هل بدأ العد التنازلي لمعركة “شرق الفرات”؟

23 يوليو 2019آخر تحديث :
دبابات الجيش التركي
دبابات الجيش التركي

تركيا بالعربي

تتواصل الزيارات بين المسؤولين الاتراك والأمريكيين على المستويين السياسي والعسكري لمناقشة ملف المنطقة الآمنة شمال سوريا، يأتي ذلك بالتزامن مع تطورات ميدانية على الأرض بعد تعرض مدينة أورفا (جنوب تركيا) لقصف مصدره الأراضي السورية، وقيام القوات التركية بقصف مواقع عسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي في مدينة رأس العين بريف الحسكة، وبعد اللقاءات السياسية، والحشود العسكرية من قبل الطرفين (تركيا وقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي)، هل بدأ العد التنازلي لمعركة شرق الفرات التي تهدد أنقرة بشنها لفرض منطقة آمنة شمال سوريا تسمح بعودة اللاجئين السوريين؟

جيفري في أنقرة

اختتم المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري زيارته إلى أنقرة ولقائه مع مسؤولين أتراك في وزارتي الخارجية التركية والدفاع، بعد وصوله قبل يومين.

وذكرت وكالة “الأناضول” أن الوفد الأمريكي برئاسة جيفري، بحث في الاجتماع مع المسؤولين الأتراك الملف السوري، وأكدت أن الأطراف تناولت الأوضاع في إدلب والمنطقة الآمنة شمالي سوريا، ومسار تشكيل لجنة لصياغة دستور جديد للبلاد.

ولفتت مصادر إلى أن نائب وزير الخارجية التركية سادات أونال، شارك في الاجتماع الذي استغرق قرابة 3 ساعات.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الأحد؛ أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، موجود حاليا في تركيا، ومن المقرر أن يلتقي المسؤولين الأتراك للتباحث حول مخاوف أنقرة الأمنية والمستجدات الأخيرة في سوريا.

وفي السياق، بحث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، مع المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون سوريا، جيمس جيفري، مسألة إقامة منطقة آمنة شرق نهر الفرات، وأعرب عن انزعاج أنقرة من لقاءات مسؤولين أمريكيين مع قياديي الوحدات الكردية “ي ب ك”.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان لها الاثنين، أن أكار التقى مع جيفري، في مقر الوازرة بأنقرة.

وذكر البيان أن الجانبين بحثا مسألة إقامة “منطقة آمنة” شرق الفرات، وآخر المستجدات في سوريا ولا سيما مكافحة داعش.

وشدد أكار خلال اللقاء على ضرورة اقامة المنطقة الآمنة بالتنسيق بين تركيا والولايات المتحدة، وإخراج عناصر تنظيم الوحدات الكردية “ي ب ك” من تلك المنطقة وتدمير التحصينات فيها.

كما أكد على ضرورة سحب الأسلحة الثقيلة من يد عناصر التنظيم، و”تهيئة الظروف المناسبة لعودة الأشقاء السوريين المُهجرين إلى منازلهم”.

ولفت إلى أن نضال تركيا ليس ضد الأشقاء الأكراد والعرب وبقية المكونات العرقية والدينية في المنطقة، بل ضد إرهابيي داعش و”ي ب ك/بي كا كا”.

وأعرب أكار لجيفري عن انزعاج تركيا من لقاءات مسؤولين أمريكيين مدنيين وعسكريين رفيعي المستوى مع قياديي (المنظمة الإرهابية “ي ب ك/ بي كا كا” في سوريا).

وأشار البيان إلى أن الوفدين العسكريين لتركيا والولايات المتحدة اتفقا على مواصلة الأعمال المشتركة في مقر الوزارة بأنقرة اعتبارا من الثلاثاء حيال إقامة منطقة آمنة في سوريا.

ماكينزي في كوباني

وبالتزامن مع وصول جيمس جيفري إلى أنقرة ولقائه بالمسؤولين العسكريين والأتراك زار وفد من القيادة المركزية الأمريكية، شمال سوريا، أمس الاثنين، والتقى مع قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من التحالف الدولي، مظلوم عبدي، قرب مدينة عين العرب/كوباني شمالي حلب.

وبحث الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية بالجيش الأمريكي، مع قائد “قسد” مظلوم عبدي، عددا من القضايا.

وقال مصطفى بالي، مدير المركز الإعلامي لقوات “قسد”، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، إن اللقاء مع ماكينزي، تمحور حول الوضع الأمني على الحدود المشتركة بين سوريا وتركيا، والتنسيق والعمل المشترك، والخطط المستقبلية مع التحالف الدولي، إلى جانب مناقشة وضع مخيمات عوائل ومعتقلي تنظيم “داعش” لدى “قسد”.

وأضاف بالي، أن وجهات نظر قيادة الوحدات الكردية التي تقود “قسد” مع الشركاء في التحالف الدولي متطابقة إلى حد كبير.

