الجيش التركي يخترق قوات الأسد

5 سبتمبر 2019آخر تحديث :
مدرعات تركية
مدرعات تركية

قامت قوات عسكرية من الجيش التركي بإجراء دوريات بين نقاط المراقبة التابعة لها في منطقة خفض التصعيد في شمالي غرب سوريا، وذلك بموجب اتفاق بين أنقرة وموسكو وطهران في 14 شباط الماضي في مدينة سوتشي الروسية.

وأفادت وكالة الأناضول، بأن قافلة عسكرية تركية دخلت الأراضي السورية عبر الحدود ظهر يوم أمس الأربعاء، ووصلت إلى نقطة المراقبة السابعة في بلدة تل الطوقان بريف إدلب الجنوبي الشرقي.

وبعد وصول القافلة إلى نقطة تل الطوقان غادرتها واتجهت نحو نقطة المراقبة رقم 8 في قرية الصرمان التابعة لمدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي الشرقي، حيث توقفت هناك.

الجيش التركي يخترق قوات الأسد

وفي خطوة تحدي كبيرة لنظام الأسد فقد وصلت قافلة عسكرية تركية أخرى إلى نقطة المراقبة التركية التاسعة في مدينة مورك بريف حماة الشمالي مساء أمس الأربعاء قادمةً من موقع تجمع القوات التركية في قرية معرحطاط بريف إدلب الجنوبي، وذلك للمرة الأولى منذ حصار النقطة قبل حوالي 14 يوم من قبل قوات الأسد.

ووفقاً للمعلومات فإن أربع سيارات عسكرية تركية كانت تحمل مواد لوجستية وأغذية انطلقت بعد ظهر يوم الأمس من موقع تجمع القوات التركية المحدث مؤخراً في معرحطاط، وتوجهت جنوباً عبر الاوتوستراد الدولي للعبور إلى نقطة المراقبة التركية المحاصرة في مدينة مورك عبر مواقع سيطرة النظام.

يذكر أن هنالك أن معلومات تداولها ناشطون عن قيام الشرطة العسكرية التابعة للاحتلال الروسي بالانتشار على الطريق الدولي من مدينة خان شيخون وحتى نقطة المراقبة التركية في مورك وذلك لتأمين دخول سليم للآليات العسكرية التركية وعدم احتكاكها بشكل مباشر مع قوات الأسد وميليشياته.

اقرأ أيضاً: مع احتمال موجة نزوح كبيرة من إدلب.. مؤتمر للمعارضة التركية وتصريحات للحكومة التركية

يبدو أن ملف اللاجئين السوريين في تركيا لن يُغلق بعدما فُتح على مصراعيه مؤخراً، وأن الأمور لن تسير بسهولة كما في السابق، خصوصاً مع الضغوط التي تمارسها المعارضة والشارع التركي على الحكومة، كما أن الملف يزداد تعقيداً مع احتمال موجة نزوح كبيرة من إدلب من جراء الهجمة الروسية الوحشية على المحافظة، وعجز تركيا -الضامن الآخر لاتفاق إدلب- عن إيقاف تمدد النظام والروس، وحماية المدنيين الذين نزح أكثر من مليون منهم باتجاه المناطق الحدودية مع تركيا.

وفي آخر مستجدات القضية، جدد رئيس حزب الشعب الجهوري المعارض، كمال كيلشدار أوغلو، دعوته إلى تنظيم مؤتمر في إسطنبول، في 28 من أيلول الحالي، لبحث المسألة السورية وقضية اللاجئين بمشاركة جميع الأطراف المعنية.

وقال مصدر من الحزب لصحيفة “خبر ترك” التركية، أمس الثلاثاء، إن “الاجتماع كان مخططاً له، لكن تأجيل انعقاده جاء بسبب انتخابات بلدية إسطنبول في 23 من تموز”، وفق ما نقلت صحيفة “عنب بلدي”.

ونقلت الصحيفة عن المصدر أن المؤتمر سيناقش قضية اللاجئين السوريين، كواحدة من ضمن خمس قضايا أبرزها: “الوضع الراهن، وتطورات إدلب، والبحث في كيفية إنهاء سنوات الصراع في المنطقة”.

وعن المدعوين للمؤتمر، قال المصدر إنهم “جميع أصحاب المصلحة والأطراف الإيجابية الذين سيسهمون بشكل إيجابي وفاعل في حل الأزمة السورية”، موضحاً أنه سيضم أطرافاً من النظام والمعارضة، ولن يمنح حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي) وذراعه العسكرية “وحدات حماية الشعب” فرصة للمشاركة.

وأضاف المصدر أن المؤتمر سيدعو المسؤولين المحليين في البلدات والمدن المتضررة، إضافة إلى أكاديميين وخبراء وصحفيين.

ولطالما دعا حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، إلى إعادة العلاقات التركية مع نظام الأسد، معرباً عن اعتراضه على كل سياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم فيما يخص القضية السورية.

من جهة أخرى، وحسماً للجدل والتساؤلات عن تصرف تركيا حيال موجة نزوح جديدة محتملة من إدلب، أعلن نائب وزير الداخلية التركية إسماعيل تشاتقلي، اليوم الأربعاء، أنّ استراتيجية بلاده الأساسية هي استقبال أي موجة نزوح محتملة من إدلب، خارج الحدود التركية، مشدّداً في الوقت ذاته أنّ بلاده تسعى للحيلولة دون وقوع مأساة إنسانية أكبر.

وردّاً على سؤال فيما إن كانت الداخلية التركية اتخذت تدابير لازمة للتعامل مع موجة نزوح من إدلب في حال وقعت، أجاب تشاتقلي بأنّ “استراتيجيتنا الأساسية هي استقبال أي موجة هجرة جديدة خارج حدودنا في جميع الظروف، واستعدادات وحداتنا المعنية هي أيضاً في هذا الاتجاه”، حسبما نقلت وكالة الأناضول.

وأشار إلى أن المؤسسات التركية المعنية قامت باستعداداتها ووضعت خططها للتعامل مع موجات الهجرة المحتملة، وهي تدرك مدى جدية الوضع في المنطقة.

لكن المسؤول التركي لم يفصح عن خطة التعامل ما يطرح تساؤلات جدية خاصة أن أوروبا تخشى من موجة جديدة للاجئين على غرار 2015 و2016. ومن جهة أخرى يمكن تفسيرها على أن تركيا تعتزم نقل موجات اللاجئين إلى المنطقة الآمنة في شرق الفرات داخل الحدود السورية والتي تعمل على إنهائها بتفاهمات مع الجانب الأميركي.

يذكر أن اليونان شهدت وصول أكثر من 500 لاجئ يوم الخميس الماضي تزامناً مع مظاهرات لسوريين على الحدود التركية، فيما اعتبرته اليونان والأوربيين تهديداً تركياً بإعادة فتح طريق البحر أمام السوريين في حال انهار اتفاق إدلب.

وتضم محافظة إدلب نحو 4 ملايين مدني من سكانها الأصليين والمُهجرين إليها من مناطق “المصالحات”، نزح أكثر من مليون منهم مؤخراً من جنوبها إلى المناطق المتاخمة للحدود التركية من جراء هجوم النظام وروسيا على ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي واحتلال عدة مدن وبلدات استراتيجية، وما زال آلاف من هؤلاء النازحين الجدد يفتقد أدنى مقومات العيش ويجهل مصيره أو إلى أين يتجه!.

المصدر: حرية برس

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.