مستقبل اللاجئين السوريين في تركيا

20 يوليو 2019آخر تحديث :
السوريين في تركيا
السوريين في تركيا

تركيا بالعربي

بعنوان “ما مستقبل اللاجئين السوريين في تركيا؟” كتب ياسين يورداكول، صحفي مقيم في اسطنبول، في صحيفة نيويورك تايمز عن موجة عنصرية ضد السوريين في تلك البلاد.

يرى عدد متزايد من الأتراك في مناطق تعاني من ضغوط اجتماعية واقتصادية، أن اللاجئين ينافسونهم على وظائفهم، وأن الحكومة تمنحهم مزايا إضافية والتقى يورداكوال بعدد من السوريين المقيمين في تركيا، وبعض خبراء الاجتماع.

ومن هؤلاء كان وليد زيدان، سوري يعمل طباخاً في بازار مالطا المزدحم في منطقة الفاتح القريبة من القرن الذهبي في إسطنبول.

وتبين أن زيدان، الذي كان يدير مطعماً في ضاحية الغوطة الشرقية في دمشق، فقد بيته ومطعمه في قصف نفذه الجيش السوري. وبعدما نجا زيدان من هجوم بغاز السارين على الغوطة الشرقية في أغسطس (آب) 2013، لجأ إلى تركيا.

ويأمل زيدان بأن يواصل حياته وعمله في إسطنبول. ويتحدث أطفاله الثلاثة اليوم التركية، ويدرسون في مدرسة محلية، وقال “ما عادوا يتذكرون شيئاً عن سوريا”.

ويلفت كاتب المقال لوجود قرابة 3.6 ملايين سوري في تركيا، ويعيش حوالي 100 ألف منهم في مخيمات قريبة من الحدود التركية – السورية، فيما يقيم معظمهم في مدن وبلدات. ويعيش حوالي نصف مليون سوري في إسطنبول.

منافسة ومزايا

ولكن كما يلفت الكاتب، يواجه الاقتصاد التركي حالة ركود، وبلغت نسبة البطالة 13%. ويرى عدد متزايد من الأتراك في مناطق تعاني من ضغوط اجتماعية واقتصادية، أن اللاجئين ينافسونهم على وظائفهم، وأن الحكومة تمنحهم مزايا إضافية.

وكشفت دراسة أجرتها جامعة هاس قادر في إسطنبول أن 67,7% من المشاركين كانوا “غير راضين عن وجود اللاجئين السوريين” في تركيا.

ويرى الكاتب أن السخط يتحول أحياناً إلى عنف. فقد حطم، في يونيو(حزيران)، مجموعة من الشباب الأتراك واجهات محال سورية، بعدما انتشرت شائعات بأن لاجئاً سورياً تحرش بفتاة تركية في إسطنبول.

وانتشرت هاشتاغات معادية للسوريين مثل: “لا أريد السوريين في بلدي” وأعيد تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما دعا آخرون للتعاطف والتضامن مع اللاجئين.

ضرر بالغ

إلى ذلك، أوقفت الحكومة التركية، في الأسبوع الماضي، تسجيل مزيد من اللاجئين السوريين في إسطنبول، من أجل التصدي لمشكلة الهجرة غير النظامية في المدينة.

وقال أكرم إمام أوغلو، في لقاء تلفزيوني بعد انتخابه رئيساً لبلدية إسطنبول إن “اللجوء قضية بالغة الضرر في بعض الأحياء”. ويعتقد عدد من الأتراك أن مسألة اللجوء لعبت دوراً هاماً في مساعدة إمام أوغلو على الفوز في انتخابات إسطنبول.

وانتقد حزب الشعب الجمهوري، الذي ينتمي له إمام أوغلو، مراراً سياسة الرئيس التركي رجب طيب بشأن سوريا، وزعم أن اللاجئين السوريين يشكلون عبئاً على البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية، ويجب أن يعودوا إلى وطنهم.

إلي ذلك بدأ أردوغان وحزبه AKP في الاستجابة لاستياء متصاعد ضد اللاجئين. ولذا قال أردوغان، في الأسبوع الماضي، إن جميع من تورطوا في أنشطة إجرامية سوف يرحلون، وأن اللاجئين مطالبين بدفع جزء من تكلفة رعايتهم الصحية.

تماسك اجتماعي

ويستبعد الكاتب احتمال عودة أكثر من ثلاثة مليون لاجئ من تركيا إلى سوريا في المستقبل المنظور. وخلال السنوات السبع الأخيرة، تمت معالجة معظم شؤون اللاجئين السوريين من قبل الحكومة التركية، ولكن تخطيطاً طويل الأمد يتطلب مشاركة بلديات مدن وبلدات تركية في عملية بناء تماسك اجتماعي. ولن يتحقق ذلك ما لم تتعامل سلطات بلدية والحكومة التركية مع هذه القضية من منطلق لا حزبي، مع التخطيط سوياً للمستقبل.

ويرى الكاتب أن إسطنبول، أكبر المدن التركية وأهمها، تحتاج لأن تكون قدوة لآخرين. وفيما يريد رئيس بلدية اسطنبول الجديد، كحزبه، عودة السوريين إلى وطنهم، تعهد بمساعدة اللاجئين، وخاصة النساء والأطفال.

ولم يطرح إمام أوغلو بعد خطة مفصلة، ولكنه تعهد بإنشاء وحدة لتنسيق الجهود المتعلقة باللاجئين، وتحدث عن معالجة مشكلة التسول في الشوارع، ومزاعم زواج القصر لدى اللاجئين.

تحديات الهجرة

ويشير الكاتب لتعلم معظم السوريين اللغة التركية، ويقول بأنه فيما ينبغي على رئيس بلدية إسطنبول الاستماع لشكاوى الأتراك، يفترض به دعوة اللاجئين لإبداء آرائهم بشأن معالجة تحديات الهجرة. ومن شأن هذا أن يساعد البلدية على إنشاء مشاريع أكثر ملاءمة، بدءاً من دورات تدريب مهني لخدمات الدعم النفسي.

كما يرى الكاتب أن اللاجئين سيتأقلمون مع نمط الحياة التركية بسلاسة أكبر، إذا ما شعروا بأنهم أصحاب مصالح، عوضاً عن أن يكونوا غرباء وتابعين.

ويضاف إليه، حسب الكاتب، تعكس مدينة إسطنبول توترات وخيارات صعبة منتظرة في تركيا. وإن الإخفاق في التحرك الآن يهدد بتهميش مجتمع اللاجئين وتعميق شكاوى المجتمع المضيف.

المقال يعبر فقط عن رأي كاتبه

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.