أهالي خان شيخون يوجهون رسالة للنظام السوري (فيديو)

28 أغسطس 2019آخر تحديث :
بشار الأسد
بشار الأسد

أهالي “خان شيخون” يرفضون الاحتلال الروسي لمدينتهم (فيديو)

خرج العشرات من أبناء مدينة خان شيخون بمظاهرة شعبية اليوم الثلاثاء داخل مدينة إدلب؛ رفضاً لسيطرة الميليشيات الروسية على مدينتهم.

ورفع المتظاهرون لافتات تندد بإرهاب النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين، وعبروا عن رفضهم لأفعال الميليشيات في المنطقة بعد سيطرتها عليها وجلب عوائل من خارج المدينة لتصويرهم على أنهم عادوا إليها.

وأكد “مأمون معراتي” أحد أبناء المدينة المشاركين في المظاهرة أن أهم أسباب حراكهم هذا هو توجيه رسالة إلى الرأي العام العالمي بأن ما يحدث الآن في خان شيخون هو استقدام لعوائل مقيمين في مدينة حماة لتصويرهم أنهم عادوا بعد دخول الميليشيات.

وأوضح “معراتي” في حديث لـ”نداء سوريا” أن نظام الأسد استقدم تلك العوائل بواسطة حافلات خصصت لهم، وتم إلباسهم زي أهالي خان شيخون وإظهارهم للعالم بأنهم وميليشياته يريدون الدخول إلى المدينة.

وشدد على أن تعداد سكان خان شيخون يتجاوز الـ100 ألف نسمة، 2% منهم فقط خرجوا إلى حماة مع بداية الثورة بينما تعرضت النسبة المتبقية للقصف بالأسلحة الكيميائية والمجازر والتهجير من قِبَل النظام السوري وروسيا، داعياً المجتمع الدولي لإيقاف ما يحدث في المنطقة.

تجدر الإشارة إلى أن الميليشيات المرتبطة بروسيا دخلت يوم الخميس الماضي إلى مدينة خان شيخون مدعومة بمقاتلين وصحفيين روس، وذلك بعد انسحاب الفصائل الثورية منها خشية وقوعها في الحصار بعد معارك عنيفة دارت في محيط المدينة تكبدت الميليشيات خلالها خسائر كبيرة.

وعقب دخول الميليشيات إلى المدينة بدأت بسرقة ممتلكات المدنيين وحرق منازلهم، إضافةً إلى تحضيراتها لطمس معالم مجزرة الكيماوي وتزوير حقيقتها والتي وقعت في نيسان من عام 2017 وأدت إلى سقوط أكثر من 100 ضحية معظمهم من النساء والأطفال.

بثينة شعبان لـ عناصر ميليشيا أسد في خان شيخون “نحنا عم نصلي عليكن” (فيديو)

نشرت صفحات موالية لـ “نظام الأسد”، صوراً وتسجيلات مصورة لمستشارة بشار الأسد بثينة شعبان، من داخل مدنية خان شيخون التي أعلنت ميليشيا أسد الطائفية السيطرة عليها الأسبوع الماضي.

وقالت الصفحات إن شعبان قامت بزيارة الأحد، إلى مدينة خان شيخون ومناطق ريف حماة الشمالي بهدف “تفقد” ميليشيا أسد الطائفية هناك.

وخاطبت شعبان عناصر ميليشيا أسد خلال استقبالها في مدينة خان شيخون بقولها لهم: ” نحنا عم نصلي عليكن.. نحن بنفتخر فيكن”.

وظهر في استقبال شعبان العميد صالح العبدالله الملقب بـ “السبع”، الذي ينحدر “من طيبة – صافيتا – طرطوس، وهو ضابط العمليات في ميليشيا “قوات النمر” منذ عام 2015، وهو معاون العميد سهيل الحسن 2015، ورئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في محردة 2012، وقائد الكتيبة 244-اللواء 121 ميكا-الفرقة السابعة 2011″، وفق موقع “مع العدالة”.

شعبان تُهدد

وكانت شعبان هددت في مقابلة مع قناة الميادين الإيرانية، الجمعة، إن النقطة التركية التاسعة في مورك محاصرة، وستتمكن ميليشيا أسد من إزالتها وإزالة “الإرهابيين”، على حد وصفها.

وزعمت أن تركيا حولت نقاط المراقبة، التي نشرتها ضمن اتفاق أستانا، إلى مواقع لنقل الأسلحة إلى “الإرهابيين”.

يذكر أن ميليشيا أسد الطائفية أعلنت الأسبوع الماضي بدعم من روسيا وميليشيات إيران السيطرة على بلدات مورك واللطامنة وكفرزيتا شمالي حماة، وعلى مدينة خان شيخون وبلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي.

هكذا سقطت خان شيخون في يد نظام الأسد

ليست هذه المرة الأولى التي يسيطر فيها النظام على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي. وقد تناوبت مختلف القوى في السيطرة عليها خلال أحداث الثورة السورية، وتعرضت للقصف بكل أنواع الأسلحة.

