لهذا انتقل النظام إلى حلب.. هل انتهى من إدلب؟

18 يناير 2020آخر تحديث :
الجيش السوري الحر
الجيش السوري الحر

تركيا بالعربي

غيّرت قـ.ـوات النـ.ـظام السوري محور قتـ.ـالها تجاه ريف حلب الجنوبي والغربي، تزامنا مع بدء اتفاق وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار في مناطق خفض التصـ.ـعيد بمحافظة إدلب، بحسب ما أعلنته روسيا وتركيا، رغم خـ.ـروقاته للهـ.ـدنة وقـ.ـتله 19 مدنيا على الأقل الأربعاء في غـ.ـارات جوية على “إدلب”.

وبدأت قـ.ـوات النـ.ـظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين، هجـ.ـوما عنيفا بريفي حلب الغربي والجنوبي، بعد حشد القـ.ـوات الموالية لإيران قـ.ـواتها في هذه الجبهة، واستقدامها تعـ.ـزيزات عسـ.ـكرية من دير الزور وحماة واللاذقية.

ويتبادر للأذهان تساؤلات عدة، أبرزها؛ ماذا وراء تحول هجـ.ـمات النظام وحلفائه إلى حلب؟ وهل استكفى بما جرى تحقيقه في مناطق إدلب وتحديدا قرب مدينة معرة النعمان؟ وما الأهداف التي يسعى لتحقيقها من الهجـ.ـوم الجديد؟

ويجيب على ذلك، الخبير العسـ.ـكري العقيد أحمد حمادة قائلا: “النظام يؤمن بالحسم العسـ.ـكري، ويتخذ من الهـ.ـدن والتوافقات التي تحصل، المزيد من الوقت، لأجل تعـ.ـزيز جبهات القتـ.ـال، ونقل المعركة من مكان إلى آخر”، لافتا إلى أن “النظام بدأ منذ أمس عمليات حـ.ـربية بواسطة الطائرات والمدفـ.ـعية والصواريخ بالريف الغربي والجنوبي لحلب”.

ويوضح حمادة في حديث لـ”عربي21″ أن “النظام يقوم بالمفهوم العسـ.ـكري بتمهـ.ـيد ناري كثيف في هذه المنطقة، ليتخذ بعد ذلك من هذا المكان محور جديد، من أجل الهجـ.ـوم البري”، معتقدا أنه يهدف إلى إبعاد قـ.ـوات المعارضة عن حلب والطريق الدولي، تمهـ.ـيدا للسيطرة عليه، إذا لم يكن هناك أي منع سياسي.

ويرى حمادة أن “السيطرة على الطريق الدولي وهيئة تحرير الشام، تعد ذرائع لروسيا من أجل زيادة السيطرة الميدانية على الأرض”، حيث أن ريف حلب الغربي يقع على طريق حلب دمشق الدولي، الذي يعد أحد أهم الطرق الرئيسية في سوريا.

ويستبعد حمادة أن “يتخلى النظام عن خططه في إدلب ومدينة معرة النعمان”، مؤكدا أن “المحور الجديد يعتبره النظام أكثر حيوية للسيطرة على الطريق الدولي”، مضيفا أن “النظام يعتمد ضمن استراتيجيته على السيطرة الميدانية على الأرض، وروسيا وإيران تدعمان هذا التوجه”.

ويشدد على أن “فتح جبهة حلب يعد أكثر تأثيرا من منطقة معرة النعمان، لأنها قريبة على مدينة حلب”، لافتا إلى أن النظام في الفترات السابقة اتهم المعارضة بضـ.ـرب مناطق مدنية بحلب، لكن هذه الضـ.ـربات يقف وراءها النظام وشبيحته ومخابراته، من أجل استخدامها كذريعة لأي عمل عسـ.ـكري في هذه المنطقة.

ويشير حمادة إلى أن “النظام يحاول من خلال هجـ.ـومه الجديد الضغط على الحاضنة الشعبية للثوار من جهة، وكذلك الضغط على الضامن التركي من جهة أخرى، من أجل القبول بما يطرحه الروس والنظام عليهم من تسويات سياسية”.

من جهة أخرى، يرى الخبير العسـ.ـكري أديب عليوي أن “المخطط الجديد بدأ بالقصف الجوي والمدفـ.ـعي لتهـ.ـجير الأهالي”، مبينا أن “هدف ذلك يعود إلى محاولة تهـ.ـجير المدنيين وإبعاد الثوار عن المنطقة، حتى لا يكون احتكاك مباشر”.

ويتابع عليوي في حديث لـ”عربي21″: “النظام والمليشيات الروسية ليس لديهم فائض بشري، للانتشار على الجبهات والقيام بمعاركة برية، لذلك يعمل النظام وحلفاءه على تحقيق ما يريدون بأقل الخسائر ودون معارك برية، وذلك من خلال التركيز على تهـ.ـجير السكان وتكثيف الضـ.ـربات الجوية”.

ويعتقد عليوي أن “الضغط الأوروبي والتركي أدى إلى التوصل لهـ.ـدنة هشة، في ظل استمرار روسيا والنظام في قصف مناطق خفض التصـ.ـعيد”، مستدركا بقوله: “الهـ.ـدنة قيدت الثوار، وجعلتهم غير قادرين على فتح معارك برية رسمية”.

وينوه إلى أن النظام يستغل “الهـ.ـدنة” لنقل العديد من حشوده باتجه منطقة ريف حلب الجنوبي والغربي، لفتح محاور قتـ.ـال جديدة، كون هذه المناطق لا يشملها قرار وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار المقتصر في إدلب فقط، مشيرا إلى أن “روسيا والنظام حققا بعضا من أهدافهما، باقترابهما من معرة النعمان وسراقب”.

ويردف قائلا: “جرى نقل المعركة إلى حلب من أجل الوصول إلى الطريق العام والسيطرة عليه”، مبينا أن “روسيا والنظام حققا معظم أهدافهما من معركة إدلب، لذلك انتقلا الآن إلى حلب لتحقيق الجزء الآخر من الأهداف”.

وبحسب عليوي، فإن قرار وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار في إدلب، جاء بفعل الضغط على روسيا التي تسببت بتهـ.ـجير السكان، نتيجة الهجـ.ـمات الجوية، لكنها انتقلت إلى حلب، لتحقيق الهدف نفسه، بتهـ.ـجير السكان، لمساعدتها في السيطرة على الطرق الدولية.

ويؤكد أن “أحد أهداف النظام السيطرة على الطرق الدولية، إلى جانب التمدد في الأراضي وتقليل المنطقة التي يسيطر عليها الثوار، إضافة إلى زيادة الضغط على تركيا”، مشددا على أن روسيا والنظام لم ينتهيا من إدلب، وسيستكملان خططهما فور انهيار “الهـ.ـدنة” الهشة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.