بسبب “الكيملك”.. 300 إعلامي سوري في إسطنبول مهددين بخسارة عملهم

26 أغسطس 2019آخر تحديث :
الكيملك
الكيملك

بسبب “الكيملك”..300 إعلامي سوري في إسطنبول مهددين بخسارة عملهم

قالت وسائل إعلام تركية إن قرابة نصف الإعلاميين والصحفيين السوريين المتواجدين في إسطنبول مهددين بخسارة عملهم أو ترحيلهم خارج تركيا خلال الشهرين القادمين.

ولفتت صحيفة هبرلار التركية الانتباه، بحسب ما ترجمه موقع “الجسر ترك”، إلى احتضان إسطنبول معظم الصحفيين السوريين المتواجدين خارج بلادهم بما يزيد عن 700 صحفي وإعلامي.

وأضافت الصحيفة أن 300 إعلامي سوري يواجهون خطر خسارة فرص عملهم والعودة إلى الولايات المسجلين فيها حتى تاريخ 30 تشرين الأول / أوكتوبر.

وأشار الممثل التركي لمنظمة مراسلون بلا حدود “ارول اوندروغلو” إلى عدم الدراية التركية الكافية بالمشاكل التي يعاني منها الصحفيون السوريون.

وأضاف مشيراً إلى أن هؤلاء الصحفيين اضطروا للجوء إلى تركيا جراء تعرض حياتهم لمخاطر وتهديدات مختلفة في الداخل السوري، ويواجهون اليوم خطر إخراجهم من إسطنبول أو تركيا بشكل كامل، ما سيعود بدوره بنتائج سلبية ستنعكس عليهم وعلى عائلاتهم.

وأردف قائلاً: “ننتظر من السلطات التركية أن تأخذ في عين الاعتبار وضعهم الخاص، وأن تُظهر بعض المرونة في التعامل معهم”.

وتابع مشيراً إلى أنهم لن يكتفوا بالتواصل مع الجهات التركية فقط، وسيجرون محادثات على مستوى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في سبيل التوصل إلى حل.

بدورها أشارت السورية ديمة، والتي تعمل كمراسلة إخبارية في إسطنبول، إلى أن الخطر الذي يتربص بهم لا يقتصر على إخراجهم من المدينة فحسب، بل يصل إلى حدّ الترحيل إلى خارج تركيا.

وأضافت موضحة أنها وزوجها يحملان “كمليك” إسطنبول، إلا أن فشل زوجها في تحديث بيانات الـ “كمليك” الخاص به على مدار العامين الماضيين جعل من تواجده في تركيا غير قانوني.

وأردفت قائلة: “ترحيله إلى سوريا قد يعني بالنتيجة اعتقاله من قبل الجماعات المسلحة بسبب اختلافه معهم بالآراء”.

ويواجه بدوره مؤسس جمعية الصحفيين السوريين في تركيا “فراس ديبا” خطر الترحيل إلى خارج تركيا أيضاً، جراء رفض السلطات التركية منحه بطاقة حماية مؤقتة “كمليك” نظراً لحيازته “إقامة سياحية” قبل 3 أعوام.

أضاف ديبا مشيراً إلى أن رواتب الصحفيين السوريين الشهرية تتراوح بين 3 آلاف و 7 آلاف ليرة تركية، لافتاً الانتباه إلى تمكن فئة قليلة منهم من الحصول على فرص عمل برواتب تزيد عن 10 آلاف ليرة.

وتابع قائلاً: “إسطنبول تمثّل سوق العمل بالنسبة للإعلاميين السوريين، وتتضاءل فرص عملهم بشكل كبير في الولايات الجنوبية والمناطق الأخرى من تركيا”.

وختم ديبا حديثه بالإشارة إلى الصعوبات التي تواجههم اليوم للتمكن من البقاء على الأراضي التركية بشكل قانوني، بالرغم من التسهيلات الكبيرة التي منحتهم إياها الحكومة في السابق فيما يتعلق بتصاريح التصوير رغم معرفتها بأن عملهم لم يكن قانونياً حينها.

نظام الأسد يبدأ أول خطوة في خان شيخون بعد أن وضع يده عليها

قالت وسائل إعلام سورية موالية للنظام السوري أن وزارة النقل في حكومة الأسد بدأت بأعمال صيانة وإعادة تأهيل الطريق الدولي دمشق-حلب، بدءا من بلدة صوران وحتى خان شيخون على مسافة تقارب 20 كيلومترا.

وبحسب موقع هاشتاغ سوريا فقد باشرت ورشات فرع حماة للمواصلات الطرقية، بعد يوم واحد من إعلان سيطرة مليشيات الأسد على خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي وعدد من بلدات ريف حماة الشمالي وترحيل ساكنيها.

وأجرت الوزارة كشوفات ميدانية على الطريق الدولي دمشق-حلب في المواقع المسيطر عليها، واطلعت على حجم الأضرار التي أصابت الطريق والجسور والمعابر، وبدأت بأعمال الترميم ونقل الأنقاض وإزالة الحفر الناجمة عن القذائف والمتفجرات، مؤكدة أن الأعمال مستمرة “لمحو الآثار الناتجة عن الأعمال الإرهابية”، تمهيدا لوضع الطريق في الخدمة وفتحه للحركة.

