هل سيترك الجولاني قيادة “تحرير الشام”؟

4 أغسطس 2019آخر تحديث :
الجولاني
الجولاني

تركيا بالعربي

هل سيترك الجولاني قيادة “تحرير الشام”؟

بالتزامن مع حديث وسائل إعلام روسية عن إعطاء موسكو مهلة لأنقرة لتطبيق بنود اتفاقية “سوتشي” القاضية بسحب السـ.ـلاح الثقيل من المنطقة منزوعة الـسـلاح، تحدثت تقارير إعلامية عن ترك الجو لاني عن لقيادة “هيئة تحرير الشام”.

هل يترك أبو محمد الجولاني قيادة “تحرير الشام”؟

وسائل إعلام سورية وعربية نقلت خبراً يوم أمس السبت 3 أغسطس / يوليو 2019 مفاده أن أبو محمد الجو لاني سيترك قيادة هيئة تحرير الشام خلال الأيام القليلة القادمة، فيما سيتسلم حسن صوفان القائد السابق لحركة أحرار الشام مكانه.

وأضافت وسائل الإعلام تلك أن هناك تغييرات جذرية ستشهدها الهيئة، منها ترك الجولاني للقيادة العامة وتسلم صوفان مكانه، وهو ما لم يتم نفيه أو تأكيده بشكلٍ رسمي من قبل تحرير الشام.

لكن موقع “نداء سوريا” نقل عن مصادر وصفها بالمقربة من قائد أحرار الشام السابق، حسن صوفان أن الخبر المتداول عن تولي الأخيرة لقيادة الهيئة خلفاً للجو لاني منفٍ بشكلٍ قاطع ولا يوجد أي أساس لصحته.

وحسن صوفان المولود في مدينة اللاذقية كان معتقلاً سابقاً في سجون النظام السوري، ثم التحق بركب الثورة وقاد حركة أحرار الشام قبل أن يتركها منذ نحو عام.

الجولاني يؤكد: لن ننسحب من المنطقة منزوعة السلاح

بدوره، أكد القائد العام لهيئة تحرير الشام، أن فصيله لن ينسحب من المنطقة منزوعة السلاح، مؤكداً أن ما لم يتمكن نظام الأسد من الحصول عليه عسكرياً لن يحصل عليه عبر المفاوضات والسياسة.

وشدد الجولاني على رفض الهيئة لدخول قوات مراقبة روسية للمنطقة منزوعة السلاح، وهذا الرفض كانت عدة فصائل ثورية تشاركه فيه باعتبارهم ينظرون لروسيا بوصفها قوة احتلال.

وسبق أن أعلن نظام الأسد عن هدنة دخلت حيز التنفيذ في 2 آب / أغسطس الجاري، ووضع شرطاً لاستمرارها أن تقوم المعارضة السورية بالانسحاب مسافة 20 كم، وهو ما يلقى رفضاً من الفصائل العسكرية وحاضنتها الشعبية التي ترى في ذلك محاول لنظام الأسد للتقدم عبر المفاوضات ثم استئناف العمل العسكري بغرض السيطرة على إدلب.

روسيا تطالب تركيا بتنفيذ اتفاقية “سوتشي” وتمهلها 24 ساعة
على صعيد ذي صلة، قال موقع “روسيا اليوم” الذي يعتبر من أذرع الكرملين الإعلامية، إن موسكو تنتظر من أنقرة أن تقوم بتنفيذ كامل الاتفاقيات المتعلقة بسحب المقاتلين والأسلحة من محافظة إدلب خلال 24 ساعة، وذلك كرد على مبادرة نظام الأسد بوقف إطلاق النار هناك.

ونقل الموقع عن اللواء أليكسي باكين، رئيس المركز الروسي للمصالحة بسوريا قوله إنه “بهدف استقرار الوضع في سوريا، ودعماً للقاء أستانا، قرر بشار الأسد وقف إطلاق النار..”.

