وزير الدفاع التركي يؤكد على هدفين لعملية “نبع السلام”

15 ديسمبر 2019آخر تحديث :
أردوغان وأكار باللباس العسكري
أردوغان وأكار باللباس العسكري

شدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الأحد، على أن بلاده لا تهدف إلى تغيير ديموغرافية منطقة شرق الفرات السورية أو احتلالها، وذلك على خلفية إطلاق أنقرة عملية “نبع السلام” العسكرية في هذه المنطقة.

وقال أكار خلال كلمته بمنتدى الدوحة في نسخته التاسعة عشرة بالعاصمة القطرية، إن “اتهام أنقرة بالاحتلال أو محاولة تغيير التركيبة السكانية لهذه المنطقة أمر خاطئ”، مؤكدا في الوقت ذاته أن “بلاده لا تعاني من مشاكل مع الأكراد وباقي الشرائح في سوريا، وأن كفاحها هناك يقتصر على التنظيمات الإرهابية”، وفق قوله.

وأوضح أكار أن عملية “نبع السلام” تسعى إلى هدفين هما، كسر الممر “الإرهابي” المراد تأسيسه في تلك المنطقة، والهدف الثاني إنشاء المنطقة الآمنة لتوفير عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم.

ولفت الوزير التركي إلى أن القوات المشاركة في “نبع السلام” تولي أهمية كبيرة لعدم إلحاق أي ضرر بالمدنيين والمرافق العامة والأماكن التاريخية بالمنطقة، مبينا أن “التزام تركيا بمكافحة التنظيمات الإرهابية لم يتغير”.

وقال أكار إن “العالم يمر بمرحلة حساسة، ازدادت فيها المخاطر والجهات التي تهدد العلاقات الدولية”، مشيرا إلى أن “المجموعات المتطرفة لا تلحق الضرر بالبلدان التي تتواجد فيها، بل تطال أضرارها جميع شعوب العالم”.

وأكد أن تركيا مستعدة للحوار والتعاون مع كافة الأطراف التي ترغب في نشر السلام والأمن في العالم، مضيفا أن أنقرة من أكثر بلدان العالم تضررا من “الإرهاب”، وهي الآن تواجه عدة مجموعات “إرهابية” تهدد أمنها واستقرارها بشكل كبير.

وانتقد أكار بعض حلفاء تركيا الذين دعموا تنظيم “ي ب ك”، معتبرا أن “الأسلحة الممنوحة لهذا التنظيم، تنتقل مباشرة إلى يد إرهابيي (بي كا كا)، لتوجيهها ضد تركيا”، بحسب تقديره.

اقرأ أيضاً: تركيا تطالب بدعم المسار السياسي واللجنة الدستورية السورية

طالب المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، بدعم المسار السياسي لحل الأزمة السورية، إلى جانب قيام الجميع بدعم عمل اللجنة الدستورية.

وقال كالن خلال ندوة حول سوريا، في إطار أعمال النسخة التاسعة عشرة لمنتدى الدوحة بقطر، إنه “في حال تمخضت عن اللجنة وثائق ملزمة، تحت رعاية الأمم المتحدة ودعم من المجتمع الدولي، فإنه من الممكن الحديث عن إجراء انتخابات يدلي بها السوريون بأصواتهم في الداخل والخارج”.

وأشار كالن إلى أنه “لم يعد أحد يهتم بتغيير النظام في سوريا ويمارس الضغط الكافي لرحيل بشار الأسد (..)، واللعبة الأخيرة في هذا الشأن، تمر من المسار السياسي”، معتبرا أن “المجتمع الدولي لم يفشل في دعم السوريين فقط، بل في إيجاد حل سياسي أيضا، للصراع الدائر في بلادهم”.

ورأى المتحدث التركي أن سوريا باتت مسرحا للحروب بالوكالة في المنطقة، مشددا على ضرورة منح الأولوية لمصلحة الشعب السوري قبل أي أجندة أخرى.

ولفت كالن إلى أن الأزمة السورية، أدت إلى مشاكل دولية عديدة كأزمتي الإرهاب واللاجئين، وأكد ضرورة المزيد من التنسيق من أجل التغلب عليها، مشيرا إلى ضرورة تغليب الجميع لمصلحة الشعب السوري، على أي أجندات أخرى.

وأضاف: “يتعين علينا إيجاد سبيل حل مختلف، من أجل مستقبل الشعب السوري، كي يشعر بالأمل”، مؤكدا أن تركيا لا تزال ملتزمة بعدم إرغام أي سوري على العودة إلى بلاده دون رغبة منه، أو إلى منطقة لم يأت منها.

ونوه كالن إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تباحث هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل يومين، بمسألة إدلب، موضحا أن “أي عملية عسكرية ستؤدي إلى نتائج وخيمة للغاية، وموجة هجرة أخرى، وهذا الوضع سيشكل مزيدا من الضغط علينا وعلى الأوروبيين”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.