان عيادته بعد أن ازدادت حملات التفتيش، رغم وجود مواعيد لمرضى كانوا قد بدؤوا بجلسات العلاج سابقًا، وأضاف، “قررت إغلاقها خشية انتشار الفيروس من جهة، وخـ.ـوفًا من تغـ.ـريمي من قبل الحكومة التركية”.

ووصل عدد الإصـ.ـابات بفيروس “كورونا” في تركيا إلى أكثر من 120 ألفًا، تـ.ـوفي منهم 3174 شخصًا، حتى 2 من أيار الحالي، بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية.

بينما شُفي قرابة 54 ألفًا، بحسب أرقام موقع  “Gis And Data“، الذي تديره جامعة “جونز هوبكنز” الأمريكية للأبحاث والبيانات.

المصدر : عنب بلدي

اقرأ أيضاً: عضو في اللجنة العلمية التركية: هناك ناقلون (أشباح) لفايروس كورونا بيننا

قال عضو في اللجنة العلمية التركية لمكافحة فايروس كورونا في حديث لوسائل الإعلام التركية، إن هناك عشرات آلاف المصـ ـابين بفايروس كورونا (الأشباح) موجودين بيينا ويجب كشف هويتهم.

وقالت صحيفة “حرييت” التي أجرت مقابلة مع عضو اللجنة العلمية (آتش كارا) وفق ما ترجمته تركيا بالعربي، إن “هناك نحو 36 ألف شخص مصابون في تركيا على هيئة أشباح، وأقصد هنا بـ (الأشباح) أي أنهم مصـ ـابون دون أعراض ولم تظهر عليهم أية علامات تدل على أنهم مصـ ـابون بفايروس كورونا”.

وأضاف: “”تظهر البيانات الواردة من العالم أن 30٪ من عدد الحالات في البلدان لا تظهر أعراضها ضمن ما يسمى بـ (حاملات الأشباح)، حتى إذا كان لديك 122 ألف حالة في تركيا في الوقت الراهن، فإن هناك 36 ألف شخص يحملون المرض دون أن تظهر أعراض أو مرض”.

وذكر: “قامت أيسلندا ونظراً لانخفاض عدد سكانها بدراسة الجميع، ورأت أن ثلث سكانها يحملون المرض دون أي أعراض، ثم جاءت دراسة من الصين وقد كانت هناك نفس البيانات تقريباً، وجاءت بيانات مماثلة في وقت لاحق من دول مختلفة في العالم، وهذا مكننا من وضع توقعات حول بلدنا، لذلك نؤكد بشكل خاص أنه يجب على الجميع ارتداء قناع، ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن القناع لا يحل محل المسافة الاجتماعية”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.