ضباط أتراك يزورون إدلب السورية (فيديو)

8 أغسطس 2019آخر تحديث :
دورية للجيش التركي في إدلب
دورية للجيش التركي في إدلب

تركيا بالعربي

ضباط أتراك يزورون إدلب السورية (فيديو)

دخل رتل عسكري تركي، اليوم الخميس، من معبر خربة الجوز الحدودي غربي إدلب، باتجاه نقاط المراقبة التركية المتوزعة في الشمال السوري.

وقال مراسل “وكالة أنباء تركيا” في إدلب إن “رتلا تركيًا برفقة عدد من الضباط رفيعي المستوى، دخل من تركيا عبر معبر خربة الجوز غربي إدلب”.

وأوضح أن “الضباط سيزورون نقاط المراقبة التركية المتمركزة في أرياف حماة وحلب وإدلب، برفقة الجيش الوطني السوري”.

ويستمر وصول التعزيزات العسكرية والوجستية إلى نقاط المراقبة التركية، إذ وصل في وقت سابق، عدة دفعات من هذه التعزيزات إلى نقاط المراقبة التركية في شير مغار ومورك بريفي حماة الشمالي والغربي، إضافة لقرى تل الطوقات واشتبرق بريفي إدلب الشرقي والغربي.

تركيا: الاتفاق حول المنطقة الآمنة بسوريا “بداية جيدة للغاية”

وصف وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الاتفاق بين تركيا والولايات المتحدة حول المنطقة الآمنة في سوريا، بأنه “بداية جيدة للغاية”.

وقال جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحفي بأنقرة الخميس، “يمكننا وصف اتفاق أمس حول المنطقة الآمنة في سوريا بأنه بداية جيدة للغاية”. وشدّد على أن تركيا لن تسمح بأن يكون الإلهاء هدف هذا الإجراء على غرار ما حدث في خارطة طريق منبج.

من جهة أخرى، قال الوزير التركي “مخطئ جدًا من يقول إن تركيا حولت وجهها نحو آسيا وأهملت الغرب”. وأشار إلى أن “آسيا بدأت تتحول إلى مركز اقتصادي للعالم”.

وأمس الأربعاء توصلت أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بإنشاء مركز عمليات مشتركة في تركيا “خلال أقرب وقت”، لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة شمال سوريا، وجاء ذلك في ختام جولة المباحثات الثانية بين الطرفين، والتي تواصلت ثلاثة أيام بين 5 و7 أغسطس/ آب الجاري، في مقر وزارة الدفاع التركية بأنقرة.

السيناريوهات المحتملة ما بعد العملية التركية المرتقبة

تختلف آراء المحللين بشأن السيناريوهات المتوقعة في حال قيام تركيا بإطلاق عمليتها العسكرية في الشمال السوري ضد ميليشيات “وحدات حماية الشعب” (YPG)، التابعة لتنظيم “حزب العمال الكردستاني” (PKK) المحظور.

وتساءل تقرير في شبكة الجزيرة القطرية: هل ستتحرك تركيا فعليا على الأرض، أم أن تصريحات المسؤولين الأتراك مجرد تهديدات كسابقاتها؟ وما السيناريو المتوقع بعد هذا التحرك في حال تم على الأرض؟

في هذا السياق، قال الكاتب الصحفي حمزة تكين، للجزيرة، إن “التهديدات التركية السابقة بشن عملية عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية شرقي الفرات لم تكن مجرد تهديدات إعلامية، فلولا تلك التصريحات القوية من المسؤولين الأتراك طوال الفترة الماضية، لما وصلنا اليوم لهذه الجدية الصارمة والنهائية”.

وأضاف تكين “أنقرة أبلغت الجانب الأميركي بشكل رسمي أن العملية العسكرية المشتركة بين الجيش التركي والجيش الوطني السوري الحر ضد التنظيمات الإرهابية شرق الفرات ستتم فعلا، وأن تركيا لن تنتظر المزيد من المماطلة من هذه الجهة أو تلك”.

وأكد الكاتب الصحفي التركي أن صبر تركيا قد نفد، والاستعدادات التركية العسكرية على الحدود مع سوريا أصبحت مكتملة بنسبة 100%، ولا ينقص بدء العملية إلا الأمر النهائي من الرئيس أردوغان.

