“صفقة جديدة”.. سيناريو آخر

8 يناير 2020آخر تحديث :
خامنئي
خامنئي

تركيا بالعربي

تناول معهد واشنطن للدراسات قراءة تحليلية لسيناريوهات ما بعد مقـ.ـتل قائد فيـ.ـلق القـ.ـدس، قاسم سليمـ.ـاني، مرجحا فيها أن يُمهد المقـ.ـتل الطريق لإبرام صفقة جديدة بين واشنطن وطهران.

ونوه، روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي للمعهد، في مقالته إلى أن الذهاب نحو “حـ.ـرب عالـ.ـمية غير متكافئة” سواء بضـ.ـرب أهـ.ـداف أمريكية ضعـ.ـيفة في مختلف العالم أو باستهـ.ـداف “إسرائيل” عبر “حزب الله” سيدل على أن قرار مقـ.ـتل سليمـ.ـاني كان بمثابة “أحد أكثر القرارات العبثية والقصيرة النظر وغير المسؤولة التي يكون قد اتخذها رئيس أمريكي على الإطلاق”.

واستبعد الكاتب “مجازفة القيادة الإيرانية بخـ.ـطر اندلاع حـ.ـرب شاملة جراء مقـ.ـتل أحد جنرالاتها، حتى ولو كان ذلك القيادي يتمتع بقدر من الرمزية والقوة مثل سليمـ.ـاني”.

واستند في تحليله إلى أن “القيادة الإيرانية عادة ما تكون دقيقة ومحتسبة لخطواتها”، مستشهدا بحادثة إسقاط الطراد الأمريكي “يو أس أس فينسنس” طائرة مدنية إيرانية في عام 1988، ما أسفر عن مقـ.ـتل 290 شخصا (…)، وتقبل النظام الإيراني آنذاك للحادثة “غير المقصودة” على مضض مخافة من دعم واشنطن لصدام حسين في الحـ.ـرب العراقية-الإيرانية.

ورجح أن يترتب على مقـ.ـتل سليمـ.ـاني “رفض إيران اللجوء إلى الخيارات المـ.ـروعة عبر “الحـ.ـرب الشاملة”، وأن تنتظر الفرصة الملائمة وتستأنف في النهاية تكتيكاتها في المنطقة الرمادية ضـ.ـد حلفاء الولايات المتحدة ومصالحها تحت القيادة الجديدة لفيـ.ـلق القـ.ـدس.

ووضع ساتلوف فرضية أخرى يمكن أن تقود إليها حادثة المقـ.ـتل، وهي أن “يستغل المسؤولون الأمريكيون هذه اللحظة للطلب من طرف ثالث موثوق به – كالعمانيين أو السويسريين- لاختبار استعداد قادة طهران للتوصل إلى اتفاق أفضل وأوسع نطاقا من الاتفاق النووي الضيق الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018”.

وأضاف أن هذا يتناسب مع ما يهدف إليه البيت الأبيض منذ فترة طويلة من حملة “الضغط الأقصى” على إيران.

ويتابع بالقول: “التفاوض مع الشيطان الأكبر، قد يصبح هو الخيار الذي بدت طهران وكأنها ترفضه في سعيها إلى بسط نفوذها من اليمن إلى بغداد، بديلا جذابا لإمكانية المواجهة المباشرة”.

ويقر الكاتب بأن “التحدي الذي تواجهه واشنطن هو أمر معقد وحساس، أي: التخطيط لقرارها لمواجهة أي إجراء انتقامي إيراني بقوة ساحقة، من دون أن يؤدي ذلك إلى إطلاق سيناريوهات الهلاك التي كان يُهدف من عملية الردع الحيلولة دون وقوعها، وفي الوقت نفسه إعطاء إيران مخرجا دبلوماسيا للمفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق جديد”.

ويرى أن “مقـ.ـتل سليمـ.ـاني يضع فائدة محتملة أخرى على طاولة المفاوضات إلى جانب رفع العقوبات الاقتصادية على إيران (…) تتمثل في التزام الولايات المتحدة بعدم استخدام القوة العسكرية لتهديد آخرين من كبار القادة أو بقاء النظام بحد ذاته”.

ومن جانب طهران “سيكون الثمن هو التوصل إلى اتفاق أوسع نطاقا من الاتفاق النووي لعام 2015، أي اتفاق لا يصحح فقط العيوب والقيود الزمنية لذلك الاتفاق، بل يوسع أيضا الأجندة لتشمل فرض قيود قابلة للتحقق على كل من برنامج الصواريخ الإيراني والتدريب عليه وتمويله وتسليح الوكلاء والجماعات الإرهابية والمليشيات الشيعية في دول المنطقة” بحسب ما قاله ساتلوف.

ويرى الكاتب أن “طهران قد تستنتج أن التوصل إلى اتفاق عن طريق التفاوض هو أفضل من المواجهة المفتوحة (…) فبالنسبة لنظام يريد أن يتحمل وكلاؤه البعيدون وطأة الهجـ.ـمات المضادة التي يشنها خصومه، فإن مقـ.ـتل سليمـ.ـاني ربما شكل ضـ.ـربة موجعة جدا وقعت على مقربة من الجمهورية الإسلامية”.

المصدر: عربي21

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.