دعوة من والي أضنة إلى وجهاء السوريين لعقد اجتماع عاجل حول الأحداث الأخيرة

23 سبتمبر 2019آخر تحديث :
حاكم أضنة محمود دميتراج
حاكم أضنة محمود دميتراج

دعوة من والي أضنة إلى وجهاء السوريين لعقد اجتماع عاجل حول الأحداث الأخيرة

خاص تركيا بالعربي

شهدت ولاية أضنة الخميس أعمال شغب طالت العديد من محال وسيارات السوريين في الولاية إثر حادثة تحرش جنسي بطفل تركي يبلغ من العمر ثماني سنوات وعلى إثرها استغل أعداء تركيا وأعداء الشعب السوري هذه الحادثة وقاموا بالتجييش الإعلامي والتسويق لها وتحريض الشعب التركي ضد الحكومة بحجة السوريين وتبيَّن لاحقاً أن الفاعل هو تركي الجنسية وليس سورياً

وتم إغلاق المحال السورية بالكامل في عموم الولاية بعد أعمال الشغب والتخريب التي قام بها بعض الشباب الأتراك عن غير علم وتحت مسمى ( فورة الدم )

وعلى إثرها وجَّه والي ولاية أضنة السيد محمود ديميرطاش اليوم الاثنين الساعة الثانية ظهراً دعوةً عاجلة لوجهاء وأعيان السوريين في ولاية أضنة من المعلمين والتجار وأصحاب المحلات التجارية والمنشآت الصناعية ووجهاء العشائر وبحضور مدير الهجرة وقائد الأمن والشرطة ومدير التربية وعدد من الشخصيات القيادية في الولاية.

الأستاذ أحمد جميل نبهان

وقال المهتم بشؤون اللاجئين السوريين والعرب في تركيا المعلم السوري أحمد جميل نبهان والذي كان أحد المدعوِّينَ لهذا الاجتماع الطارئ :

حضرنا الاجتماع اليوم مع السيد والي أضنة والذي بدأ حديثه قائلاً :

أمنيتنا الوحيدة أن نعيش حياة كريمة مشتركة سوريين وأتراك يسودها الحب والوئام وبنفس الوقت من أجل تحقيق العيش المشترك هناك شروط وقواعد يجب أن يلتزم بها السوريون والأتراك على حدٍ سواء، وتقع علينا مسؤوليات تبدأ من الأب والأم والمعلم والطالب لتشمل الجميع في كلا الطرفين.

ونحن كجهات رسمية نقوم بواجبنا على أكمل وجه حيال ما يحصل اليوم

ونوصي مخاتيرنا في الأحياء السكنية بالتعامل مع الإخوة السوريين على أنهم إخوتنا وعلى مبدأ أنهم المهاجرون ونحن الأنصار

ونحن بنفس الوقت ننتظر منكم بعض الأعمال المهمة في مساعدتنا لوئد هذه الفتنة

وتمت متابعة ما حصل في اليومين الماضيين وتم إتخاذ الاجراءات اللازمة بحق المحرضين على هذه الفتنة وتم إلقاء القبض على أكثر من /١٥٠/ شخص من المتورطين في أعمال الشغب والتحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتم إصلاح معظم المحلات المتضررة وتعويض أصحابها

وكل من لديه أضرار مادية أدعوه لمراجعة مبنى الوالي لتعويضه عن الأضرار على أساس الفواتير القانونية التي يحملها

وأما بالنسبة للمجرمين فسينالوا جزاءهم القانوني العادل في القريب العاجل

وطلب السيد الوالي تجنب الأعمال التي تدعو للكره والاستفزاز وتخل بالآداب العامة كالنركيلة في الشوارع والحدائق والشواطئ وعدم إطالة السهر ورفع الصوت ليلاً وعدم إشغال الطرق والأرصفة بالجلوس والتسكع والبسطات والعربات وعدم تشغيل الأطفال بالتسول وبيع الماء والمناديل على الإشارات المرورية في الطرقات العامة وعدم رمي الأوساخ وتركها في الأماكن العامة لأن الأتراك يشتكون كل يوم من هذه الأمور.

وأن نكون حريصين في استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي وعدم بث الشائعات والفتن والتحريض لأن أضنة فيها تنوع ديموغرافي وعرقي وطائفي ومذهبي كبير وفيها لاجئين بأعداد كبيرة جداً وهي من أكبر الولايات التي احتضنت اللاجئين السوريين والعرب.

وأن نُظهر للإخوة الأتراك مظاهر الحب والود والسلام والعيش المشترك والاندماج الحقيقي.

ودعى السيد الوالي إلى تحقيق هذه الغايات عن طريق اللجنة التي حضرت الاجتماع وإخبار السوريين بهذه الأمور وأخذها بعين الاعتبار والالتزام بالقوانين الخاصة بالآداب العامة.

