خبراء عسكريون يكشفون عن هدف النظام التالي بعد الهبيط

14 أغسطس 2019آخر تحديث :
قصف
قصف

تركيا بالعربي

يقترب النظام السوري من مدينة خان شيخون مشكلا خـ.ـطرا كبيرا على منطقة تعد عقدة مركزية للتحكم بمفاصل حيوية بالشمال السوري.

ويأتي ذلك من تداعيات سيطرة النظام السوري على بلدة الهبيط الاستراتيجية مؤخرا، ما يجعل من خان شيخون هدفا منطقيا تاليا وفق محللين عسكريين.

ويثير الأمر تساؤلات حول مستقبل المعارك في إدلب وحماة مع تقدم النظام ميدانيا منذ نيسان/ أبريل الماضي.

وفي هذا السياق قال الخبير في قضايا الأمن والدفاع محمود ابراهيم، إن السيطرة على بلدة الهبيط يعني بداية دخول قوات النظام إلى منطقة إدلب، وقاطع عملياتها الرئيسي.

معركة لن تتوقف إلا..

ورأى إبراهيم في حديثه لـ”عربي21” أن العمليات لن تتوقف قبل السيطرة على معرة النعمان، وجسر الشغور.

ولفت إلى أن إدلب المدينة، لن يتم اقتحامها، بل يسعى النظام لتطويقها، إلى جانب النطاق الأول المحيط بها والذي تسيطر عليه جبهة النصرة وتنظيمات متشددة، بحيث أنها ستترك تلك النواة إلى حين انتهاء عملية شرق الفرات، مشيرا إلى أن ما يحدث في إدلب ليس له ارتباط مباشر بما يحدث في شرق الفرات.

وحول تأثير سقوط بلدة الهبيط على مدينة خان شيخون، أوضح المختص الأمني أنها تعد خاصرة خان شيخون، وسقوطها يعني إحداث خرق في ميسرة الخان مما يمكّن النظام من استكمال الطوق الجنوبي عليها.

الاستيلاء على 4 قرى

بدوره أوضح المختص بالشأن العسكري، أحمد الرحال، أن سيطرة قوات النظام على بلدة الهبيط، دفعتها للاستيلاء على أربع قرى إلى جانب حاجز السلام، وأصبحت على تخوم خان شيخون على بعد 4 كيلومترات.

وحول تراجع القدرة العسكرية لفصائل المعارضة في إدلب رأى الرحال في حديثه لـ”عربي21″، أنه ليس تراجعا بقدر أنه غياب للتوازن بمعايير القوى، إلى جانب وقف الدعم البشري والتسليحي للفصائل، وسرقة للسلاح الثقيل ما أدى للتأثير على مجريات معركة في أرض منبسطة تحتاج لسلاح ثقيل عند أي تحرك عسكري.

ولفت إلى أن هناك خسائر واضحة جنتها قوات النظام السوري والقوات الروسية، مما اضطروا لإشراك ميليشيات إيرانية ومن حزب الله في معركة السكيك.

الأوستراد الدولي

وحول أهمية خان شيخون، لفت المختص بالشأن العسكري، إلى أنها قلب المنطقة بريف إدلب الجنوبي، وتعد عقدة مواصلات ويعبرها الأوستراد الدولي (دمشق- حلب)، إلى جانب أنها ممر خطوط الإمداد، مؤكدا على أن السيطرة عليها سيؤدي إلى سقوط قرى اللطامنة وكفرزيتا ولطمين ومورك.

من جهته رأى الباحث السياسي مأمون سيد عيسى أن هناك مبالغة في الحديث عن الأهمية الاستراتيجية لبلدة الهبيط مقارنة بمدينة خان شيخون التي تبعد عنها 9 كم.

الطريقة الروسية

وأوضح في حديثه لـ”عربي21″، أن قوات النظام لم تستول على الهبيط وقرى أخرى بمعارك داخلها، بل اعتمد الطريقة الروسية بالقصف الجوي والمدفعي بكثافة مما يجبر الثوار على مغادرة تلك القرى، وبعد ذلك يدخلها قوات النظام.

