تركيا تكشف موقفها الرسمي من بقاء الأسد رئيسا لسوريا

8 نوفمبر 2019آخر تحديث :
بشار الأسد وأردوغان
بشار الأسد وأردوغان

تركيا بالعربي

حسمت تركيا موقفها الرسمي من مستقبل بقاء بشار الأسد في سدة الحكم في سوريا موجهة ضـ.ـربة قوية لروسيا ونظام الأسد وإيران، حيث قالت إن رئيس النظام السوري بشار الأسد، لا يصلج بأن يكون رئيسا موحدا لسوريا.

جاء ذلك في مقابلة أجراها وزير الخارجية التركي مولود جاويس أوغلو مع صحيفة “كوريري ديلا سيرا” الإيطالية، على هامش مشاركته في فعاليات النسخة الخامسة من منتدى الحوار المتوسطي 2019، الذي انطلق في العاصمة الإيطالية روما.

وحول تلميح وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، حول إمكانية فتح قناة حوار مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، وجهت الصحيفة سؤال للوزير التركي حول إمكانية إقامة اتصالات مع الأسد.

وأجاب تشاووش أوغلو، بهذا الخصوص: “هناك الحاجة لمساعدة الجميع بخصوص عودة اللاجئين السوريين. ربما يمكن التحدث معه أيضا”.

وتابع: “ولكن موقف تركيا بشأن الأسد واضح، فهو قتل 500 ألف شخص، واستخدم الأسلحة الكيميائية. بالنسبة لنا، لا يمكنه أن يكون موحد البلاد”.

وبشأن عملية “نبع السلام”، أضاف: “أردنا إطلاقها قبل عام إلا أن الولايات المتحدة طلبت منا الانتظار لحين سحب قواتها. وبعد المماطلة قررنا تنفيذها”.

في سياق آخر، قال تشاووش أوغلو، إن الولايات المتحدة وجهت انتقادات لبلاده لشرائها منظومة “أس400” الروسية، في حين أن حلف شمال الأطلسي “الناتو” لم يعترض على ذلك.

وأضاف تشاووش أوغلو، أن “الولايات المتحدة انتقدتنا غير أن الناتو لم يقل شيئا. وأفاد أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ، في مناسبات عدة أن لكل دولة الحق في الحصول على الأسلحة ومنظومة الدفاع التي تريدها”.

وفي رده على سؤال حول إمكانية استخدام تركيا القوة في أنشطة التنقيب شرق البحر المتوسط، قال: “نحن الضامنون لقبرص التركية، لقد فعلنا كل شيء لإيجاد حل (لقضية قبرص) إلا أن الجانب الرومي لا يريد توقيع اتفاق”.

وتابع: “اقترحنا على كل الأطراف تقسيم الواردات (مصادر الطاقة) من قبل لجنة، وعدم القيام بأنشطة التنقيب عن الغاز الطبيعي من جانب أحادي، غير أنهم لا يرغبون بالتعاون، لذا اضطررنا لإرسال سفننا (للتنقيب شرق المتوسط)”.

واختتم بالقول: “لا نريد محاربة أي جهة، لكن إذا كان يتعين علينا حماية سفننا، فسوف نتخذ ما يلزم من التدابير”.

اقرأ أيضاً: هل تستجيب تركيا لدعوة موسكو بفتح حوار مع الأسد؟

سلّطت الدعوات الروسية إلى عقد لقاء بين تركيا والنظام السوري، الأضواء مجددا على مستقبل العلاقة بين الطرفين.

وكانت روسيا جددت روسيا، دعمها لعقد لقاء مباشر بين تركيا والنظام السوري، مؤكدة الجمعة على لسان نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف، أنها “تؤيد عقد لقاء بين دمشق وأنقرة، إذا كانت رغبة في ذلك لديهما”.

ولم تصدر أي ردود من تركيا بشأن الدعوات الروسية هذه، غير أن مراقبين أتراك استبعدوا في حديثهم لـ”عربي21″ أن توافق أنقرة على لقاء النظام السوري، لأسباب عدة.

وأثار الكاتب والمحلل السياسي التركي، جلال ديمير، العديد من الأسباب التي تمنع بلاده من فتح باب الحوار مع نظام الأسد، على رأسها، أن الحوار مع الأخير لا يحل القضايا التي تقلق تركيا، في الملف السوري.

وقال لـ”عربي21″، إن أنقرة لا ترى أن إعادة علاقتها بالنظام السوري، كفيل بوقف التهديدات لأمنها القومي انطلاقا من الحدود السورية، وتحديدا في شرق نهر الفرات، حيث لا يمتلك الأسد أي حضور هناك.

ومن بين الأسباب الأخرى التي جاء ديمير على ذكرها، أن أنقرة لا تريد إصباغ الشرعية على نظام الأسد، مشددا على أن “السياسة التركية، رفضت منذ البداية طريقة النظام في مواجهة الشعب السوري، ولن تقبل أن تضع يدها بيد الأسد، اليد الملطخة بالدماء”.

وما يتوج كل هذه الأسباب، من وجهة نظر ديمير، هو أن تركيا تعتقد أنه لا حاجة لفتح الحوار مع الأسد، لطالما أنها تنسق مع روسيا، والأخيرة هي التي تمتلك قرار النظام، متسائلا “هل يمتلك النظام قرار تنفيذ أي اتفاق مع طرف ما دون موافقة روسيا”؟.

بدوره، قلل الكاتب الصحفي التركي، عبد الله سليمان أوغلو، في حديثه لـ”عربي21” من احتمال فتح بلاده باب الحوار مع النظام السوري، مرجعا ذلك إلى أن تركيا لا تريد إعادة شرعنة نظام الأسد، لتفويت الفرصة على المخطط الروسي.

وقال: اكتفت تركيا بالتنسيق الأمني الاستخباراتي مع النظام السوري، وهي لا تريد لهذا التنسيق أن يكون بوابة لعقد لقاءات سياسية بتمثيل سياسي.

غير أن الانسداد في جلسات الدستور، ومحاولات روسيا التي لا تكاد تتوقف، من شأنه تسجيل محادثات أستانا حول الملف السوري القادمة، اجتماعا بين تركيا والنظام السوري، وفق أوغلو الذي أضاف “من الواضح أن تركيا لا زالت تتحفظ في موضوع لقاء مباشر مع النظام السوري”.

وأنهى بقوله “قد تستجد ضرورات تحتم على تركيا ذلك، غير أن م

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.