هذا حال السوريين اليوم في إسطنبول

20 يوليو 2019آخر تحديث :
الشرطة التركية
الشرطة التركية

تركيا بالعربي

إندبندنت بنسختها التركية: هذا حال السوريين اليوم في إسطنبول

تشهد مدينة إسطنبول هذه الأيام حملة تفتيش واسعة، تطال السوريين بشكل غير معهود، وتهدد بترحيل كل من لا يملك منهم قيداً في إسطنبول، سواءٌ إلى الولايات الأخرى أو إلى مدينتي إدلب وعفرين السوريتين.

صحيفة “اندبندنت” البريطانية بنسختها التركية، تواصلت مع بعض اللاجئين السوريين، الذين نقلوا لها معاناتهم في ظل الحملة الأخيرة، وترجمها موقع “الجسر ترك” عن الصحيفة.

محمد خليلي (اسم مستعار) هو شاب سوري، اضطرته ظروف الحرب عام 2011 للتخلي عن منزله الكائن في حي صلاح الدين بمدينة حلب واللجوء إلى تركيا، حيث أقام لفترة في مركز للإيواء بعد تقدمه بطلب اللجوء المؤقت في ولاية هاتاي (جنوب).

انتقل محمد بعد مدة للعيش في إسطنبول أملاً بتحسين ظروفه المعيشية، حيث عمل في ورشة لصناعة “الثريات” بقضاء غازي عثمان باشا لقاء مبلغ 70 ليرة تركية في اليوم الواحد.

“أجلس حبيسَ منزلي اليوم خشية مصادفة دورية للشرطة، فما من معيلٍ لعائلتي سواي فيما إذا قاموا بترحيلي”، يقول محمد للصحيفة، وهو أب لطفلين التحق أحدهما حديثاً بإحدى المدارس، فيما رُزقَ بالآخر في تركيا.

حال محمد هو حال عشرات آلاف السوريين اليوم وفقاً لما أضافه سوري آخر، وتابع مشيراً إلى أنه بات يخشى بدوره الخروج من المنزل خوفاً من ألا يتمكن من العودة إلى عائلته مرة أخرى.

وأردف قائلاً: “في السابق لم نعتد أن تطلب الشرطة من النساء إبراز بطاقات الحماية المؤقتة خاصتهن، أما اليوم فقد باتوا يطلبونها، نعيش هنا منذ سنوات، منزلنا في سوريا مهدّم ولا نستطيع العودة الآن، نحن حقاً لا نعلم ما الذي سنفعله، أصبحنا في وضع نخشى فيه حتى الخروج إلى الشارع”.

لم تقتصر الحملة الأخيرة على تفتيش الـ “كمليك” فحسب، بل طالت من يعمل من السوريين وسواهم من الأجانب بشكل غير مسجّل دون استخراجهم التصاريح اللازمة أو ما يُعرف باسم “إذن العمل”، وهو ما يعرّض أرباب العمل الأتراك أيضاً لخطر فرض الغرامات المالية بحقهم، ما دفع الكثير منهم للاستغناء عن العمال السوريين.

“اذهب واحصل على إذن عمل، ولا ترجع مرة أخرى إن لم تستطع”، كان هذا آخر ما قاله مالك إحدى ورشات النسيج للسوري “ه – ا” خوفاً من أن يقع في ورطة إذا ما شملت ورشته إحدى حملات التفتيش.

يضيف “ه – ا” للصحيفة قائلاً: “لقد أصبحت عاطلاً عن العمل دون سابق إنذار، فإسطنبول مغلقة أمام السوريين، وبالتالي يستحيل عليّ استخراج إذن عمل فيها”.

بدوره أشار المحامي التركي وعضو مجلس إدارة الجمعية الدولية لحقوق اللاجئين “إبراهيم ارغين” في حديثه للصحيفة، إلى أن الأيام الأخيرة شهدت ترحيل العديد من السوريين إلى مدينتي إدلب وعفرين بالرغم من امتلاكهم “كملك” مسجّل في ولايات أخرى خارج إسطنبول، علماً بأن التعليمات تنص على إعادتهم إلى ولاياتهم فحسب، وتقصر الترحيل على من لا يمتلك منهم سجلّاً حتى الآن في أية ولاية تركية.

ويرى المحامي التركي أن ترحيل السوريين بهذه الطريقة أشبه بدفعهم إما للانخراط بالقتال عنوةً أو انتظار الموت، مشيراً إلى أن معظمهم لا يملك اليوم منزلاً في بلاده.

هذا وختم إرغين حديثه بالإشارة إلى أن التساهل مع السوريين طوال السنين الماضية شجّع الكثير منهم لتأسيس حياة جديدة في إسطنبول، مضيفاً أن الحملة المشددة انتزعت منهم هذه الحياة.

مصدر الخبر : صحيفة “اندبندنت” البريطانية بنسختها التركية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.