هل انتهت التفاهمات الروسية – التركية في إدلب؟

1 فبراير 2020آخر تحديث :
أردوغان وبوتين
أردوغان وبوتين

أشار تقرير لميدل إيست آي إلى التحديات المباشرة التي تواجهها تركيا بسبب دور روسيا في الكـ.ـارثة الإنسـ.ـانية التي تحصل في إدلب، خصوصاً أن القوات الجوية الروسية تشارك بشكل مباشر في استـ.ـهداف البنية التحتية المدنية مثل المشافي والمخابز وحتى التجمعات السكنية المأهولة.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يحاول عدم ربط روسيا بشكل مباشر بالأعمال العسكرية الأخيرة، ويكرر في عدة مناسبات أنه يعول على نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، لحل المشكلات على الأرض؛ إلا أن هذا الموقف تغير وبشكل مفاجئ يوم الأربعاء.

وقال أردوغان للصحفيين في إشارة إلى اتفاق وقف التصعيد، إن “روسيا، وللأسف، لم تلتزم باستانا أو سوتشي.. لم يعد هنالك عملية أستانا. فقدنا صبرنا في إدلب. إن لم تتوقف روسيا عن استـ.ـهداف إدلب سنتخذ الخطوات اللازمة”.

وهذا يعني بالنسبة للمحللين في أنقرة، أن تركيا لن تتسامح مع المزيد من الهجـ.ـمات الروسية على المنطقة التي تضم نحو ثلاثة ملايين سوري، حيث تسبب الهجـ.ـوم الذي يشنه النظام، بدعم من القوات الجوية الروسية، بنزوح حوالي 390 ألف شخص باتجاه الحدود التركية، وذلك وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة الأخيرة.

التمسك بنقاط المراقبة

وعقد المسؤولون الأتراك اجتماعات عديدة مع نظرائهم الروس، بهدف التوصل لاتفاق يقضي بإيقاف المذبحة، وأدت بعض هذه الاجتماعات لوقف إطلاق النار لم يلتزم بها النظام على الأرض.

وقال مسؤول تركي مطلع على النقاشات الحاصلة مع موسكو لموقع ميل إيست آي: “نعلم على الدوام أن روسيا لن تؤدي اتفاق وقف إطلاق النار.. ولكن، توقف روسيا الهجـ.ـوم لمدة أسبوع أو أسبوعين لتتظاهر بأنها ملتزمة بالاتفاق. حالياً، يعلنون وقف إطلاق النار يوم الإثنين ليستأنفوا الهجـ.ـوم يوم الأربعاء”.

وكانت ميليشيا أسد قد استولت مؤخراً على معرة النعمان، وبدأت تتجه لتطويق نقطة مراقبة تركية ثالثة في المنطقة المجاورة. وبحسب المسؤولين الأتراك، فإن قلة القوات البرية التي يمتلكها النظام دفعته لاستخدام تكتيكات وحشية للاستيلاء على الأرض.

وقال مسؤول تركي آخر: “القصـ.ـف كان استراتيجياً وعن عمد، من المستشفيات إلى المدارس.. يخلقون حالة من الدمار الشامل. يهرب الناس، ومن ثم يستولون على مدن من الاشباح”.

وتعتقد أنقرة أن النظام يحاول الضغط على تركيا للتخلي على نقاط المراقبة العسكرية في إدلب، مما يعد انتهاكا واضحا لكل الاتفاقيات السابقة.
وقال المسؤول: “لن نتخلى عن هذه النقاط، وسندافع عنها في حال وقوع أي هجـ.ـوم”.

ومع ذلك، فإن المشاكل مع روسيا لا تقتصر على فقط على إدلب، حيث تتجاهل روسيا اتفاقاً آخر تضمن فيه بقاء ميليشيا قسد على بعد لا يقل عن 30 كلم من الحدود التركية.

الاعتراف بالأمر الواقع

نفذت قسد بندا واحدا من الاتفاق، وهو استبدال حرس الحدود التابعين لها بحرس الحدود التابع للنظام، ولكن الروس لم يطبقوا أي بند من بنود الاتفاق. وقال مسؤول تركي ثالث: “الروس لم يخبروهم بأنه عليهم الانسحاب. متواجدون في كوباني، ومنبج. متواجدون في كل مكان”.

وتستضيف تركيا حوالي 3.5 مليون لاجئ سوري، وتشعر بالقلق من أي موجة نزوح جديدة سببها الهجـ.ـوم على إدلب. ويعتقد الخبراء أن تركيا ليس أمامها خيارات لمنع أزمة كهذه، بخلاف التوصل إلى تسوية مؤقتة، تقبل فيها أنقرة الأراضي التي استولى عليها النظام الواقعة على الطرق السريعة في M4 وM5.

وكان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، قال الأسبوع الماضي لوسائل الاعلام، إن “المنطقة الآمنة” هي الحل الوحيد لإنهاء قتـ.ـل المدنيين في إدلب.

وتعمل تركيا حالياً على بناء أكثر من 25 ألف منزل في إدلب. وأعلن أردوغان في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن ألمانيا وعدت بالمساهمة بمبلغ 25 مليون يورو للمساعدة في تطوير هذا المشروع.

إلا أن فقدان السيطرة على المناطق الممتدة من الطرق السريعة M4 وM5 سيعود بالسلب على تركيا لأنه سيعيق وصولها إلى عفرين.

وفي تصعيد جديد قال أردوغان، إن الجيش التركي سيقوم بعملية شاملة في إدلب ضد قوات النظام، إن لم توقف العملية العسكرية، وذلك بعد أن أعلن مجلس الأمن القومي التركي، يوم الخميس، عن استعداد الحكومة التركية لاتخاذ إجراءات إضافية لحماية أرواح المدنيين.

المصدر: أورينت نت – ترجمة: جلال خياط

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.