تصريح هام لخبير عسكري تركي حول إنشاء المنطقة الآمنة شمال سوريا

18 أغسطس 2019آخر تحديث :
الجيش التركي
الجيش التركي

تركيا بالعربي

أوضح المحلل العسكري التركي، عبد الله أغار، أن تركيا لديها سيناريوهات وخطط في حال لم تلتزم الولايات المتحدة بإنشاء المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا.

وقال “أغار” في حديث مع إذاعة “سبوتنيك” الروسية: إن “اهتمام تركيا الرئيسي هو التهديد المتمثل في إنشاء كيان شبه دولة إرهابي في المنطقة، الأمر الذي سيؤدي إلى تمزيق سوريا، ثم العراق وتركيا نفسها على المدى المتوسط والبعيد”.

وأضاف: “إننا نرى أن الولايات المتحدة تستغل هذا القلق، وفي الوقت نفسه، تحذر أنقرة واشنطن من أنه ما لم يتم تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها، فلدينا خيارات بديلة تتضمن مجموعة من الأدوات ذات الطبيعة الجيوسياسية والاستراتيجية والتكتيكية والعملياتية”.

ورأى “أغار”، أن “الضغوط الأمريكية على تركيا لتحقيق أهدافها ستؤدي إلى عواقب خطيرة على واشنطن؛ حيث أنها ستؤدي إلى تغيير في التفضيلات الجيوسياسية التركية”.

وأوضح أن “الاستراتيجية الأمريكية الرئيسية في سوريا هي استخدام عناصر وحدات حماية الشعب وتنظيم بي كي كي لأغراضهم، ومن ناحية أخرى، لتطوير تعاون مع تركيا يفيد واشنطن، وفي الوقت نفسه، فإن مثل هذه السياسة ذات الوجهين ستكون لها عواقب وخيمة”.

وختم الخبير العسكري التركي، بقوله: إن “مشكلة تركيا مع الولايات المتحدة ليست في المواجهة في سوريا فحسب، بل إنها تكمن في مجموعة التفضيلات والأولويات الجيوسياسية”.

وفي سياق متصل أشار وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إلى إحراز “بعض التقدم” فيما يتعلق بإنشاء المنطقة الآمنة شمالي سوريا، خلال المباحثات مع الأمريكيين، مؤكدًا أن هذا “لا يعني أن كل شيء انتهى”.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أكار، خلال زيارة أجراها برفقة قادة الجيش، إلى مركز العمليات المشتركة للقوات البرية في ولاية شانلي أورفة جنوب شرقي تركيا.

وقالت وكالة الأناضول الرسمية إن الزيارة شهدت اجتماعا مغلقا استغرق 3 ساعات، جمع أكار وقادة القوات البرية والجوية والبحرية، إلى جانب رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان.

وتناول الاجتماع التطورات الأخيرة في المنطقة، وتم الاطلاع على توضيحات عبر خرائط ومقاطع مصورة التقطت من طائرات مسيرة.

وتطرق أكار في تصريحاته إلى المباحثات التي جرت بين وفدي تركيا والولايات المتحدة في الفترة بين 5 و7 أغسطس/آب الجاري بالعاصمة أنقرة، وقال إنه نقل للجانب الأمريكي آراء ومقترحات وطلبات بلاده بشكل واضح وجلي.

وأضاف الوزير التركي: “تم إحراز بعض التقدم، وهذه بداية جيدة، هذا لا يعني طبعا أن كل شيء انتهى، لكن العمل سيتواصل”.

وأوضح أكار أنه “تم التفاهم بين وفدي البلدين بخصوص خروج تنظيم (YPG) الإرهابي الذي لا يختلف عن (PKK) الإرهابية (من المنطقة)، وسحب الأسلحة الثقيلة التي يمتلكها، وتدمير الأنفاق والمواقع والتحصينات الأخرى المماثلة، فضلا عن التبادل الاستخباراتي بين القوات المسلحة للبلدين”.

ولفت وزير الدفاع التركي إلى أنه “تم التفاهم أيضا على جدول زمني بهذا الصدد، وإلى الآن تم الالتزام بذلك دون أية مشاكل، وتركيا تتطلع للالتزام به في المستقبل أيضا”.

وأضاف أن “تركيا اتفقت مع الولايات المتحدة بشكل عام على مراقبة وتنسيق المجال الجوي (في المنطقة) إلى جانب عدة قضايا أخرى”.

وأوضح أكار أن الطائرات التركية المسيرة بدأت اعتبارا من 14 أغسطس الجاري إجراء طلعات في المنطقة بموجب الاتفاق.

وأردف أن “التحضيرات لمركز العمليات المشترك شارفت على الانتهاء، وسيبدأ عمله الأسبوع المقبل بكامل طاقته”.

وشدّد الوزير التركي على أنه تم اتخاذ كافة التدابير اللازمة على طول الحدود مع سوريا في ضوء تصريحات وتعليمات الرئيس رجب طيب أردوغان.

وتابع بالقول: “تركيا لن تسمح أبدا بإقامة حزام إرهابي شمالي سوريا، وهدفنا يتمثل في ضمان أمن الحدود أولا”.

وبيّن أكار أنهم سيواصلون بذل كافة الجهود من أجل ضمان أمن الحدود طالما استمر وجود تنظيم “ي ب ك” الذي لا يختلف عن منظمة “PKK” في المنطقة.

وشدّد على أن كفاح تركيا ضد الإرهابيين فقط، وتنظيم “YPG” لا يمثل الأكراد مطلقا، فهم أشقاؤنا.

وقال أكار: لا يوجد لدينا أي تفسير حول تعاون حلفائنا (الأمريكيين) مع تنظيم “YPG”، وننتظر منهم إنهاء ذلك في أقرب وقت.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.