لكن، هذه المرة، سيطرت مليشيات النظام على المدينة بدعم روسي هائل، بعدما تمّ تدميرها، وتفريغها بالكامل من أهلها ومقاتليها. وكما المجرم يعود إلى موقع جريمته، دخلت مليشيات النظام بلدة خان شيخون من حارتها الشمالية، لمسح آثار الهجوم الكيماوي الذي قتل أطفال المدينة، في نيسان 2017.

وتعود أهمية خان شيخون، لتوسطها مناطق بالغة الأهمية، ريف حماة الشمالي جنوباً، وسهل الغاب غرباً، ومنطقة جسر الشغور ثم الحدود السورية التركية في الشمال الغربي، ومعرة النعمان شمالاً، والسهول الفسيحة المتصلة بالبادية السورية شرقاً.

وشاركت المدينة مبكراً في الثورة، إذ خرجت أولى المظاهرات فيها في نيسان/أبريل 2011، وهو ما عرضها لحملات عسكرية وأمنية متعددة من قبل النظام، كان أولها في آب/أغسطس 2011، تلتها حملة ثانية في 22 أيلول/سبتمبر. واعتُقل العشرات من أبنائها، فضلاً عن احراق بيوتهم ونهب ممتلكاتهم. ونصبت المليشيات عشرات الحواجز حول المدينة، ما دفع أبنائها لحمل السلاح، واستهداف الحواجز والقوى الأمنية.

وفي 18 تشرين الأول/أكتوبر 2011، تعرضت خان شيخون لحملة عسكرية ثالثة من مليشيات النظام، لتأمين طريق دمشق-حلب الدولي الذي يمر في طرفها الشرقي، بحيث تستمر تنقلات عناصر النظام وآلياته. وتزامن ذلك مع استمرار الاحتجاجات، التي شهدت انشقاقات علنية لضباط وعناصر من الخان عن قوات النظام. وانتظم حاملو السلاح بعدها في كتائب الجيش السوري الحر وفصائل إسلامية، وبدأ العمل العسكري المعارض يأخذ منحى جديداً.

وترافق ذلك مع تصعيد تدريجي من قبل النظام، الذي اجتاح المدينة في 4 تموز/يوليو 2012، وسيطر عليها بالكامل، ودفع بالكتائب نحو الأرياف والمزارع المحيطة.

واستمرت سيطرة النظام على المدينة إلى أن بدأت المعارضة في شباط/فبراير 2014، تنفيذ هجمات متتالية على حواجز النظام في محيطها، استمرت نحو 3 أشهر، أسفرت في النهاية عن السيطرة على كامل المدينة، وفرض حصار جزئي على قوات النظام في معسكرات الحامدية ووادي الضيف.

وشكّلت خان شيخون معقلاً أساسياً لانطلاق الفصائل التي انضوت في ما بعد ضمن “جيش الفتح” الذي سيطر على معسكرات النظام في الحامدية ووادي الضيف عام 2015.

وشهدت المدينة خلال عام 2016، اشتباكات وخلافات بين الفصائل ضمنها. إذ دارت معارك بين “جند الأقصى” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” في المدينة، أسفرت عن سيطرة “الجند” على مقرات “الحركة”. لتعود “الحركة” بمؤازرة فصائل أخرى لقتال “جند الأقصى” الذين اضطروا بعد انكسارهم عسكرياً لمبايعة “هيئة تحرير الشام”. غير أن “الجند” عادوا وانفصلوا عن “الهيئة”، وحاولوا السيطرة على خان شيخون واتخاذها مقراً لـ”إمارتهم” مطلع العام 2017. واحتجز “الجند” العشرات من مقاتلي الجيش الحر في ريف حماة الشمالي، معظمهم من “جيش النصر”، وقاموا بتصفيتهم في ما بعد.

وبعد فترة وجيزة، هاجمت “هيئة تحرير الشام” “جند الأقصى” في محيط خان شيخون وحاصرتهم هناك، قبل أن ينسحبوا منها في النهاية باتجاه مناطق سيطرة تنظيم “الدولة” شرقي البلاد.

وفي تمام الساعة السادسة من صباح 4 نيسان/أبريل 2017، تعرض الحي الشمالي في خان شيخون لقصف جوي بصواريخ محملة بغاز السارين السام، أسفر عن اختناق 100 شخص حتى الموت، أغلبهم من الأطفال، وإصابة نحو 500 آخرين.

وفي 7 نيسان/أبريل 2017، قصفت الولايات المتحدة الأميركية بـ59 صاروخاً موجهاً من طراز توماهوك، مطار الشعيرات العسكري التابع لمليشيات النظام، الذي انطلقت منه الطائرة المحملة بصواريخ السارين، رداً على الهجوم الكيماوي.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.