وأضاف باكين أن موسكو تنتظر من تركيا أن ترد على مبادرة الأسد بتنفيذ كامل بنود اتفاق سوتشي الذي ينص على انسحاب المسلحين والأسلحة من المنطقة منزوعة السلاح، ووقف القصف وفتح الطريق الواصل بين دمشق وحلب.

يذكر أن تركيا وروسيا توصلتا في سبتمبر/ أيلول من عام 2018 الماضي لاتفاق في مدينة “سوتشي” الروسية نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15ـ 20 كم تفصل بين مناطق سيطرة الأسد وقوات المعارضة السورية.

أردوغان يبلغ واشنطن بالعملية العسكرية

من جهة أخرى، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستنفّذ العملية العسكرية شرق نهر الفرات في سوريا، وذلك بالتزامن مع استمرار إرسال التعزيزات العسكرية للحدود التركية مع سوريا.

وقال الرئيس التركي، الأحد 4 أغسطس / آب 2019 خلال كلمة ألقاها أثناء مشاركته في مراسم افتتاح طريق سريع بين إسطنبول وإزمير بولاية بورصا أن بلاده أبلغت موسكو وواشنطن بخصوص عمليتها المرتقبة في الشمال السوري.

وذكر الرئيس التركي أن بلاده قامت بعملية “غصن الزيتون” في عفرين، ودرع الفرات في “جرابلس والباب” بمحافظة حلب، والآن ستقوم بعملية شرق نهر الفرات.

وشدد أردوغان أن بلاده لا يمكن لها أن تلتزم الصمت إزاء التحرشات التي تقوم بها التنظيمات الإرها بية تجاه الأراضي التركية انطلاقاً من سوريا، مضيفاً “صبران له حدود”، حسبما ذكرت وكالة أنباء “الأناضول“.

وتسعى قوات سوريا الديمقراطية المعروفة باسم “قسد” إلى السيطرة على أجزاء أكبر من سوريا بهدف وصلها مع مناطق تركية وأخرى عراقية لإقامة دولة “كردستان”.

وتستعمل وسائل الإعلام الكردية مثل شبكة “رووداو” اسم “كردستان تركيا، كردستان سوريا، كردستان العراق” عندما تتحدث عن بعض المدن في تلك البلدان، باعتبارها تراها مدناً كردية وجزء من دولتها.

الرد الأمريكي واضح: أسلحة تصل لقسد

على الرغم من عدم حدوث زيارة الوفد العسكري الأمريكي الذي سيزور تركيا غداً الإثنين 5 أغسطس/ أب، إلا أن الرد الأمريكي على مطالب أنقرة بتنفيذ منطقة آمنة بعمق 32 كم يبدو واضحاً.

فقد تمثل رد واشنطن عبر إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى إلى الوحدات الكردية التي تتأهب من أجل التصدي لعملية الجيش التركي المرتقبة بالتعاون مع الجيش الوطني السوري.

وذكرت شبكة “رووداو” الكردية، أن وحدات حماية الشعب الكردي وقوات سوريا الديمقراطية تلقت دفعة مساعدات عسكرية جديدة من الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشارت الشبكة الكردية نقلاً عن وكالة “دها” إلى أن تلك التعزيزات العسكرية تأتي بالتزامن مع التأهب التركي وارتفاع وتيرة التصريحات بشأن تنفيذ أنقرة للعملية العسكرية قرب حدودها، مع زيادة الحشود العسكرية.

ولم تتطرق الوكالة الكردية إلى طبيعة المساعدات العسكرية التي قدمتها واشنطن، لكنها ذكرت أنها مكونة من 300 شاحنة توجهت إلى مدينة القامشلي السورية من معبر “سيمالكا – بيشخابور” مع إقليم كردستان العراق.

وكان حامي أقصوي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية التركية قد أكد في تصريحات صحفية أدلى بها يوم الجمعة 2 أغسطس/ أب، أن تركيا ستضطر لإقامة المنطقة الآمنة بمفردها بسوريا حال عدم التوصل لاتفاق مع واشنطن حولها.

