كيف قرأ إعلاميون أتراك تصريحات الرئيس أردوغان بشأن دخول شرق الفرات؟

7 أغسطس 2019آخر تحديث :
الجيش التركي
الجيش التركي

تركيا بالعربي

أعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أنّ بلاده تعتزم القيام بعملية عسكرية شرق الفرات، موضحا أنّه أبلغ روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بذلك.

ما الرسائل التي وجّه بها أردوغان من خلال تصريحاته عن عملية عسكرية محتملة شرق الفرات، والتي جاءت قبيل الاجتماع بين المسؤولين الأمريكيين والأتراك في أنقرة؟ وكيف قرأ المحللون هذه التصريحات؟ وكيف من الممكن أن تنعكس اجتماعات الوفد الأمريكي مع الوفد التركي في العاصمة أنقرة على أرض الواقع؟

برهان الدين دوران الإعلامي والكاتب لدى صحيفة “صباح” ذهب إلى أنّ الرئيس أردوغان أعرب من خلال تصريحاته المتعلقة بشرق الفرات عن نفاد صبر بلاده حيال مباحثات المنطقة الآمنة المزمع إقامتها في سوريا.

وقال دوران في هذا الإطار: “اللافت للانتباه أنّ تصريحات أردوغان جاءت قبيل الاجتماع المسائي للوفد الأمريكي مع المسؤولين الأتراك في أنقرة، والرسالة التي أراد توجيهها هي (سئمنا من المباحثات التي لا تعرف أن تنتهي، وهذه هي فرصتكم الأخيرة، آمل أن يكون مقترحكم الذي أتيتم به مقبولا بالنسبة إلينا، كان الرئيس ترامب قد أعلن الانسحاب مع حلول نهاية العام من سوريا، ولكن تصريحات الوفد الأمريكي هي دون تصريحات ترامب بكثير، ولا تهمّنا تهديداتكم لنا بقوّات الأسد وروسيا، فنحن مستمرون بمباحثاتنا مع روسيا وفق طريقتنا الخاصة”.

محرّم ساري قايا أشار في مقالة نشرتها صحيفة خبر ترك إلى أنّ اجتماعات الوفد الأمريكي مع نظيره التركي في العاصمة أنقرة حول المنطقة الآمنة، لن تخرج بنتائج واضحة بين ليلة وضحاها، مؤكدا على أنّها في الوقت نفسه لن تستغرق وقتا طويلا كما حدث في مباحثات منبج.

وتابع ساري قايا: “كل من الطرفين التركي والأمريكي على دراية بالصعوبات التي قد تواجههما في المستقبل فيما يتعلق بشكل المنطقة الآمنة المزمع إقامتها، ولذلك يستخدم كلا الطرفين الأوراق الموجودة بين يديه، وخلال حديثي إلى أحد الدبلوماسيين المتواجدين من أصحاب القرار قال لي (لا يمكننا أن ننظر إلى الأمر من منظور سوريا فقط، علينا أن ننظر في إطار الجغرافية الممتدة من العراق وحتى إدلب، وفي الوقت نفسه علينا أن نستميل المجتمع الدولي للوقوف إلى جانبنا، ولذلك عمق وامتداد المنطقة الآمنة تحمل بالنسبة إلى أمريكا -من حيث الصعوبات التي قد تواجهها- أهمية لا تقل عن أهميّتها بالنسبة إلى تركيا”.

الهدف من المنطقة الآمنة

وبحسب الكاتب فإنّ الهدف الرئيس لتركيا من إنشاء المنطقة الآمنة هو تأمين عودة اللاجئين السوريين، وذلك لكون غالبية السوريين -بحسب الإحصائيات والدراسات التي تمّت- أتوا من تلك المناطق التي ترغب تركيا بإعلانها منطقة آمنة.

وأفاد ساري قايا بأنّ قوّة المقترح التركي فيما يخص المنطقة الآمنة تكمن في كونه لا يضمن عودة اللاجئين السوريين المتواجدين في تركيا فحسب، وإنّما عودة اللاجئين السوريين المقيمين في أوروبا أيضا.

ومن جانبه “رحيم أر” الغعلامي والكاتب التركي، أفاد في مقالة نشرتها صحيفة “تركيا” بأنّ مباحثات الوفد الأمريكي مع نظيره التركي لن تخرج بنتائج ملموسة على أرض الواقع، مستشهدا بالمباحثات السابقة التي تمّت بين مبعوث أمريكا إلى سوريا جيمس جيفري والوفد التركي، والتي لم تفضِ بنتائج ماديّة على أرض الواقع.

وأضاف أر: “لن تخرج اجتماعات الوفد الأمريكي مع نظيره التركي بنتائج ملموسة على الأرض، وذلك لكون أمريكا العميقة لن تجري مفاوضات حقيقية مع تركيا، وإنما تحاول أن تملي على أنقرة المقترح الذي تراه يتناسب معها، وتسعى إلى أن تجبر تركيا على أن توافق على ذلك، ولكن دولة مثل تركيا لا يمكنها أن تقبل بما يملى عليها “.

وأكّد على أنّ تركيا لا يمكنها أن تتجاهل التهديدات التي أطلقتها أمريكا فيما يخص منظومة أس -400 التي استلمتها أنقرة من روسيا، وأنّ تركيا دوّنت كل ما قيل على هامش جدولها، مردفا: “لا يمكننا تجاهل التأثيرات السلبية للخلاف الداخلي في أمريكا، فالسبب الأساس الذي يعيق التوصّل إلى نتائج ملموسة بين الطرفين هو إسرائيل، وذلك لكون مصالح إسرائيل فيما يخص الشرق الأوسط أهم من مصالح أمريكا نفسها، ولطالما أمريكا لا تستغني عن تعصّبها لإسرائيل لن توقّع على أية ورقة تتضمن مقترحا معقولا”.

المصدر: أورينت نت – أسامة اسكه دلي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.