واستبعد الكاتب السوري، أن يكون لسيطرة النظام على الهبيط أثر بالغ على سير المعارك، مرجئا ذلك إلى أن تقدم النظام والقوات الروسية سيكون محدودا لأسباب عدة منها؛ أن الولايات المتحدة لن تسمح لروسيا بإحراز تقدم أكبر في إدلب.

ولفت إلى أن القوات التركية في ريف حماة، أنشأت قاعدة مورك واستأجرت أراض حولها لخمس سنوات، موضحا أن الواقع الميداني يشير إلى أن الجيش التركي لن ينسحب من تلك المنطقة.

ورأى عيسى أن قوات النظام السوري، لن تستطيع السيطرة على مساحات أكبر في إدلب، التي تعد تجمع فصائل المعارضة العسكرية من كل سوريا.

الإطباق على خان شيخون

من جهته رأى الكاتب والباحث السياسي سعد الشارع، أن سقوط محور بلدة الهبيط، مهم جدا بالنسبة للقوات المهاجمة، ومع تفعيل المحور الآخر الذي هاجمت منه قوات النظام في تل سكيك، يصبح ريفا خان شيخون الشرقي والغربي شبه مسيطر عليها من قوات النظام.

وأشار في حديثه لـ”عربي21″، إلى أنه إذا ما تقدمت قوات النظام عبر هذين المحورين، فإنهم سيصبحون على أطراف مدينة خان شيخون، ويعني أن الجزء الجنوبي بأكمله ممثلا بالقرى مورك واللطامنة وكفرزيتا سيكون سانحا لسيطرة النظام عليها.

وأضاف أن قوات النظام، أرادت قبل أسابيع التقدم في قلعة المضيق وكفر نبوذا، بهدف التوسع أكثر باتجاه سهل الغاب، إلا أنه عجز عن إحراز تقدم في ريف اللاذقية الشرقي، مما جعل البحث عن خيار أفضل له بالتوجه نحو بلدة سكيك وفتح محور هناك، لافتا إلى أنه على الرغم من التقدم البطيء الذي أحرزته قوات النظام إلا أن ذلك يشكل خطرا على مدينة خان شيخون.

وأوضح الشارع، أن التقدم الذي تحرزه قوات النظام، يهدد بشكل كبير البلدات المهمة في ريف إدلب الجنوبي والتي تقع جميعها على الأوستراد الرئيسي الذي يصل بين حلب وحماه.

السيطرة على إدلب

واستبعد الكاتب السوري، من قدرة النظام من السيطرة على محافظة إدلب والأرياف المحيطة بها، مشيرا إلى أن الحملة العسكرية تهدف إلى تطويق وبسط السيطرة على مساحة جغرافية أكبر هناك.

وأكد أن المعارضة مازالت لديها قوة عسكرية وازنة، على الرغم من التقدم لقوات النظام، الذي يخشى من التقدم أكثر بسبب مخاوفه من أن ذلك قد يكلفه أثمانا بشرية كبيرة.

وأوضح أنه على الرغم من التقدم لقوات النظام في إدلب إلا أن ذلك استنزفها، ورأى بذات الوقت أن النظام وروسيا قد يكتفيان بما تم السيطرة عليه بانتظار القمة المرتقبة لقادة الدول الثلاث الراعية لمحادثات أستانة.

لا يعني تراجع القدرات للفصائل

وحول القدرات العسكرية للمعارضة، وخسارة الهبيط، رأى الشارع، أن سيطرة النظام على البلدة لا يعني تراجع القوة الدفاعية لفصائل إدلب، لافتا إلى أن قوات النظام شارك في تقدمها أكثر من 22 ألف مقاتل إلى جانب ميليشيات إيرانية وقوات روسية.

وشدد على أن فصائل المعارضة في إدلب ملزمة الآن بإيجاد خطط دفاعية وهجومية لتلافي أي تراجع، ولمنع قوات النظام من التقدم أكثر هناك.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.