وأكد أقصوي أن وفداً عسكرياً أمريكياً سيقوم بزيارة أنقرة يوم الإثنين (غداً)، يضم جيمس جيفري المبعوث الأمريكي لسوريا، وذلك لعقد مباحثات مع المسؤولين الأتراك حول المنطقة الآمنة والوضع السوري بشكل عام.

وذكر المتحدث باسم الخارجية التركية أن بلاده نقلت لجيفري تطلعاتها حول المنطقة الآمنة، وضرورة أن تمتد بعمق 32 كم من الحدود التركية داخل الأراضي السورية، وأن تكون السيطرة فيها لتركيا وإخراج حزب العمال الكردستاني والميليشيات التابعة له من المنطقة.

وشدد أقصوي أن بلاده لن تسمح بأن تتحول المباحثات حول المنطقة الآمنة ذريعة للماطلة، مؤكداً أن بلاده قادرة على حماية أمنها القومي في حال لم يتم تلبية تطلعاتهم في هذا الصدد، حسبما ذكرت وكالة “الأناضول” التركية للأنباء.

وسبق أن تحدثت وسائل إعلام عن الخلافات الجوهرية بين تركيا و أمريكا حول المنطقة الآمنة، والتي تلخصت في عدة نقاط نقاط، أبرزها كانت النقطة الأولى هي عمق المنطقة الآمنة، إذ ترى تركيا أنها يجب أن تكون بعمق 30 كيلومتر، فيما ترى واشنطن أن 5 لـ10 كيلومتر كافية، مع سحب الأسلحة الثقيلة أكثر من تلك المسافة.

النقطة الثانية هي رغبة تركيا بالسيطرة على أجواء المنطقة الآمنة، فيما ترفض ميليشيات سوريا الديمقراطية ذلك وتؤكد رغبتها بأن تكون السيطرة على الأجواء لأمريكا.

أما النقطة الثالثة للخلاف فتتمثل في رغبة أنقرة أن يدخل عناصر من الجيش السوري الوطني إلى المنطقة الآمنة للمساهمة في تأمينها، بينما ترفض قسد دخول مقاتلين من أي فصيل سوري معارض للمناطق.

وتستضيف تركيا أكبر عدد من اللاجئين السوريين في العالم، وهي ترغب بالسيطرة على المنطقة الآمنة لهدفين رئيسيين أولهما حفظ أمن حدودها مع سوريا التي تشكل الميليشيات الكردية خطراً عليها وعلى أمنها القومي، بالإضافة إلى السماح لعشرات الآلاف من اللاجئين السوريين من أبناء المناطق التي تسيطر عليها “قسد” ويقيمون في تركيا بالعودة لقراهم ومدنهم.

ومن شأن ذلك أن يساهم في تخفيف حدة أزمة اللجوء التي بدأت تتفاقم مؤخراً في تركيا التي تستضيف حوالي 4 ملايين لاجئ سوري.

وعندما قامت تركيا بتنفيذ عمليات “درع الفرات” و “غصن الزيتون” عاد حوالي 300 ألف لاجئ سوري من تركيا إلى تلك المناطق، وهي تأمل أن يحدث الأمر ذاته وأن تعود أعداد أكبر بعد تنفيذ عملية شرق الفرات.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد ترأس اجتماعاً لمجلس الأمن القومي التركي وآخر لمجلس الشورى العسكري الأعلى جرى خلالهما بحث عدة ملفات أبرزها الملف السوري والمنطقة الآمنة في الشمال السوري.

وصدرت التوصيات عن مجلس الشورى العسكري بإنشاء ممر سلام على الحدود السورية التركية، في إشارة إلى المنطقة الآمنة التي يجرى الحديث عنها مؤخراً.

وتحظى العملية المرتقبة بدعم مختلف الأحزاب التركية، لا سيما حزب الحركة القومية الذي صرح زعيمه دولت باهشلي لعدة مرات بضرورة إقامة المنطقة الآمنة وانتقد دور الولايات المتحدة الغير متعاون مع تركيا بخصوصها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.