وبدوره قال الأستاذ أحمد جميل نبهان باسم السوريين مخاطباً السيد الوالي ومدير الهجرة وقائد الأمن ومدير التربية وبقية الشخصيات القيادية في الولاية : نحن والإخوة الأتراك تربطنا علاقات أخوية قديمة كوحدة التاريخ ووحدة الجغرافيا ووحدة الدم ووحدة الدين ووحدة الأرض وقدَّم أهالي مدينة حلب العديد من الشهداء على أرض تركيا في جناق قلعة وفي أرض البلقان وفي سفربلك ومازالت قبورهم حاضرة وشاهدة حتى اللحظة.

كما قدَّم أهالي مدينة حلب المساعدات لسكان ولاية أضنة التي نجتمع فيها الآن في التسعينات عندما ضربها الزلزال المدمِر ووصف هذه الحادثة وغيرها من الحوادث بأنها مؤامرة من أعداء تركيا ومن أعداء الثورة السورية وهي فتنة سياسية ولا علاقة للسوريين بها.

وطالب بعدة أمور على أن تُؤخَذَ بعين الاعتبار في جميع الولايات التركية :

– تعيين لجنة تمثل الجالية السورية عند الحكومة التركية تضم المثقفين ووجهاء العشائر والتجار وتكون صلة وصل بين الحكومة التركية واللاجئين السوريين

– عمل نشاطات للأتراك والسوريين توضح طبيعة العلاقة الأخوية التاريخية القوية القديمة بين الشعبين

– التفاعل مع مخاتير الأحياء بخصوص السوريين وتسيير أمورهم

– شرح قانون الحماية المؤقتة ونشره على نطاق واسع بين السوريين والأتراك

– الإسراع في توضيح ملابسات أي قضية وتأخر الإعلان عن حقيقة ما حصل بالأمس أجج الأمور وزاد الطين بِلَّة وهنا أوضح مدير الأمن أنه تأخر الإعلان عن حقيقة الحادثة بسبب هروب الجاني وإلقاء القبض عليه في العاصمة أنقرة وتبين فيما بعد أنه تركي الجنسية .

– تعليم السوريين اللغة التركية لسهولة التواصل مع الإخوة الأتراك لأن اللغة تعتبر عائقاً كبيراً بينهم .

– يجب تذكير الأتراك بجرائمهم وأن السوريين لم يقوموا بأي أعمال تخريب .

كما حصلت العديد من الجرائم بحق السوريين من الأتراك ولم يتم التطرق لها إعلامياً .

كما طالب المعلم السوري خالد مصطفى والمترجم السيد سليمان والمعلم السوري سعيد السلمو والدكتور شادي والسيد هيثم حوت وهم من الحضور الممثلين للسوريين في الاجتماع بعدة أمور منها :

– محاسبة الفاعلين ليكونوا عبرة للآخرين كي لا تتكرر هذه الأفعال .

– حماية السوريين من الاعتداء على الشيوخ والأطفال والنساء .

– إتخاذ الاجراءات والتدابير اللازمة ووضع نقاط حماية دائمة في أماكن سكن السوريين ومحلاتهم التجارية .

– تعويض المتضررين من جراء أعمال الشغب التي حصلت .

– عدم إتخاذ أي إجراء بحق السوريين في هذه الفترة من مخالفات وإزالة لافتات عربية كي لا نُشرعن للمخربين أعمالهم .

– نشر التوعية بين السوريين والأتراك عن طريق الإعلام والمساجد والمخاتير .

– تعليم اللغة العربية للأطفال السوريين للمحافظة على لغتهم الأم .

وهنا قال مدير التربية : يجب على المعلمين أن يأخذوا دورهم الحقيقي في نشر العلم والوعي بين الناس وأن يكونوا صلة وصل بين أولياء الطلاب والطلاب وبين المعلمين والطلاب الأتراك وأولياء الطلاب الأتراك، ولن يتم فصل أي معلم ولن يتم الاستغناء عن المعلمين أبداً لأن لهم دور كبير في نشر الوعي والعلم بين الناس .

وفي الختام طالب الجميع بحماية السوريين وبيوتهم ومحلاتهم التجارية كما طالبوا بعمل اجتماعات دورية وشهرية لأعضاء اللجنة التي ستقوم بتمثيل السوريين لطرح المشاكل وإيجاد الحلول .

وأبدى الجميع من كلا الطرفين استعدادهم للتكاتف والوقوف في وجه المؤامرات الخارجية والداخلية التي يقوم بها أعداء تركيا وأعداء الثورة السورية .

واختتم الأستاذ أحمد جميل نبهان كلامه قائلاً : تم تكليف السوريين الذين حضروا الاجتماع بتشكيل لجنة باسم الجالية السورية وسيتم الموافقة عليها من قبل الحكومة التركية وسيتم التنسيق معها من قبل الحكومة ومن قبل السوريين الذين يقطنون في الولاية وهذا الأمر سيكون في جميع الولايات وعلى السوريين أن يقوموا بتشكيل هذه اللجان في جميع الولايات التركية لتنظيم الأمور والوقوف في وجه هذه الفتن التي تستخدم السوريين كورقة ضغط على الحكومة التركية .

المصدر : تركيا بالعربي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.