أول تصريح للرئيس أردوغان حول تعديلات وزارية

14 سبتمبر 2019آخر تحديث :
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

نفى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأنباء التي تحدثت عن وجود تعديلات بالتشكيلة الوزارية الحكومية خلال الأيام المقبلة.

وقال أردوغان في مقابلة مع وكالة “رويترز” إنه “لا معنى لمناقشة التعديلات الوزارية بتركيا وسط استقرار الوضع في الوقت الراهن”، مؤكدا أنه “عندما تكون هناك حاجة متعلقة بالكادر الوزاري سنتخذ الإجراءات اللازمة”.

واستدرك أردوغان قائلا: “لا نقوم بمثل هذه الإجراءات حسب الطلب (..)، لكن عندما يتعلق الأمر بالتغيير في كوادر الحزب، فإن كل مؤتمر عام يجلب التغيير”، مضيفا أن “ذلك يعد بمثابة تجديد للطاقة”، بحسب تعبيره.

وشدد على أنه “لا معنى لمناقشة موضوع الكادر الوزاري في ظل عدم وجود أي مشاكل بالوقت الراهن، لأن الزملاء المعنيين (الوزراء) يبذلون ما في وسعهم سواء في الاقتصاد أو المجالات الأخرى”، مشيرا إلى أنه “إذا ظهر قصور ما أو احتجنا لمثل هذا الأمر، فإننا سنقوم به على أي حال”.

أردوغان: سأبحث مع ترامب قضية سوريا وشراء منظومة باتريوت

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه سيبحث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الشهر شراء منظومة باتريوت الأمريكية للدفاع الصاروخي مشيرا إلى أن العلاقة الشخصية مع ترامب يمكن أن تساعد على تجاوز الأزمة التي نجمت عن قيام أنقرة بشراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس400.

وأثار شراء تركيا لمنظومة إس400 في يوليو تموز احتمال تعرضها لعقوبات أمريكية كما قالت وزارة الخارجية إن العرض الأمريكي لبيع صواريخ باتريوت التي تصنعها شركة رايثيون لأنقرة لم يعد مطروحا.

لكن أردوغان أبلغ رويترز بأنه ناقش شراء منظومة باتريوت في اتصال هاتفي مع ترامب قبل نحو أسبوعين وسيتابع الأمر عندما يلتقيان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ الأسبوع القادم.

وقال أردوغان لرويترز يوم الجمعة ”قلت له بغض النظر عن صفقة .. إس 400 التي حصلنا عليها، يمكن أن نشتري منكم كمية معينة من (صواريخ) باتريوت“.

”لكن قلت علينا أن نرى الشروط التي يتعين على الأقل أن تتناسب مع (منظومة) إس400“ مضيفا أنه كان يشير إلى إمكانية الإنتاج المشترك ولشروط تفضيلية في الاقتراض.

وتابع أردوغان ”قال(ترامب): ’هل أنت جاد فيما تقول؟‘ قلت له نعم“. ومضى يقول إنه أبلغ ترامب بأنهما سيبحثان الأمر بمزيد من التفاصيل عندما يلتقيان.

وردا على سؤال عما إذا كان سيطلب أيضا من ترامب منع وزارة الخزانة الأمريكية من فرض غرامة ضخمة على بنك خلق المملوك للدولة التركية لانتهاكه العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، قال أردوغان إنه واثق من إمكانية تجنب مثل هذا ”الخطأ“ مشيرا إلى ما وصفه ”بنوع مختلف من الثقة“ بين الزعيمين.

وقال أردوغان في المقابلة التي جرت في قصر دولما بهجة العثماني على البوسفور في اسطنبول ”أرى أن دولة مثل الولايات المتحدة لن ترغب في الإضرار بحليفتها تركيا بعد ذلك. هذا سلوك غير عقلاني“.

* ”المنطقة الآمنة“
سيناقش أردوغان وترامب أيضا خطط إقامة ما تصفه تركيا بالمنطقة الآمنة على الحدود مع سوريا الممتدة لنحو 450 كيلومترا من نهر الفرات وحتى الحدود العراقية. وتهيمن وحدات حماية الشعب السورية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة على أغلب تلك المنطقة.