أمّا الباحث في مركز عمران السوري بإسطنبول بدر ملا رشيد، فرأى أن التصريحات التركية الأخيرة تجاوزت مرحلة التهديدات التي تكررت منذ عملية درع الفرات ولاحقا غصن الزيتون، ودخلت مرحلة أكثر جدية تترافق مع محاولات وصول تركيا “وشركاء أستانا” لصيغة حل في إدلب.

وقال الباحث “تركيا تدرك أن روسيا ستستغل عدم تفاهمها مع أميركا في إحداث ضغط أكبر في إدلب كلما سنحت لها الفرصة، لذا ترفع من حدة ضغوطها على شريكتها في الناتو لمحاولة تحسين ظروفها غرب النهر، وتحقيق هدفها المتمثل في إنهاء الإدارة الذاتية”.

ويعتقد ملا رشيد أن الولايات المتحدة قدمت حتى الآن خيارين لأنقرة: الأول مشروع المنطقة الآمنة المشتركة التي ستكون شاملة لكل الامتداد الحدودي، والثاني منح أنقرة الضوء الأخضر للقيام بعمليات محدودة زمانيا ومكانيا، تشمل نطاقا جغرافيا محدودا وإطارا زمنيا معروفا.

وبخصوص السيناريو المتوقع إذا تحركت تركيا على الأرض وأطلقت عمليتها العسكرية المفترضة، طرح الباحث في مركز عمران السوري عدة سيناريوهات:

– اتفاق تركي أميركي

في حال الوصول لصيغة اتفاق بين أنقرة وواشنطن، فسنكون أمام اتفاق يشبه اتفاق منبج، لكن مع جوانب تنفيذية أقوى وأسرع، كجولات تركية داخل الحدود السورية الشمالية، وقد يتطور الأمر لاحقا ليشمل حضورا عسكريا منفردا أو مع فصائل من المعارضة الموالية لتركيا في بعض النقاط على اختلاف عمقها بين 10 و20 كلم.

– استهداف مكثف وعمليات محدودة

أما السيناريو الثاني -وفق ملا رشيد- ففي حال غياب تفاهم أميركي تركي، فمن المتوقع أن يكون هناك استهداف مكثف لوحدات حماية الشعب على طول الحدود السورية التركية، مع القيام لاحقا بعمليات عسكرية تستهدف نقاطا محددة أكثرها ترجيحا في الوقت الحالي مقاطع من الطريق الواصل بين مدينتي الدرباسية ورأس العين، وأخرى بين بلدة تل أبيض إلى عين العرب كوباني غربا.

ورجح الباحث أن تبدأ تركيا في حال نجاح عمليتها في هذه المناطق ضغطا على واشنطن للحصول على نفوذ عسكري في النقطة الواصلة بين حدود سوريا مع كردستان العراق، والتي تبقى بعيدة في المنظور القريب، إلا إذا اتجهت تركيا لاستخدام كافة أدواتها في التحالف الدولي.

بدوره، قال الكاتب الصحفي التركي حمزة تكين إن “ما لدينا من معلومات من الداخل السوري أن عناصر التنظيمات الإرهابية في حالة تصدع وارتباك، وبالتالي فإن الضربة الأولى للجيش التركي والجيش الوطني السوري الحر ستكون موجعة ومؤثرة على تماسك تلك التنظيمات”.

وذكر أنه من الناحية العسكرية، لا مجال لمقارنة مليشيا ناشئة مع جيش يعتبر من أقوى عشرة جيوش في العالم سيدخل منطقة يحظى فيها بحاضنة شعبية كبيرة، وبالتالي فإن الأمور العسكرية سهلة، خاصة أن الجيش الأميركي لا يملك تفويضا من الكونغرس بحماية تلك التنظيمات شرق الفرات، وفق صحيفة واشنطن بوست.

ورجح تكين تخلي أميركا عن حماية تلك التنظيمات كما فعلت سابقا في عملية “غصن الزيتون” في عفرين، وكما فعلت مرات ومرات مع من استخدمتهم أدوات لتحقيق مصالحها فقط.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.