ويذكر أن الجيش السوري انتشر في مدينة خان شيخون الاستراتيجية، قبل أن يطلق عملية أسفرت عن السيطرة على ريف حماة الشمالي بالكامل.

هكذا سقطت خان شيخون في يد نظام الأسد

ليست هذه المرة الأولى التي يسيطر فيها النظام على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي. وقد تناوبت مختلف القوى في السيطرة عليها خلال أحداث الثورة السورية، وتعرضت للقصف بكل أنواع الأسلحة.

لكن، هذه المرة، سيطرت مليشيات النظام على المدينة بدعم روسي هائل، بعدما تمّ تدميرها، وتفريغها بالكامل من أهلها ومقاتليها. وكما المجرم يعود إلى موقع جريمته، دخلت مليشيات النظام بلدة خان شيخون من حارتها الشمالية، لمسح آثار الهجوم الكيماوي الذي قتل أطفال المدينة، في نيسان 2017.

وتعود أهمية خان شيخون، لتوسطها مناطق بالغة الأهمية، ريف حماة الشمالي جنوباً، وسهل الغاب غرباً، ومنطقة جسر الشغور ثم الحدود السورية التركية في الشمال الغربي، ومعرة النعمان شمالاً، والسهول الفسيحة المتصلة بالبادية السورية شرقاً.

وشاركت المدينة مبكراً في الثورة، إذ خرجت أولى المظاهرات فيها في نيسان/أبريل 2011، وهو ما عرضها لحملات عسكرية وأمنية متعددة من قبل النظام، كان أولها في آب/أغسطس 2011، تلتها حملة ثانية في 22 أيلول/سبتمبر. واعتُقل العشرات من أبنائها، فضلاً عن احراق بيوتهم ونهب ممتلكاتهم. ونصبت المليشيات عشرات الحواجز حول المدينة، ما دفع أبنائها لحمل السلاح، واستهداف الحواجز والقوى الأمنية.

وفي 18 تشرين الأول/أكتوبر 2011، تعرضت خان شيخون لحملة عسكرية ثالثة من مليشيات النظام، لتأمين طريق دمشق-حلب الدولي الذي يمر في طرفها الشرقي، بحيث تستمر تنقلات عناصر النظام وآلياته. وتزامن ذلك مع استمرار الاحتجاجات، التي شهدت انشقاقات علنية لضباط وعناصر من الخان عن قوات النظام. وانتظم حاملو السلاح بعدها في كتائب الجيش السوري الحر وفصائل إسلامية، وبدأ العمل العسكري المعارض يأخذ منحى جديداً.

وترافق ذلك مع تصعيد تدريجي من قبل النظام، الذي اجتاح المدينة في 4 تموز/يوليو 2012، وسيطر عليها بالكامل، ودفع بالكتائب نحو الأرياف والمزارع المحيطة.

واستمرت سيطرة النظام على المدينة إلى أن بدأت المعارضة في شباط/فبراير 2014، تنفيذ هجمات متتالية على حواجز النظام في محيطها، استمرت نحو 3 أشهر، أسفرت في النهاية عن السيطرة على كامل المدينة، وفرض حصار جزئي على قوات النظام في معسكرات الحامدية ووادي الضيف.

وشكّلت خان شيخون معقلاً أساسياً لانطلاق الفصائل التي انضوت في ما بعد ضمن “جيش الفتح” الذي سيطر على معسكرات النظام في الحامدية ووادي الضيف عام 2015.

وشهدت المدينة خلال عام 2016، اشتباكات وخلافات بين الفصائل ضمنها. إذ دارت معارك بين “جند الأقصى” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” في المدينة، أسفرت عن سيطرة “الجند” على مقرات “الحركة”. لتعود “الحركة” بمؤازرة فصائل أخرى لقتال “جند الأقصى” الذين اضطروا بعد انكسارهم عسكرياً لمبايعة “هيئة تحرير الشام”. غير أن “الجند” عادوا وانفصلوا عن “الهيئة”، وحاولوا السيطرة على خان شيخون واتخاذها مقراً لـ”إمارتهم” مطلع العام 2017. واحتجز “الجند” العشرات من مقاتلي الجيش الحر في ريف حماة الشمالي، معظمهم من “جيش النصر”، وقاموا بتصفيتهم في ما بعد.

وبعد فترة وجيزة، هاجمت “هيئة تحرير الشام” “جند الأقصى” في محيط خان شيخون وحاصرتهم هناك، قبل أن ينسحبوا منها في النهاية باتجاه مناطق سيطرة تنظيم “الدولة” شرقي البلاد.

وفي تمام الساعة السادسة من صباح 4 نيسان/أبريل 2017، تعرض الحي الشمالي في خان شيخون لقصف جوي بصواريخ محملة بغاز السارين السام، أسفر عن اختناق 100 شخص حتى الموت، أغلبهم من الأطفال، وإصابة نحو 500 آخرين.

وفي 7 نيسان/أبريل 2017، قصفت الولايات المتحدة الأميركية بـ59 صاروخاً موجهاً من طراز توماهوك، مطار الشعيرات العسكري التابع لمليشيات النظام، الذي انطلقت منه الطائرة المحملة بصواريخ السارين، رداً على الهجوم الكيماوي.

المصدر: المدن

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.