انشقاق 300 عنصر من قوات النظام السوري

16 يوليو 2019آخر تحديث :
بشار الأسد بين جنوده
بشار الأسد بين جنوده

تركيا بالعربي

انشقاق 300 عنصر عن نظام الأسد مؤخراً .. التوزع والأسباب

ارتفعت وتيرة الانشقاقات مؤخراً عن نظام الأسد في عدة محافظات سورية لأسباب متعددة ومتنوعة، فمنها ما يتعلق بمعارك الشمال السوري، وأخرى بخصوص انقطاع الدعم المادي عنهم، إضافة لسوء المعاملة وانتشار المحسوبيات في جيش النظام.

وأحصت وحدة الرصد في “نداء سوريا” انشقاق أكثر من 300 عنصر عن النظام السوري خلال شهرين في كل من مناطق ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، ومحافظات ريف دمشق والسويداء ودرعا ودير الزور والرقة وحمص، وكان السبب الأشمل لتلك الانشقاقات هو رفض القتال إلى جانب الميليشيات الروسية في معارك حماة.

وفي درعا وحدها بلغ عدد العناصر المنشقين عن النظام 120 عنصراً، 25 منهم في بلدة “نصيب “، و 20 في “الكرك” ، و 20 بمنطقة “حوض اليرموك” غرب درعا، و 20 في “النعيمة”، و 15 في “طفس”، و 14 بـ “نوى”، و 5 عناصر آخرين بـ “خربة غزالة”.

وأشار “أبو محمود الحوراني” المتحدث باسم تجمع أحرار حوران في تصريح خاص لـ “نداء سوريا” إلى أن درعا شهدت بالفترة الأخيرة انشقاقات عديدة من أبناء بلدات وقرى المنطقة عن نظام الأسد توزعت في مناطق متفرقة، بالتزامن مع وجود العديد من الحالات الفردية، موضحاً أن بعض الشباب لم يذهب أصلاً إلى الخدمة العسكرية، فيما قام آخرون بالبقاء في منازلهم أثناء مجيئهم إليها كـ “إجازة”.

وفي ريف دمشق انشق عشرات العناصر من نظام الأسد عنه وذلك بسبب رفضهم الذهاب إلى مناطق ريف حماة الشمالي لقتال الفصائل الثورية بعد أن قُتل وأُسر العديد من أبناء المنطقة في تلك المعركة، حيث أكدت مصادر محلية انشقاق 50 عنصراً في مدينة “النبك” بريف دمشق، وذهاب معظمهم إلى دول الجوار خوفاً من الاعتقال.

وأما في محافظة السويداء جنوب سوريا بلغ عدد المنشقين عن جيش الأسد 30 عنصراً لأسباب مختلفة، فنصف العدد فضّل الانشقاق بعد تلقيهم بلاغاً بالذهاب إلى درعا، حيث اعتبروا ذلك “عنصرية” بحقهم، وخاصة أن الأمر يستهدف أبناء المحافظة بشكل خاص عن دون باقي المناطق، كما وضعوا شروطاً للعودة وهي إيقاف المعاملة العنصرية والفساد والمحسوبيات في الجيش.

فيما كانت أسباب انشقاق النص الآخر من العناصر هي انقطاع رواتبهم منذ 6 أشهر، إضافة إلى المعاملة العنصرية والتفرقة أيضاً داخل القطع العسكرية، حيث نقلت مصادر محلية عن أحد المنشقين قوله :” انقطعت الرواتب منذ 6 أشهر ومعظمنا معيل لأطفال ونساء، انشققنا لنؤمن لقمة عيشهم ونعيش حياة كريمة”.

وانشق أكثر من 40 عنصراً أثناء المعارك في ريف حماة الشمالي، حيث دخلوا إلى مناطق الشمال السوري الخاضعة لسيطرة الفصائل الثورية بعد التنسيق بين الطرفين، وذلك بسبب رفضهم قتال الثوار، وتعمد الميليشيات المرتبطة بروسيا زجهم في الخطوط الأمامية بهدف التخلص منهم.

ونوه المتحدث الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير “ناجي مصطفى” في تصريح سابق لـ”نداء سوريا” إلى انشقاق أعداد جيدة من عناصر الميليشيات المرتبطة بروسيا المشاركين ضمن الحملة العسكرية على مناطق الشمال السوري، وذلك بعد تنسيقهم مع فصائل معركة “الفتح المبين”، كما أنه تحفظ عن ذكر أسماء العناصر حفاظاً على حياة ذويهم القاطنين في المناطق الموالية.

وقبل أيام أكد مصدر محلي في ريف حمص الشمالي لـ”نداء سوريا” أن ما لا يقل عن 5 من عناصر “المصالحات” المشاركين في معارك شمال حماة قاموا بتزوير إجازات والذهاب إلى منازلهم في الريف ؛ استعداداً للسفر إلى لبنان، مضيفاً أنهم متوزعون على منطقتي “غرناطة” المعروفة باسم “الغجر”، و”الفرحانية” ، حيث دفعوا مبالغ مالية قدرها 400 دولار أمريكي للشخص الواحد بغية الوصول إلى الأراضي اللبنانية بأسرع وقت.

وقد هربت عدة مجموعات تابعة لنظام الأسد في محافظة الرقة إلى مناطق ميليشيات الحماية وتركيا بعد استدعائهم للذهاب إلى معارك ريف حماة الشمالي ضد الفصائل الثورية، حيث أكدت مصادر خاصة لـ”نداء سوريا” أن المجموعات تابعة للمدعو “تركي البوحمد” متزعم ميليشيا “جيش العشائر”، موضحة أن الانشقاقات تمت في منطقتي “معدان” و “زور شمر” بريف المحافظة.

وانفض قبل يومين عدد من عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني” التابعة لنظام الأسد عنها في مدينة “الميادين” بريف دير الزور، بسبب انقطاع الرواتب عنهم منذ فترات طويلة.

وأصدر المجلس الإسلامي مؤخراً فتوى حرم فيها انضمام الشبان إلى الميليشيات الروسية وغيرها ممن تساند نظام الأسد، حيث جاء فيه :” إن إجرام النظام وتمكينه للأعداء على احتلال البلاد والعبث بدين الناس وهويتهم لم يعد خافياً، والواجب تجاهه هو مقاومته و مدافعته بكل وسيلة مشروعة، وأما إعانته بأي طريقة من الطرق فهي مشاركة بجرائمه وموالاة له”،كما أكد على ضرورة تجنب التجنيد في صفوفه ولو بالاختفاء أو الانتقال من بلدة إلى أخرى أو التوجه إلى المناطق المحررة، داعياً من وقع في يد النظام وأجبر على الخدمة العسكرية إلى الابتعاد عن القتال في صفه و المشاركة في أي من أعماله.

يذكر أنه وإلى جانب حالات الانشقاق، فقد شهد جيش نظام الأسد مؤخراً حالة تمرد من قِبل مئات العناصر، حيث طالبوا بشكل جماعي بالتسرح من خدمة آل الأسد، وذلك من خلال إطلاق حملة أسموها “بدنا نتسرح”، أعربوا فيها عن استيائهم من الخدمة العسكرية منذ 8 سنوات متواصلة، إلا أن الأمر لم يلقَ آذاناً صاغية من قِبل النظام، ما ينذر بحملات تمرد أكثر شدة خلال الأيام القادمة.

نداء سوريا

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.