النظام إلى محاصرة ريف حماة الشمالي..والمعارضة تعد بمفاجآت

12 أغسطس 2019آخر تحديث :
الجيش السوري
الجيش السوري

تركيا بالعربي

النظام إلى محاصرة ريف حماة الشمالي..والمعارضة تعد بمفاجآت

حاولت مليشيات النظام الروسية، ليل الأحد/الاثنين، التقدم في محاور متعددة في حماة وادلب واللاذقية، وتمكنت من السيطرة على مواقع وقرية في الجبهات الشرقية في محور بلدة عطشان.

المحاور الشرقية

تمكنت المليشيات من تثبيت سيطرتها في تلة سكيك والمزارع المحيطة، وسيطرت على بلدة سكيك بعد معارك كر وفر هي الأعنف مع المعارضة. محور عطشان-سكيك، هو أول محور عمليات في الجبهات الشرقية تحرز فيه المليشيات تقدماً برياً بعد إشغالها محاور أخرى في شم الهوى وتل مرق وغيرها على جانبي نقطة المراقبة الروسية في أبو دالي.

وتقدمت المليشيات من الشرق لمسافة 5 كيلومترات، وبرأس حربة ضيق كلفها الكثير من الخسائر في عددها وعتادها باعتبارها منطقة عمليات جديدة وتقع في مناطق مكشوفة.

مدير المكتب الإعلامي في “الجبهة الوطنية للتحرير” محمد رشيد، أكد لـ”المدن”، أن مقاتلي الفصائل دمروا للمليشيات 3 دبابات وعدداً من المركبات العسكرية في معارك سكيك وتلتها.

واستهدفت فصائل غرفة عمليات “الفتح المبين”، بصواريخ غراد وحمم، مراكز تجمع المليشيات ومواقعها في عطشان وشم الهوى وأبو عمر وتل مرق وأطراف أبو دالي. وقد خسرت المليشيات في محور سكيك أكثر من 40 عنصراً من “الحرس الجمهوري” و”الفرقة التاسعة” و”لواء القدس” و”الفيلق الخامس”.

وباتت المليشيات على مسافة 3 كيلومترات عن بلدة التمانعة الواقعة بين سكيك وخان شيخون. وفي امكان المليشيات تجاوز التمانعة والتوجه مباشرة إلى خان شيخون التي تبعد عنها مسافة 10 كيلومترات.

المعارضة أرسلت المزيد من التعزيزات إلى الجبهات الشرقية للتصدي للمليشيات، وأرسلت غرفة عمليات “وحرّض المؤمنين”، تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وهي المشاركة الأولى لها بعد امتناعها عن الاشتراك إلى جانب المعارضة في معارك التصدي شمالي حماة.

محاور إشغال

وحاولت المليشيات التقدم في محور الحاكورة في سهل الغاب، ليل الأحد/الاثنين، وقالت “الجبهة الوطنية” إنها أفشلت المحاولة وقتلت عدداً من عناصر المليشيات. واستهدفت “وحرّض المؤمنين” مواقع المليشيات قرب صلنفة بصواريخ غراد. وفي كبانة في ريف اللاذقية الشمالي، استمر قصف المليشيات وواصلت محاولات التقدم، وتمكنت المعارضة من تدمير دبابة وقتل طاقمها، وجرت اشتباكات وقصف متبادل في محيط الهبيط وامتدت المواجهات إلى وادي حسمين وجبهات شرق الزكاة والأربعين.

تحاول المليشيات تنويع هجماتها البرية وإشغال أكثر من محور في وقت واحد بهدف تشتيت المعارضة وإبقائها في حالة الدفاع، وإجراء عمليات استطلاع بالقوة بشكل مستمر في كامل خطوط التماس.

انهيار الدفاعات

تقدم مليشيات النظام الروسية السريع وانهيار دفاعات المعارضة شمالي حماة وجنوبي ادلب لم يكن بسبب الهجمات البرية المباشرة فقط، إنما كان في جزء كبير منه بسبب القصف والتمهيد الناري الذي ظل متواصلاً منذ بداية الحملة العسكرية في أيار/مايو الماضي. إذ أن قرى وبلدات الزكاة والأربعين ومغر الحمام والهبيط قد تم تدميرها بشكل شبه كامل، وتعرضت لقصف بري وجوي سابق لهجمات المليشيات البرية، وتسبب في إضعاف دفاعات المعارضة تدريجياً وأدى إلى انهيارها في وقت قياسي أمام هجوم المليشيات الذي رافقه قصف هائل استحال معه بقاء من تبقى من مقاتلي المعارضة في مواقعهم. هذا، بالإضافة للتكتيكات الجديدة التي اتبعتها المليشيات، من اشتراك أعداد أكبر من القوات الخاصة الروسية في العمليات البرية وإدارة قواعد الرصد وإطلاق الأسلحة الثقيلة والموجهة.

