تركيا بالعربي
تفاخرت موسكو، الجمعة، بدعمها للنظام السوري خلال العام الجاري 2019، لا سيما مع تقدم الأخير ميدانيا على حساب المعارضة السورية، وتجميد عملية نبع السلام التركية.
واحتفت وزارة الدفاع الروسية، بما أسمته “الإنجاز الأهم لقواتها العاملة في سوريا خلال العام 2019″، موضحة أنه “يتمثل في مساعدة الجيش السوري (قوات الأسد) على بسط سيطرته على مناطق في شرقي الفرات شمال البلاد”.
محاصرة نبع السلام
وقال قائد مجموعة القوات الروسية في سوريا، الفريق ألكسندر تشايكو، خلال اجتماع عقد الجمعة في وزارة الدفاع: “يتمثل الحدث المحوري عام 2019 بمساعدة الحكومة السورية على بسط السيطرة على أراض واقعة في شرقي الفرات، بما في ذلك محاصرة منطقة تنفيذ عملية نبع السلام التركية العسكرية”.
واعتبر كذلك أنّ “تسيير دوريات روسية تركية مشتركة.. إضافة إلى تنفيذ مهمات خاصة بالدوريات الجوية والبرية” إنجاز روسيّ في سوريا.
وبحسب قناة “روسيا اليوم”، فقد لفت المسؤول الروسي إلى أن هذا الأمر سمح لقوات النظام السوري بتوسيع مساحة الأراضي الخاضعة لسيطرتها.
ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، انتشر النظام السوري في مساحات واسعة من محافظتي الرقة والحسكة شمال وشمال شرق البلاد في إطار تحركات عسكرية اتخذها لمواجهة العملية التركية.
وأطلقت تركيا يوم 9 تشرين الأول/ أكتوبر، عملية “نبع السلام” العسكرية شمال شرق سوريا ضد “وحدات حماية الشعب” الكردية الانفصالية.
اقرأ أيضا: وزير الدفاع التركي يؤكد على هدفين لعملية “نبع السلام”
وفي وقت سابق شدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الأحد، على أن بلاده لا تهدف إلى تغيير ديموغرافية منطقة شرق الفرات السورية أو احتلالها، وذلك على خلفية إطلاق أنقرة عملية “نبع السلام” العسكرية في هذه المنطقة.
وقال أكار خلال كلمته بمنتدى الدوحة في نسخته التاسعة عشرة بالعاصمة القطرية، إن “اتهام أنقرة بالاحتلال أو محاولة تغيير التركيبة السكانية لهذه المنطقة أمر خاطئ”، مؤكدا في الوقت ذاته أن “بلاده لا تعاني من مشاكل مع الأكراد وباقي الشرائح في سوريا، وأن كفاحها هناك يقتصر على التنظيمات الإرهابية”، وفق قوله.
وأوضح أكار أن عملية “نبع السلام” تسعى إلى هدفين هما، كسر الممر “الإرهابي” المراد تأسيسه في تلك المنطقة، والهدف الثاني إنشاء المنطقة الآمنة لتوفير عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم.
ولفت الوزير التركي إلى أن القوات المشاركة في “نبع السلام” تولي أهمية كبيرة لعدم إلحاق أي ضرر بالمدنيين والمرافق العامة والأماكن التاريخية بالمنطقة، مبينا أن “التزام تركيا بمكافحة التنظيمات الإرهابية لم يتغير”.
وقال أكار إن “العالم يمر بمرحلة حساسة، ازدادت فيها المخاطر والجهات التي تهدد العلاقات الدولية”، مشيرا إلى أن “المجموعات المتطرفة لا تلحق الضرر بالبلدان التي تتواجد فيها، بل تطال أضرارها جميع شعوب العالم”.
وأكد أن تركيا مستعدة للحوار والتعاون مع كافة الأطراف التي ترغب في نشر السلام والأمن في العالم، مضيفا أن أنقرة من أكثر بلدان العالم تضررا من “الإرهاب”، وهي الآن تواجه عدة مجموعات “إرهابية” تهدد أمنها واستقرارها بشكل كبير.
وانتقد أكار بعض حلفاء تركيا الذين دعموا تنظيم “ي ب ك”، معتبرا أن “الأسلحة الممنوحة لهذا التنظيم، تنتقل مباشرة إلى يد إرهابيي (بي كا كا)، لتوجيهها ضد تركيا”، بحسب تقديره.