تطورات ميدانية

وبدأ الطرفان ببعث رسائل عسكرية بالتزامن من اللقاءات السياسية، حيث أصيب ستة أشخاص جراء سقوط قذيفتين على ولاية شانلي أورفا جنوب شرق تركيا، مساء الاثنين، أطلقتا من الجانب السوري.

وفي التفاصيل، سقطت إحدى القذيفتين فوق سطح أحد المنازل في حي “تورغت أوزال” في الولاية، ما أدى لتعرض صاحب المنزل لإصابة بالغة وتم نقله لمستشفى كلية الطب بجامعة حرن وهو بحالة حرجة.

وقالت مصادر مطلعة في ولاية شانلي أورفا؛ “يوجد طفل من بين المصابين، وجميهم نقلوا للمستشفى”.

بدوره، رد الجيش التركي، على القصف باستهداف نقطة عسكرية للوحدات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي “ب ي د” بمنطقة رأس العين شمالي الحسكة.

وذكرت مصادر إعلامية محلية، أن القصف التركي استهدف نقطة عسكرية تابعة للوحدات الكردية شرقي مدينة رأس العين، مشيرة إلى أن الوحدات أخلت بعدها عدة نقاط بمحيط المدينة خوفا من استهدافها.

منطقة آمنة
والتطورات الحالية، تأتي وسط مطالب من أنقرة لإقامة منطقة آمنة شمالي شرقي سوريا، وبالتالي إزاحة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي تقودها الوحدات الكردية، من الشريط الحدود السوري المتاخم لتركيا.

وتستمر التأكيدات التركية الرسمية على ضرورة إنشاء المنطقة الآمنة على حدودها الجنوبية مع سوريا، متوعدين بشن عملية عسكرية واسعة النطاق في المنطقة في حال فشل التوصل لهذه التسوية.

وفي الصدد؛ هدد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، بشن عملية عسكرية شرق الفرات شمال شرقي سوريا، إذا لم يتم إنشاء المنطقة الآمنة كما هو مخطط لها، وإذا استمرت التهديدات تجاه تركيا.

وقال أوغلو؛ إن تركيا أجرت محادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إنشاء منطقة آمنة عبر حدودها في شمال شرقي سوريا، حيث تدعم واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية، التي تصنفها تركيا منظمة إرهابية.

وعن المنطقة الآمنة، صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد الماضي، أنه يجب أن تصل المنطقة الآمنة لعمق ٣٠ إلى ٤٠ كم داخل الأراضي السورية انطلاقا من الحدود التركية.

وأضاف؛ “هدفنا الحالي هو تطهير تلك المنطقة من الإرهاب بأسرع وقت من أجل تسليمها لأصحابها وسنعقد اجتماعا حول تنسيق انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، يناقشون فيها سبل إنشاء منطقة آمنة وأبعادها في سوريا”.

حشود عسكرية

وبالتزامن مع هذه اللقاءات السياسية، والرسائل العسكرية، تواصل القوات المسلحة التركية إرسال التعزيزات العسكرية إلى الحدود الجنوبية لتركيا مع سوريا، لاسيما المنطقة المقابلة لمدينتي “منبج وتل أبيض”، بالتزامن مع تصاعد التهديدات التركية والحديث عن قرب البدء بعملية عسكرية هناك.

وقالت مصادر، أول أمس الأحد؛ إن الجيش التركي أرسل تعزيزات عسكرية إلى قضاء “أقجة قلعة” في ولاية شانلي أورفا التركية، تمهيدا لنقلها إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا.

ولفتت إلى أن التعزيزات تتضمن شاحنات محملة بالمدافع والدبابات والذخيرة، ووصلت “أقجة قلعة” بعد خروجها من قيادة لواء المدرعات العشرين في شانلي أورفا، مشيرة إلى أن التعزيزات تسلمتها قيادة فوج الحدود الثالثة في “أقجة قلعة” قبل نشرها على الوحدات المنتشرة على الحدود مع سوريا.

ونشر الجيش التركي مؤخرا أكثر من خمسين دبابة داخل منطقة “أقجة قلعة”، في رسالة تركية واضحة أن عدم التوصل لاتفاق مع واشنطن بخصوص المنطقة الآمنة، سيكون الخيار العسكري هو البديل.

وكان مظلوم كوباني -وهو قيادي بالوحدات الكردية وقائد لقوات “قسد”- توعد تركيا بتحويل كل الشريط الحدودي معها إلى ساحة معركة، في حال شنت عملية عسكرية على أي منطقة شرقي الفرات.

بدورها، تواصل قوات “قسد” حفر الأنفاق وتحصين مواقعها على الشريطة الحدودي مع تركيا، وخاصة في منطقة تل أبيض السورية بريف الرقة، تحضيرا للمواجهة العسكرية المرتقبة مع تركيا التي تدعم الجيش السوري الوطني.

وتعتبر أنقرة الوحدات الكردية منظمة إرهابية لعلاقتها بحزب العمال الكردستاني الموضوع على لوائح الإرهاب العالمية، وتطالب واشنطن بوقف دعمها بحجة محاربة “داعش” وإبعادها عن حدودها مع سوريا.

المصدر: بلدي نيوز

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.