أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مساء اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة لم تنفذ بالكامل وعودها لأنقرة بشأن سوريا، حسبما أوردت قناة NTV التلفزيونية التركية.
ونقلت القناة عن أردوغان قوله: “الولايات المتحدة لم تنفذ وعودها بالكامل. سنقوم بخطوات مطلوبة. إذا قدمنا تنازلات، سنفتح الطريق أمام التنظيم الإرهابي”.
وفي 9 أكتوبر، شن الجيش التركي عملية “نبع السلام” العسكرية ضد المقاتلين الأكراد الانفصاليين، حلفاء واشنطن في حربها على “داعش”، في سعيها لإقامة “منطقة آمنة” على حدود تركيا شرق الفرات.
وتوصلت تركيا والولايات المتحدة، يوم الخميس 17 أكتوبر، إلى اتفاق بشأن تعليق عملية “نبع السلام”، وافقت أنقرة بموجبه على وقف إطلاق النار لمدة 120 ساعة لتمكين مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الانفصاليين من إخلاء المنطقة المذكورة.
واليوم الثلاثاء، قبل عدة ساعات من انتهاء مدة وقف إطلاق النار، توصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، أثناء محادثات أجرياها في مدينة سوتشي الروسية، لمذكرة تفاهم حول سوريا تقضي بنشر وحدات من الشرطة العسكرية الروسية شمال شرق سوريا وتطبيق اتفاق أضنة.
وفي تعليقه على المذكرة، اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن العملية العسكرية التركية تقترب من انتهائها، مشيرا إلى أن كل شيء يتوقف الآن على سير انسحاب القوات الكردية من المنطقة.
وفي سياق متصل أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء اليوم الثلاثاء، أنه تم التوصل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى “وثيقة تاريخية” فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة شرقي الفرات وانسحاب تنظيم PKK/PYD الإرهابي منها.
كلام أردوغان جاء خلال مؤتمر صحفي عقده مع بوتين في مدينة سوتشي الرروسية، بعد اجتماع دام أكثر من 6 ساعات وكانت ملفات إدلب وشرقي الفرات على طاولة الزعيمين.
وقال أردوغان إنه “تم التوقيع على وثيقة تاريخية مع روسيا، تقضي بانسحاب الإرهابيين من كافة المنطقة الآمنة بعمق 30 كلم خلال 150 ساعة، وتشمل الاتفاقية انسحاب الارهابيين من تل رفعت ومنبج بشكل كامل”.
وأضاف أردوغان أن “المهلة المحددة للتنظيم الإرهابي تبدأ في تمام الساعة 12:00من ظهر يوم غد الأربعاء”.
وأشار أردوغان أنه “تم خلال الاجتماع مع بوتين توضيح أهداف عملية “نبع السلام” المتمثلة في تطهير الحدود من جميع التنظيمات الإرهابية”، مضيفا أنه “تم التوصل أيضا إلى اتفاق تاريخي يقضي بعدم السماح بتقسيم الأراضي السورية”.
وتطرق الرئيس التركي إلى أوضاع اللاجئين السوريين، قائلا إن “تركيا وروسيا ستنفذان مشاريع تساعد على تسهيل العودة الطوعية للاجئين السوريين”، مضيفا أن “الأراضي السورية كانت منطقة صراعات في فترة سابقة وبعد سنوات من الجهود التركية عاد إليها السلام والاستقرار”.
وشدد أردوغان على أن “الهدف من عملية نبع السلام هو القضاء على المنظمات الإرهابية في المنطقة، وتأمين عودة قرابة مليوني لاجئ سوري إلى المنطقة الآمنة”.
وتطرق أردوغان خلال المؤتمر إلى الوضع في منطقة إدلب وقال، إنه” نريد تعزيز الوضع الحالي في إدلب ودعم البنية التحتية لتعزيز الأمن”، معربا في القوت ذاته عن ارتياحه للهدوء النسبي القائم في إدلب وتراجع الهجمات.
كما اتفق الجانبان التركي والروسي على عدد من النقاط حول المنطقة الآمنة من أبرزها:
بذل الجهود لإحلال السلام في سوريا.
عدم إعطاء أي فرصة للمنظمات الإرهابية للإخلال بالأمن في المنطقة.
العمل على المحافظة على الأمن الموجود في مدينتي رأس العين وتل أبيض.
العمل على تنفيذ بنود اتفاق أضنة.
تسيير دوريات مشتركة (روسية تركية) والعمل على اخراج المنظمات الارهابية من المنطقة الآمنة ماعدا مدينة القامشلي.
ستكون هنالك آلية عمل لعدم إعطاء الفرصة للمنظمات الارهابية للإخلال بهذه الاتفاقية.
انسحاب الإرهابيين من تل رفعت ومنبج بشكل كامل.
والخميس الماضي، توصل الجانبان التركي والأمريكي لاتفاق يضمن انسحاب تنظيم PKK/PYD الإرهابي خلال 120 ساعة، من المنطقة الآمنة التي ستقيمها تركيا شمالي سوريا.
يذكر أنه في 9 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، انطلقت عملية “نبع السلام” بأمر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لتطهير المنطقة من رجس التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها PKK/PYD الإرهابي.
