سيناريوهات تقلق دمشق وطهران

3 مايو 2020آخر تحديث :
بشار بوتين روحاني
بشار بوتين روحاني

جائحة كورونا وعاصفة أسعار النفط ربما دفعت الطرف الروسي للبحث عن سبيل للخروج من الأزمة السورية.

وتعمل موسكو على توليفة تجمع بين خيارين في غاية الصعوبة والتعقيد، أولهما: أن تقبل القوى الموجودة على الساحة السورية بمناطق نفوذ بعضها البعض، وتبقى سوريا منقسمة على هذا الأساس إلى ثلاث مناطق للنفوذ والسيطرة.

الأولى تحت حماية طهران وموسكو، والثانية منطقة سيطرة المعارضة السورية بدعم من أنقرة، والثالثة منطقة شرق الفرات التي تقع تحت سيطرة واشنطن وميليشيات “قسد”.

أما السيناريو أو الخيار الثاني، فيقضي بانسحاب كامل لجميع القوات الأجنبية، وتوحيد البلاد بعد تحقيق تحول سياسي يستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254، ما يعني تنحي الأسد ووقف إطلاق النار بشكل تام على مستوى سوريا.

لا شك بأن هذا الخيار أقل تكلفة لجميع الأطراف، فهو يقوم وفق الرؤية الروسية على حلول وسط للهدف المشترك وهو وحدة أراضي سوريا، على عكس الخيار الأول “المحفوف بالمخاطر”.

كما أنه يحقق رغبة الجانب الأميركي الذي يريد فترة استقرار في هذه المنطقة الحيوية بالنسبة له، ويخدم هدفه الأساسي المتمثل في إبعاد إيران، وإبقاء الوضع على ما كان عليه قبل عام 2011.

بمقدور موسكو صياغة توافقات مع الأطراف الفاعلة تتضمن الجانب التركي أيضا، فأنقرة أعلنت مبكرا رغبتها في رحيل الأسد، وكان لها خطاً أحمر بشأن مليشيات “ب ي د”، فإذا ضمنت موسكو إبعاد تلك الميليشيات وإخراجها إلى ما بعد خط 32 كيلومتر حسب اتفاق “سوتشي”، فلن تعترض أنقرة على مثل هذا السيناريو.

قناة “روسيا اليوم” ترجمت مقالا نشرته صحيفة “زافترا” المحلية، ينتقد تصريحات الأسد ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث جاء في المقال: “لا يمكن بأي حال من الأحوال تقبل مثل هذه التصريحات التي أطلقها ضد الرئيس التركي، وضد تركيا التي تنسق مع روسيا، وخصوصا أن موسكو لعبت الدور الأساسي في حماية كرسي الأسد وحكمه”.

وقف إطلاق للنار وتهدئة تسعى موسكو لديمومتها، يقابلها حرص إيراني على التصعيد وخلط الأوراق، فهل بدأت موسكو بالانفصال عن إيران في سوريا حفاظا على مصالحها؟

المصدر: الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.