وبدأت الدولتان يوم الأحد في تسيير دوريات عسكرية مشتركة في المنطقة لكن أردوغان يقول إن واشنطن تتلكأ في عملية تعتبرها تركيا ضرورية في إبعاد وحدات حماية الشعب، التي صنفتها جماعة إرهابية، عن حدودها.

وحذرت تركيا من أنها ستتصرف بشكل منفرد إذا لم تتم إقامة المنطقة الآمنة هذا الشهر مما زاد من احتمالات قيام أنقرة بثالث توغل عسكري تركي في شمال سوريا في غضون ثلاث سنوات.

وقال أردوغان ”المنطقة الآمنة ضرورية. لن نسمح بوجود منطقة إرهابية على حدودنا وسنتخذ كل الخطوات اللازمة مهما كانت في هذا الخصوص“.

وأثار تحالف الولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب في سوريا غضب تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي. وتواجه تركيا تمردا منذ عقود في جنوب شرق البلاد ذي الأغلبية الكردية وتخشى من تزايد القوة العسكرية الكردية على حدودها الجنوبية.

وقال الرئيس ”تركيا هي التي تقاتل تلك الجماعات الإرهابية… نحن شريككم في حلف شمال الأطلسي. تعطونهم أسلحة مجانا لن تبيعوها بالمال لحليفتكم“ في إشارة لتزويد الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب بالأسلحة.

وأضاف أردوغان ”لقد سئمنا من شرح ذلك… أعتقد أن على ترامب أن يفهمنا“.

وتدعم روسيا وإيران الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة جماعات المعارضة المسلحة التي سعت للإطاحة به. وساندت كل من الولايات المتحدة وحلفاء عرب وأوروبيين وتركيا جماعات مختلفة من المعارضة المسلحة.

واستعاد الأسد السيطرة على أغلب الأراضي التي خسرها في المراحل المبكرة من الصراع الدائر منذ أكثر من ثماني سنوات وتعهد باستعادة كل شبر من البلاد بما يشمل محافظة إدلب في شمال غرب البلاد التي تخضع لسيطرة مقاتلين متشددين أجانب وسوريين مع بعض جماعات المعارضة المسلحة المعتدلة.

وكرر أردوغان تهديده ”بفتح الأبواب“ أمام اللاجئين السوريين إلى أوروبا ما لم يتم تقديم مساعدات ومزيد من الدعم بشأن ”المنطقة الآمنة“.

وقال ”إذا لم يكن بمقدوركم قبول هذا الأمر سنفتح الأبواب. لندعهم يذهبوا من هناك لأي مكان يريدونه“.

وأضاف أن إقامة منطقة آمنة بعمق 32 كيلومترا في شمال شرق سوريا ستسمح للاجئين السوريين في تركيا ”بالعودة لأرضهم وتسمح بالوفاء بكل احتياجاتهم من تعليم وصحة ومأوى. ستسمح لهم بالعيش في أرضهم والابتعاد عن حياة المخيمات ومدن الحاويات“.

وقال الرئيس التركي إن المساعدات المالية الغربية التي تتلقاها بلاده لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين في تركيا غير كافية للتخفيف من عبء استضافة 3.6 مليون لاجئ فروا لتركيا منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2011.

وتقول تركيا إنها أنفقت 40 مليار دولار حتى الآن على استضافة السوريين وتصف اتفاقا أبرمته مع الاتحاد الأوروبي لتزويدها بستة مليارات يورو لدعم تلك الجهود بأنه غير كاف وتنفيذه بطيء للغاية وهي رسالة سوف يكررها للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الأمم المتحدة.

وقال أردوغان إنه سيستضيف رئيسي روسيا وإيران يوم الاثنين لإجراء محادثات ستركز على إبرام هدنة دائمة في إدلب لمنع خروج موجة جديدة من اللاجئين إلى تركيا وتأكيد السيطرة على المسلحين المتشددين هناك.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.