تركيا بالعربي
يسابق مناصرو نظام الأسد وشبيحته اللاجئينَ السوريين الهاربين إلى منافيهم إما للهروب والتعمية على ممارساتهم غير الإنسانية، أو لاقتناص مكاسب أو لتنفيذ مهام تشبيحية وخصوصاً أن بعضهم
وُلد ونشأ في هذه البيئة الانتهازية وتحقق لهم ما لم يتحقق للكثيرين ممن يتفوقون عليهم موهبة ومؤهلات ثقافية وعلمية، ومن هؤلاء الصحفي “إياد الحسين” الذي عمل مراسلاً لقناة “الإخبارية”.
ويصف ناشطون “الحسين” بموثق عمليات التشبيح والذبح التي قام بها جيش النظام قبل أن يصبح مراسلاً لقناة “روسيا اليوم” في برلين، ونشرت صور عدة لحسين وهو يرتدي في بعض منها الزي
العسكري في مناطق عدة كـ”القصب” و”تل أعور” و”المسطومة” و”فريكة” و”السكرية” و”تدمر”، و”عالية” و”وربيعة” و”كسب” و”كفر دلبة” و”النوبة”، ومشفى “جسر الشغور” و”سلمى” و”القساطل”.
ودأب الصحفي الذي ينحدر من ريف اللاذقية على استخدام لغة عنصرية طائفية في الدعوة للاستمرار في العنف والقتل في العديد من منشوراته، ومنها منشور الذي يخاطب فيه جيش النظام ويقول
فيه “أغمدوا أسلحتكم في أفئدتهم –الجيش السوري لكم كل الحب”.
وتداول ناشطون منشوراً للصحفي المذكور وهو يسخر من كلام الرئيس الأمريكي الذي طالب رأس النظام لسوري بالكف عن التهور وعدم مهاجمة إدلب مع الروس والإيرانيين، وقال الصحفي الشبيح
على صفحته في “فيسبوك” بنبرة تشبيحية: “تكرم راح نهاجمها بهدوء على أنغام الديكيدح ديكيدح دبكة وزمر وطبل”.
وتداول ناشطون مقاطع فيديو لـ”الحسين”، وهو يطأ بقدمه على جثث مقاتلين من الفصائل المعارضة ومن عناصر تنظيم “الدولة” في تدمر ومنطقة “كنسبا” بريف اللاذقية.
وبات “الحسين” (37 عاماً) في فترة زمنية قصيرة واحداً من أكثر ناشطي النظام متابعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأسلوبه الذي يميل للشتائم والمبالغات اللفظية التشبيحية في مديحه لجيش
النظام والميليشيات الحليفة معه، ما حقق له انتشاراً واسعاً بين الموالين، قبل أن ينخرط في صفوف قوات النظام كمراسل حربي عام 2014.
وأشار الناشط “خالد بهاء الدين” إلى أن “الحسين” كان ذا حظوة لدى جيش الأسد وبالذات “مليشيا صقور الصحراء” وكان من أوائل الإعلاميين الذين يدخلون المناطق بعد السيطرة عليها” ودأب–كما
يقول المصدر- على مرافقة جيش النظام في أغلب معاركه وبأغلب المناطق السورية ومرافقة “سهيل الحسن” الملقب بـ”النمر” والميليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانب قوات النظام.
وأضاف محدثنا أن أخبار المذكور غابت عن الإعلام منذ سنة ليتضح أنه موجود في ألمانيا حيث يعمل مراسلا لـ”روسيا اليوم”… وبعد معرفة الناشطين بالأمر، اعترف عبر صفحته بوظيفته الجديدة،
ناشرا صورة له وهو بمقر القناة هناك….
وعُرف “الحسين” بولائه لروسيا ومواقفها المؤيدة للاحتلال الروسي، وقال في منشور له على صفحته العام الماضي 2018 إنه “لولا تدخل موسكو لكان مؤيدو النظام يقبعون في معسكرات اللاجئين،
مستنكراً عل الموالين حنقهم على روسيا ومطالبتهم إياها بقصف إسرائيل رداً على إسقاط طائرة عسكرية روسية ومصرع جميع طاقمها (14 شخصاً)، بعد إسقاطها بصاروخ تابع للنظام بطريق
الخطأ”. واعتبر محدثنا أن تعيين “الحسين” في مكتب القناة المعروفة بتأييدها للنظام جاء كتكريم له على عمله السابق مع النظام وتحسين صورة المحتل الروسي وتشويه صورة اللاجئين وإيصال
صورة لأقرانه الإعلاميين بأنهم غير منسيين وستتم مكافأتهم.
وكانت صحيفة “بيلد” الألمانية واسعة الانتشار اتهمت في تقرير لها، سلطات بلادها بتجاهل بلاغات قُدمت حول احتمال وجود مجرمي حرب بين المتقدمين بطلبات لجوء.
واستندت الصحيفة في تقريرها إلى رد وزارة الداخلية الألمانية على طلب إحاطة تقدم به برلمانيون من “الحزب الديمقراطي الحر”، والذي أشار إلى أن “الهيئة الألمانية لشؤون الهجرة واللاجئين”
أحالت إلى الادعاء العام نحو 5000 بلاغ بين عام 2014 ومطلع عام 2019 بوجود أفعال يجرمها القانون الدولي، إلى جانب نحو ألفي بلاغ من جهات أخرى.
ولفت تقرير الصحيفة إلى أن الادعاء لم يحقق سوى بـ 129 حالة من هذه البلاغات، وفي ذروة تدفق اللاجئين بين عامي 2015 و2016 قُدم نحو 3800 بلاغ ضد مرتكبي هذه الجر ائم، لم يحقق القضاء سوى في 28 بلاغًا منها.
فارس الرفاعي – زمان الوصل.
