من دون سابق إنذار… الهلال الأحمر يقطع المساعدات عن عشرات العائلات السورية

15 أبريل 2020آخر تحديث :
كرت الهلال الأحمر
كرت الهلال الأحمر

تركيا بالعربي – حسان كنجو

رغم الظروف الصعبة التي يمر بها غالبية السكان في الولايات التركية، في ظل الإجراءات التي اتبعتها الحكومة التركية للحد من انتشار فايروس كورونا، والتي أدت لإغلاق العديد من المحلات والمتاجر وتوقف معظم العمال عن عملهم، وهو ما انعكس سلباً على أوضاع المدنيين وخاصة السوريين منهم، الذين وبغالبيتهم بالكاد يستطيعون تأمين لقمة عيشهم في الاوضاع الطبيعية عبر العمل بنظام (اليومية)، تفاجأت عشرات الأسر السورية المستفيدة من نظام المساعدات المقدم من قبل الهلال الأحمر خلال الأيام الماضية، برسالة وردتهم من المنظمة التركية تفيد بتوقف بطاقة الهلال الأحمر المعروفة باسم (كرت الهلال) بسبب ما وصفته المنظمة في رسالتها بأنه (عدم مطابقة للشروط)

ويعتمد غالبية اللاجئين السوريين على بطاقة الهلال الأحمر التركي في سداد أجار المنزل أو دفع فواتير خدماته من (ماء – كهرباء – إنترنت)، أما الطعام والشراب فيقتصر على ما يقوم رب المنزل بتقاضيه من عمله هذا في الأحوال العادية، فكيف هو الأمر إن كان رب الأسرة دون عمل منذ أسابيع؟

رسالة مفاجئة

“فوق الموتة عصة قبر”، بهذا المثل الشعبي الذي يعبر عن سوء الحال والظروف القاسية، بدأت السيدة السورية “أم سنا” والقاطنة في غازي عنتاب حديثها لـ “تركيا بالعربي” قائلةً: “لقد أوقفوا لي كرت المساعدات في الوقت الذي أنتظر فيه نهاية الشهر كي أستلم المبلغ وأشتري بعض اللوازم التي احتاجها في المنزل، لا يمكن أن أصف مدى خيبة أملي بهذه الرسالة”.

وأضافت: “دون سابق إنذار وردت رسالة من الهلال الأحمر تفيد بقطع المساعدات عني وإيقاف الكرت البنكي المخصص لها، والسبب كان بحسب المنظمة هو تغييرات طرأت على العائلة، ولكن أين التغييرات في الموضوع؟… أنا وزوحي وثلاثة أطفال دون سن الثامنة عشرة والعنوان كما هو لم يتغير منذ سنوات، هذا يعني أن كل شروطنا مطابقة وبالتالي لا يحق لهم قطع المساعدات عنا”.

تحديث بيانات

أما السيدة “أم عبدو” وهي سورية مقيمة في مدينة أنطاكيا فقد تحدثت لـ تركيا بالعربي عن الأمر نفسه والذي حدث معها قبل أيام أيضاً قائلة: “جاءت رسالة تفيد بإيقاف المساعدات.. ذهبت لشعبة الهلال الاحمر كي استفسر الأمر، فأخبروني بأن النظام لديهم مسجل به أن أسرتي مكونة مني ومن زوجي وطفل واحد فقط، علماً أنه لدي خمسة أطفال جميعهم تحت سن الـ 18، أين المشكلة إذاً؟… طلبوا مني مراجعة إدارة الهجرة… ذهبت هناك فأخبروني أن فيود ثلاثة من أطفال قد توقفت، وعليه فقد ظهر في (السستم) الخاص بالهلال الأحمر بأن عائلتي مكونة من أب وأم وطفل وبالتالي ليس لي الحق بالمساعدات”.

وذكرت: “عندما طلبت منهم تحريك القيد أخبروني بأن التحريك يحتاج لتحديث بيانات جديد، والتحديث الآن متوقف إلى ما بعد كورونا وعلي أن أنتظر لمدة قد تصل إلى الشهرين، لربما يمكنهم تحديث البيانات وإعادة الوضع إلى ما كان عليه كي أتمكن من أعادة تنشيط البطاقة”.

أما “أم محمد” والتي تعرضت لذات الإجراء ولذات السب أيضاً، فقد اشتكت من إهمال ملفها لوقت طويل قائلةً: “كان حظي جيداً.. قمت بتحديث للبيانات في بداية شهر آذار، وذهبت وقدمت ملفي من جديد على أن يتم تفعيل بطاقتي مرة أخرى خلال 50 يوماً، وحتى لآن لم يأتي رد علماً أن الخمسين يوماً تنتهي بعد أسبوع واحد فقط، ولكن حتى اللحظة ما من جواب وفي كل مرة أسأل فيها الهلال الاحمر عبر الهاتف يجيبوني بأنه علي الانتظار”.

وكان الهلال الأحمر التركي قد شرح قبل أيام عن المعايير المحددة لقبول الشخص ضمن برنامج المساعدات المخصصة للاجئين، وكان أحد أهم الشروط هو وجود ثلاثة أطفال تحت سن الـ 18 عاماً أو مسنين فوق سن الستين عاماً إضافة للأب والام في كل عائلة بمتوسط حسابي يعتمد على (كل شخص منتج يجب أن يكون شخص ونصف مستهلك) وبالتالي أن الشخصين المنتجين (الأم والأب) يجب أن يكون لديهما ثلاثة أطفال كي يحصلوا على المساعدة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.