بذلت الفصائل المعارضة والإسلامية جهداً في الدفاع عن الهبيط وخسرت أعداداً كبيرة من مقاتليها، بينهم قادة من “جيش الأحرار” التابع لـ”الجبهة الوطنية”. وكان للخسارات المتتالية أثر كبير في معنويات مقاتلي المعارضة وأثّرت بشكل سلبي على الأداء الجمعي وعمليات الدفاع والتنسيق الميداني. وتشكو المعارضة من قلة الصواريخ المضادة للدروع في معاركها الحالية. وفي الغالب لم تحصل على الدعم التركي الكافي من الأسلحة النوعية.

تأخر الهجوم

أمام المعارضة فرصة كبيرة لاستعادة زمام المبادرة، والانتقال من موقع الدفاع إلى الهجوم، وأمامها خيارات مفتوحة من المحاور والجبهات التي يمكن أن تؤثر على معارك المليشيات، وتؤخر على الأقل سقوط ريف حماة الشمالي الذي بات مهدداً بالحصار في حال بقي أداء المعارضة على ما هو عليه الآن.

قادة عسكريون من الصف الثاني في الفصائل المعارضة والإسلامية يطالبون بفتح جبهات الساحل، ونقل المعركة إلى المنطقة الجبلية الوعرة واستنزاف المليشيات فيها. قادة آخرون يرون أن خرق خطوط التماس في سهل الغاب والتقدم نحو جورين وريفها يهدد معاقل مهمة للمليشيات ويحول أنظارها قسراً من جبهاتها الحالية.

وتعلن المعارضة بشكل يومي عن عمليات هجومية معاكسة لاستعادة مواقعها التي تخسرها، لكنها تفشل في الغالب، وإن نجحت فإن السيطرة فيها لا تدوم لساعات. ولا يمكن للمعارضة القتال في الجبهات التي تتجمع فيها القوة الأكبر للمليشيات والتي تبدو جاهزة بعتادها الحربي الكامل لأي احتمالات. لدى المعارضة فرصة كبيرة في فتح محاور حرش الكركات وشمالي كفرنبودة مرة أخرى، وهي مواقع مكشوفة يسهل استنزاف المليشيات فيها.

التحضير للهجوم بالنسبة للمعارضة أمر مكلف، وهي بحاجة لترسانة من الأسلحة المضادة والصواريخ لتحقق جزءاً من التكافؤ الناري، وهي لم تحصل بالفعل على دعم تركي كافٍ هذه المرة. قلة الدعم قابلها امتناع المليشيات عن استهداف نقاط المراقبة التركية التي جرى استهدافها أثناء المعارك السابقة بدفع من روسيا. وبرغم ضعف إمكانات المعارضة فإنها تحضر لمفاجآت قد تقلب الطاولة على المليشيات مرة أخرى وتنقذ شمال حماة من السقوط الكامل.

اتهامات متبادلة

سقوط بلدتي سكيك والهبيط في قبضة المليشيات أثار الاتهامات والخلافات بين المعارضة التي بدأت تظهر في الساعات القليلة الماضية أكثر خطراً على أداء المعارضة وقد تعجل في انهيارها وخسارتها لمزيد من المناطق لحساب المليشيات.

بدأ تراشق الاتهامات بين المعارضة بعد أن ألمح شرعي “فيلق الشام” عمر حذيفة، إلى أن “تحرير الشام” لا تشترك بقوة كبيرة في معارك التصدي، وطالبها بتحمل مسؤولياتها والزج بأعداد أكبر من مقاتليها في المعركة. وجاءت الردود تباعاً من قادة “تحرير الشام”، وبينهم أبو ماريا القحطاني، متهمين شرعي الفيلق بزرع الفتنة، وطالبوا الفيلق بالاشتراك بشكل جدي في المعارك. وسبق أن ألمح مدير المكتب السياسي في “جيش العزة” المقدم سامر الصالح، إلى أن سقوط ريف حماة مرهون بتفاهمات أستانة 13، وطالب “الجيش الوطني” و”الجبهة الوطنية” و”تحرير الشام” ببذل المزيد من الجهود. وبعدها بساعات قليلة أعلن الصالح استقالته.

اشتراك الفصائل المعارضة والإسلامية في معارك التصدي كان بشكل متفاوت. فعلياً، لم تشترك “تحرير الشام” بكامل قوتها، ولا “فيلق الشام”، بينما اشترك “جيش العزة” بكامل قوته، وتعرض للاستنزاف في أعداده وعتاده الحربي بشكل كبير في المعارك الأخيرة. لكن ذلك لا يعني تنفيذاً لتفاهمات حول ريف حماة يتم تمريرها عبر جزء من الفصائل، كما لم يتم الحديث خلال حرب الاتهامات عن خيانة ما كما يحصل في العادة في مثل هذه الحروب الكلامية.

المصدر: المدن

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.