المدارس في سوريا والواقع المأساوي للتعليم

7 فبراير 2020آخر تحديث :
المدارس في سوريا والواقع المأساوي للتعليم

المدارس في سوريا والواقع المأساوي للتعليم

خاص تركيا بالعربي- عبد الله سليمان أوغلو

أصدرت منظمة وحدة تنسيق الدعم ACU تقريراً سنوياً عن واقع التعليم في سوريا في إصداره الخامس حيث غطّى التقرير 4 آلاف و16 مدرسة في 6 محافظات سورية (إدلب- حلب- حماة- الحسكة- دير الزور- الرقة).

تعكس الدراسة واقع المدارس والتعليم في سوريا من خلال تقييمات واحصائيات ومعلومات مفصّلة عن أبنية المدارس العاملة، المياه والإصحاح في المدارس، تجهيزات المدارس، المراحل التدريسية وأيام الدوام المدرسي، المناهج الدراسية، الشهادات، الطلاب والمدرسين واحتياجاتهم، الدعم النفسي والطلاب ذوي الإعاقة، السياسات والإجراءات التي تنظم العملية التعليمية، المدارس غير العاملة بالإضافة إلى الأولويات والتوصيات وإجراء مقارنة بين نتائج الإصدار الحالي من التقرير والإصدارات السابقة في مواضيع عدة.

واحتلت محافظة حلب الصدارة في المدارس العاملة بنسبة 90% من مجموع مدارس المحافظة التي شملها التقييم بواقع 1,017 مدرسة وفيما كانت محافظة دير الزور في الصدارة بالنسبة للمدارس غير العاملة بنسبة 38% من مدارس المحافظة التي شملها التقييم وبواقع 139 مدرسة. وتوصل التقرير إلى أن 12% من المدارس العاملة مدمرة بشكل جزئي والسبب الرئيسي للدمار بنسبة 61% القصف الجوي و15% القصف البري.

48% من المدارس تحصل على مياه الشرب عبر الصهاريج وهناك 40 مدرسة لا تحتوي على مصادر للمياه وينقل الطلاب والكوادر التعليمية المياه من أماكن مجاورة باستخدام أوعية، و56% من المدارس يتوفر فيها مياه شرب و11% لا يتوفر فيها مياه شرب و14% لا يتوفر فيها مياه للحمامات و36 % من الحمامات بحاجة إلى صيانة و49% من الحمامات لم تُحقق معايير الأمان للطلاب.

أما فيما يخص التجهيزات ضمن المدارس أشار التقرير إلى أن 13% من المقاعد ضمن المدارس العاملة تحتاج إلى أعمال صيانة لتصبح صالحة للاستخدام؛ و8% مدمرة بشكل كبير وغير قابلة للإصلاح وتحتاج إلى استبدال. فيما تّوفرت مختبرات مدرسية عاملة وفعّالة في 23 مدرسة فقط، وتوفرت مكتبات مدرسية عاملة وفعّالة ضمن 133 مدرسة، وتوفرت قاعات حاسوب عاملة وفعّالة في 28 مدرسة فقط.

وبلغت نسبة المدارس الثانوية 10% فقط والاعدادية 25% والباقي مدارس مرحلة ابتدائية وتعكس هذه النسب ارتفاع نسبة تسرب الطلاب في المراحل التعليمية العليا ضمن المدارس.

تبيـن مـن خلال الدراسـة أن 53 % (1,744 مدرسة) من المدارس تٌدرّس منهاج النظام المُعدّل (منهـاج المعارضة) و27% من المدارس (896 مدرسة) تُدرّس المنهاج الكردي و16% (527 مدرسة) تُدرّس منهاج النظام و4% (149 مدرسة) تُدرّس منهاج اليونيسف.

وبيّنت الدراسة بأن الحكومة المؤقتة تمنح 50% من الشهادات الإعدادية والثانوية، 29% يمنحها النظام، و15% جهات تابعة للقوى المسيطرة و6% المكتب التعليمي في المجلس المحلي.

وبلغ عدد الطلاب المسجلين في المدارس المُقيّمة 897,967 طالباً فيما شكل الأطفال المتسربين (6-18 سنة) 65% في شمال ادلب وغرب حلب و44% في منطقة عفرين و54% في ريف حلب الشمالي و38% في جنوب إدلب وشمال حماة؛ وتُظهر النسب تركز العدد الأكبر من الأطفال المتسربين في المناطق التي يتواجد فيها عدد كبير من النازحين.

بلغ عدد المدرسين ضمن المدارس العاملة 45,384 مدرساً؛ وقد شكلت الإناث 51% منهم، كما تبين أن 83% من المدرسين نظاميين ممن تخرجوا من كليات أو معاهد تؤهلهم لمزاولة مهنة التدريس؛ كما أنّ 89% من المدرسين تلقوا رواتب خلال العام الدراسي 2018-2019؛ و 36% من المدرسين تدفع رواتبهم الجهة المسيطرة و24% يدفع رواتبهم النظام و10% تدفع رواتبهم التربية التركية و10% المنظمات المحلية و4% المنظمات الدولية؛ ويذكر أن عدد المدرسين الذين يتلقون رواتب انخفض كثيراً خلال العام الدراسي 2019- 2020؛ وذلك بسبب انقطاع الدعم من عدد من الجهات المانحة.

وبيّنت الدراسة أن 16% من المدارس التي تم تقييمها غير عاملة، وأن نقص التمويل والنقص في الأثاث والتجهيزات المدرسية إلى جانب دمار أبنية تلك المدارس شكلت العوامل الأساسية لتوقف المدارس عن العمل. كما أنّ 56% من المدارس غير العاملة مدمرة بدرجات متفاوتة، وأظهرت النتائج أن طلاب 87% من المدارس المتوقفة عن العمل قد تركوا المدرسة (تسربوا من المدارس) في حين لجأ 13% فقط من الطلاب إلى الدراسة في أماكن بديلة.

وفي تصريح خاص لموقع تركيا بالعربي أفاد السيد ماهر الهديب مسؤول شبكة الباحثين في وحدة إدارة المعلومات في منظمة ACU بأن ما يميز هذا التقرير عن سابقاته هو “إجراء استطلاعات للرأي مع الأطفال وذويهم عن الأعراض المتعلقة بالشعور والتفاعل والوعي بالذات لدى الأطفال؛ ووجود معلومات متعلقة بطرائق التدريس التي يتبعها المدرسون وآليات التقويم التدويني”.

كما بيّن السيد الهديب بأن ” التقرير يُعتبر مرجعاً للمنظمات المحلية والدولية العاملة أو التي ستعمل في مجال التعليم في سوريا وفي وضع خطط استجابة وتنفيذ مشاريع مستدامة للنهوض بواقع التعليم في سوريا”.

وخلصت الدراسة إلى جملة من التوصيات وتحديد الأولويات، فتصدّرت الحاجة إلى كتب المناهج المدرسية قائمة الأولويات، وجاءت بالمرتبة الثانية الحاجة إلى ترميم المدارس واجراء إصلاحات متفرقة ضمن المرافق المدرسية، وتصدّرت قائمة أولويات بعض المناطق الحاجة إلى توفير رواتب للكوادر التدريسية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.