من اسطنبول إلى إدلب.. شبح الترحيل يلاحق السوريين

31 يوليو 2019آخر تحديث :
ترحيل سوريين من تركيا
ترحيل سوريين من تركيا

تركيا بالعربي

خمسة عشر يومًا قضاها مهدي في منزله الواقع في مدينة اسطنبول التركية، إذ بات الخروج بالنسبة له تهديدًا بالترحيل إلى مدينة تشانكلي في شمال غربي تركيا، التي منحته حمايتها المؤقتة حين تعذّر ذلك حيث يقيم.

يقول مهدي لعنب بلدي (رفض نشر اسمه الكامل لأسباب أمنية) إنه خسر عمله ودراسته للغة التركية التي وصل فيها إلى المستوى الرابع، مدفوعًا بالخوف من الترحيل بعد القرارات التركية الأخيرة، التي تمنع حملة بطاقات الحماية المؤقتة (الكيملك) من الإقامة في ولايات غير الولاية التي حصلوا على وثائقهم منها، بينما يتعرض من لم يستخرج البطاقة للترحيل إلى شمال سوريا عبر معبر باب الهوى الحدودي في ولاية أنطاكيا جنوبي البلاد.

وكان وزير الداخلية، سليمان صويلو، قال، خلال حديثه مع مجموعة من الإعلاميين السوريين، في 13 من تموز الحالي، إن سياسات جديدة ستبدأ المؤسسات التركية بتطبيقها تجاه المواطنين السوريين في تركيا في المرحلة المقبلة، وتمثلت تلك السياسات بعمليات ترحيل ونقل للاجئين السوريين.

يقول مهدي (24 عامًا)، إنه دخل إلى تركيا في آب 2017، وحينها كان استصدار بطاقات الحماية المؤقتة ساريًا في اسطنبول، فقصد مخفر منطقة أفجلار للحصول على موعد بعد ستة أشهر للحصول على بطاقته، ووفق تعبيره فإنه بعد أن قصد المخفر مرة أخرى في شباط 2018، أُبلغ أن إصدار البطاقات قد ألغي في الولاية بقرار من إدارة الهجرة، فاضطر إلى إجراء العملية ذاتها في ولاية تشانكلي القريبة.

محمد (35 عامًا)، يخشى مغادرة منزله في مدينة اسطنبول، إذ يحمل بطاقة حماية مؤقتة صادرة عن دائرة الهجرة في مدينة الريحانية جنوبي تركيا.

ويؤكد محمد، الذي طلب عدم نشر اسمه كاملًا، لعنب بلدي، أنه لم يتوجه إلى عمله أيضًا، منذ بدء تنفيذ القرارات الصادرة بحق اللاجئين المخالفين.

وبينما يتخوف محمد ومهدي من النقل القسري إلى ولايتيهما، تعرض أكثر من ألف شاب سوري للترحيل إلى محافظتي إدلب وحلب شمال سوريا، وفق تصريح وزير الداخلية سليمان صويلو، خلال لقاء مع تلفزيون NTV”” الأربعاء 24 من تموز.

الشاب أمجد طبلية هو أحد الذين تعرضوا للترحيل من مدينة اسطنبول إلى شمال سوريا، وفق ما أكده في فيديو منشور على موقع “فيس بوك” يروى فيه قصة ترحيله على الرغم من امتلاكه وثيقة الحماية المؤقتة.

ويقول أمجد في الفيديو، إنه كان نائمًا في منزل أقارب له بمنطقة أكسراي التابعة لبلدية الفاتح في اسطنبول، وخرج إلى السوق لإحضار بعض الحاجيات، فأوقفته الشرطة ولم تكن الوثيقة بحوزته آنذاك.

اتصل أمجد بأخيه لإحضار الوثيقة، وطلب أمجد من الدورية الانتظار لحين وصولها، لكنها رفضت ذلك، بحسب تعبيره، ونقلته إلى مخفر آخر بدأ بإجراءات ترحيله.

ووثقت مواقع التواصل الاجتماعي حالات احتجاز لشبان سوريين بمناطق مختلفة من اسطنبول، مثل أسنيورت وأكسراي وزيتون بورنو وغيرها، بالإضافة إلى تشديد الإجراءات حول العمل غير المرخص وفرض الحصول على أذونات عمل بالنسبة للأجانب، مع استثناء السوريين من نظام الـ “الكوتا” التركي، القاضي بتشغيل خمسة عمال أتراك مقابل عامل أجنبي.

أربكت هذه الحملة حسابات آلاف السوريين في تركيا عمومًا، وفي محافظة اسطنبول خصوصًا، التي تضم أكثر من 667 ألف لاجئ سوري، وفق أرقام مفوضية اللاجئين، لا يملك قسم كبير منهم بطاقات حماية مؤقتة تحمل ختم مديرية هجرة اسطنبول.

فأمجد فقد الأمل بالعودة لاستكمال عمله في اسطنبول، ومحمد أيضًا، أما مهدي فكان يخطط لتعلم اللغة التركية بإتقان والحصول على الشهادة التي تعادل الشهادة الثانوية في سوريا، قبل إكمال دراسته الجامعية.

يقول مهدي إنه اليوم أمام مفترق طرق، إما العودة إلى ولايته والبدء من الصفر فيها أو الخروج من تركيا، وهو ما دفعه إلى تقديم طلب لجوء إلى فرنسا “قد يكون الأمل الأخير”.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.