الحـ. ـرب تشـ. ـتعل بين تركيا والسعودية والإمارات

6 مايو 2020آخر تحديث :
أردوغان ومحمد بن زايد ومحمد بن سلمان
أردوغان ومحمد بن زايد ومحمد بن سلمان

تركيا بالعربي

رأى موقع “المونيتور” الأمريكي أن الحـ. ـر ب الباردة الدائرة بين تركيا من جهة، والإمارات والسعودية من جهة أخرى منذ سنوات، آخذة في التصاعد بعد نفاذ صبر أنقرة تجاه العاصمتين الخليجيتين.

وقال الموقع الأمريكي، في مقال تحت عنوان “الحـ. ـر ب البادرة لأردوغان مع السعودية والإمارات” إن المناوشة الأخيرة بين تركيا وكتلة السعودية والإمارات تمت عبر الإعلام.

واستشهد الموقع بالحجب المتبادل للمواقع الإعلامية الذي جرى مؤخرا بين الرياض وأنقرة، ونقل عن رئيس الجمعية الإعلامية التركية – العربية، “توران كيسلاتشي” قوله: “هذا رد بالمثل، وبالتأكيد لا تريد تركيا حظر معظم الوسائل الإعلامية السعودية التي يعمل معظمها بموافقة ومباركة من حكومة حزب العدالة والتنمية”.

وأشار الموقع إلى أن المواجهة الأخيرة بين تركيا والسعودية والإمارات هي الوجه الظاهر من الحـ. ـر ب الباردة التي بدأت عام 2013.

وأوضح أن التوتر زاد بين أنقرة والرياض بشكل كبير، خاصة عندما قررت الرياض التحالف مع أبوظبي في سياساتها المعادية لـ”الإخوان المسلمون” بالمنطقة.

ولفت الموقع إلى أنه طيلة الفترة الماضية قلل معظم الرموز المؤيدة لحزب “العدالة والتنمية” من النقد الحاد القادم من السعودية والإمارات، ووصفوه بأنه عبارة عن “رسائل إلكترونية متكاثرة” مدفوعة الثمن.

ولكن، وفقًا لـ”المونيتور”، فإن القصة ليست كما تبدو، فقد نشر الشيخ “عائض القرني” الذي يتابعه 20 مليونًا على “تويتر” تغريدة في منتصف فبراير/شباط الماضي، هاجم فيها “أردوغان”، وذكر “القرني” أن “أردوغان مخادع وعدو الأمة الإسلامية”.

وتجاهل الإعلام التركي الاتهامات التي شنها “القرني” ضد “أردوغان”، وتم تصويره على أنه ردة فعل على قرار تركيا توجيه تهم إلى 20 سعوديًّا قالت إنهم تورطوا في مقتـ. ـل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” في إسطنبول قبل عامين.

وعندما وجهت أسئلة حول العلاقة التركية – السعودية، وجد البيروقراطيون البارزون طرقًا لتحميل الإمارات لا السعودية المسؤولية. وأشاروا إلى الخلافات بين مصالح الدولتين الخليجيتين والعدوان الإماراتي ضد تركيا.

وفي الأثناء، ارتفعت النبرة الحادة من قِبل مسؤولين أتراك على الإمارات، مشيرين إلى أن “صبرنا مع الأمراء الإماراتيين ينفد”، ما يعطي أملًا أن أنقرة تأمل في إصلاح علاقاتها مع الرياض.

إلا أن نظرة سريعة للصحف السعودية التي صدرت الأسبوع الماضي تظهر عددًا من التقارير والمقالات التي هاجمت أردوغان وعائلته ومن هنا فالعداوة لا تتعلق فقط بمجموعة من الرسائل على الإنترنت أو منحصرة بالإماراتيين فقط.

وهناك أمثلة هاجمت فيها أنقرة الرياض مباشرة، ففي نهاية مارس/آذار الماضي، حمل وزير الداخلية “سليمان صويلو”، السعودية مسؤولية عدم الوضوح مع الدول التي يريد أبناؤها أداء شعيرة الحج بشأن عدد حالات “كوفيد-19” في المملكة.

وفي نهاية كانون الثاني/ يناير، هاجم “أردوغان” سكوت الدول العربية على الخطة الأمريكية المثيرة للجدل بشأن التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مع أن الجامعة العربية شجبت قرار الولايات المتحدة نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.

وفي المقابل طلبت الإمارات والسعودية ومصر من مواطنيها مقاطعة البضائع التركية والسياحة. كما قدمت الدول مواقف متغيرة من إسرائيل.

وذكر الموقع أنه في المجمل كان “أردوغان” هادئا بشأن العداء السعودي – الإماراتي للسياسات التركية، ولا يوجد هناك خطاب معاد للرياض أو أبوظبي في وقت لا يحتاج فيه “أردوغان” لعدو.

ونقل الموقع عن “بيرول باشكان”، الباحث غير المقيم في معهد الشرق الأوسط، قوله إن السبب في عدم تحدي “أردوغان” البلدين أنه لا ينظر إليهما كمنافسين مثل الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي.

وبحسب “المونيتور” فقد قدم المسؤولون في أنقرة مواقف متباينة، واحد منها يرى السعودية والإمارات جبهة واحدة، فيما عبرت البقية عن أمل في ردم الهوة بين أنقرة والرياض لو تم عزل الإماراتيين.

وفي الوقت الحالي، يمارس “أردوغان” سياسة العين بالعين، وهي سياسة مكلفة بالنسبة لتركيا نتيجة تراجع السياحة والصادرات والاستثمارات من السعودية والإمارات.

لكن وباء “كوفيد-19″، وتراجع أسعار النفط سيضر باقتصاد البلدين بحسب الموقع الأمريكي، وتراقب أنقرة ما سيحدث نتيجة تراجع أسعار النفط، وإن كان سيتبعه تراجع في تأثير الرياض وأبوظبي في الولايات المتحدة والشرق الأوسط، وكانت العبارة التي سُمعت: “ستتحول الطاولات قريبا”.

وكان ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وجه الاثنين الفائت تحذيرًا شديد اللهجة لأعداء بلاده مؤكدًا أن أنقرة لن تسمح لأحد باستفزازها أو ابتزازها من الآن فصاعدًا.

وقال أقطاي، في تغريدة عبر حسابه تويتر: “أعتقد أنه من الآن فصاعدًا لن تسمح تركيا لأحد في الشرق ولا في الغرب باستفزازها أو ابتزازها، الكل لازم يلزم حده”.

وأضاف مستشار أردوغان في تغريدة آخرى: “تركيا الجديدة.. قوية بدون غطرسة صديقة بدون تنازلات حليفة للشعوب شريكة للحكومات سلمًا على من يسالمها حربًا على من يعاديها”.

وجاء ذلك عقب تصاعد الحـ. ـر ب الكلامية والتوترات الدبلوماسية بين تركيا والإمارات على خلفية الحـ. ـر ب المشتعلة في ليبيا بين اللواء المتقاعد خليفة حفتر المدعوم من أبو ظبي، وحكومة الوفاق المعترف بها دوليًا.

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي تركيا بالعربي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.