نظام الأسد يفشل في استدراج السوريين بمدينة إدلب

6 أكتوبر 2019آخر تحديث :
حاجز للنظام السوري
حاجز للنظام السوري

فشلت ميلـ. ـشيا أسد لليوم الثاني والعشرين على التوالي في استدراج السكان المدنيين القاطنين في محافظة إدلب إلى مناطق سيطرتها، عبر ما تسميه “ممرات إنسانية” والتي أعلنت فتحها مؤخراً، حيث روجت في 14 سبتمبر/ أيلول الماضي لفتح معبري مورك وأبو الضهور أمام المدنيين الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة الفصائل، وذلك بالتزامن مع الهدنة المزعومة، الذي أعلنت عنه روسيا من جانب واحد.

وزعمت وسائل إعلام موالية لملـ. ـيشيا أسد بينها صحيفة “تشرين”، أن الفصائل تواصل محاصرة المدنيين في إدلب، وتمنعهم من الخروج عبر ممر أبو الضهور إلى “المناطق الآمنة” التي استولت عليها ميلشيا أسد بدعم روسي، حيث اتهـ. ـمت الفصائل باتخاذ الأهالي دروعاً بشرية.

بالمقابل، أعلنت الفصائل التي تسيطر على معبر أبو الظهور عن فتح المعبر أمام حركة عبور المدنيين دون مضايقات، ولم تسجل أي حالة قدوم للمدنيين إلى المعبر من أجل الدخول إلى مناطق ميليشيات أسد، وذلك خشية من الاعتقالات التي تقوم بها المليشيات، بالإضافة إلى الضرائب الباهظة التي تفرضها على المدنيين العائدين.

وقال الصحفي، محمد بلعاس، وهو من أبناء المنطقة الشرقية لأورينت نت، إنه و”بعد أن قام النظام بفتح معبر أبو الظهور، تحدثت وسائل إعلامه عن عودة عشرات العائلات، لذلك توجهنا مع عدد من الإعلاميين إلى المنطقة لمعاينة دخول العائلات، ولم تكن هناك سيارة مدنية تنتظر أو تحاول الدخول إلى مناطق قوات النظام”.

وأضاف البلعاس “قمنا بإجراء أسئلة مع العائلات في المنازل في منطقة تل الطوقان وأبو الظهور عن مشاهدتهم للعائلات التي تنوي الدخول عن طريق المعبر وتم منعها، أو سيارات كانت تنتظر التحرك باتجاه مناطق النظام وتم طردهم من قبل الفصائل، وكانت كل الإجابات بعدم قدوم عائلات بالأصل ليتم منعها”.

وأشار البلعاس إلى أن “أغلب الأشخاص الذين تحدث معهم، قالوا إن أحد أهم الأسباب بعدم عودة المدنيين هو الأرقام الخيالية التي يطلبها النظام من أتاوات واستغلال الداخلين إلى مناطقه، إضافة إلى الخطف والاعتقال والمصائر المجهولة التي تعرض لها أشخاص في أوقات سابقة أثناء محاولتهم العودة إلى مناطق سيطرة النظام”.

وكان فريق “منسقو استجابة سوريا” قد أكد في بيان سابق له، أن ترويج ميليشيا أسد وروسيا، لفتح معبر أبو الظهور شرق إدلب، هو محاولة ضغط جديدة على السكان، بالتزامن مع استمرار قوات الأسد لخروقات الهدنة التي أعلنت عنها روسيا في 31 آب/أغسطس الماضي.

وأوضح بيان “منسقو الاستجابة”، في 15 سبتمبر/ أيلول الماضي، أن “محاولة النظام السوري وبأوامر روسية إعادة فتح معبر أبو الظهور يندرج ضمن إطار البربوغاندا الإعلامية التي تروجها الوسائل الإعلامية التابعة لمليشيا أسد”.

واعتبر الفريق في البيان، أن “التصريحات التي ترافقت مع محاولة افتتاح معبر أبو الظهور والتي تحدثت عن استكمال العمليات العسكرية في المنطقة، تظهر النوايا العدوانية من قبل النظام وروسيا تجاه المدنيين في المنطقة، وعدم قدرتهم على الالتزام بأي اتفاق أو معاهدة أو قرارات تخص المنطقة بما فيها القرارات الصادرة عنهم”.

تجارب سابقة

ويقول القيادي في “الجبهة الوطنية للتحرير”، محمد عبد اللطيف لأورينت نت، إنه “عندما فتح نظام أسد معبر أبو الظهور بعد سيطرته على مناطق شرق السكة، عادت عدد من العائلات عن طريق المعبر، وذلك بهدف استعادة أرزاقهم وعدم نهبها من قبل المليشيات، لكن تعرض قسم كبير منهم للمضايقات واعتقال الشبان وإرسالهم للخدمة العسكرية والاحتياط”.

وأضاف “في تلك الأثناء قام قسم من المدنيين باصطحاب مواشيه وعدد من أثاثات منازلهم، إذ فرض النظام ضرائب تفوق سعر المواشي، بالإضافة إلى مصادرة قسم كبير منها، هذا الأمر منع العائلات التي كانت تفكر بالعودة إلى تلك المنطقة، حيث توقفت عودة المدنيين بعد أقل من شهر من افتتاح المعبر بعد المضايقات التي تعرض لها المدنيون”.

وقال، محمد أبو صدام، وهو نازح من ريف حماة الشرقي ويسكن في ريف إدلب لأورينت، إن “أحد أصدقائي قرر العودة قبل أكثر من عام من أجل جني موسمه وسط تطمينات من قبل الشبيحة بعدم التعرض إليه، وبعد عودته بأسبوع تم اعتقاله وإرساله إلى الخدمة العسكرية في جيش النظام وفرزه على جبهات القتال ضد تنظيم داعش”.

وأضاف أبو صدام، بأن “الانتهاكات التي يقوم بها النظام من حرق المنازل وقطع الأشجار وتعفيش أرزاق الأهالي في ريف حماة الشرقي وريف إدلب الشرقي يجعل المدنيين يفكرون كثيراً قبل العودة لمناطق سيطرته، خوفاً من الانتقام وسوقهم إلى الخدمة العسكرية أو خطفهم مقابل مبالغ مالية باهظة”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.