الشيخ العظيم “محمد سعيد الأرطاني” وعصره الذي عاش فيه.

27 يونيو 2019آخر تحديث :
الشيخ العظيم “محمد سعيد الأرطاني” وعصره الذي عاش فيه.

تركيا بالعربي

الشيخ العظيم “محمد سعيد الأرطاني” وعصره الذي عاش فيه.

إعلان

هو محمد بن حجي مصطفى رحمة الله عليه، ولد في عام ١٨٩٦م، بقرية الأرطان في أديامان التركية، وهو كردي أمه عائشة و أبوه حجي مصطفى أفندي ظهرت علامات النجابة عليه صغيراً، فدرس علم الصرف والنحو والبلاغة على يد أبيه، وحفظ القران كاملاً في صغره، وتميز بقوة الحفظ وطلاقة اللسان وقد تزوج بغنيمة التي هي ابنة مدرس حجي عمر أفندي وأنجبت منه.

إعلان

قام الشيخ الأرطاني برحلات متعددة في سبيل نيل العلم فارتحل إلى سوريا، وفلسطين والأردن و المملكة العربية السعودية، والتقى في رحلاته كثيرا من العلماء و ناقش معهم مواضيع و علوم متعددة، وأخذ منهم العلوم الإسلامية لاسيما من الشيخ خالد النوراني و أخذ عنه الإجازة العلمية و التصوية ثم انتسب إلى الطريقة النقشبندية الخالدية ، تعلم كثيرا من اللغات العالمية ومنها اللغة التركية و العربية و الكردية و الفرنسية و الفارسية و الألمانية و الروسية، وبعد مدة من الزمن، نهل خلالها من ينابيع المعرفة المختلفة، ألف بعض الكتب في العلوم الاسلامية.

إعلان

بعد إتمام دراسته العليا في “قراجاداغ ” أصبح مَعْلَما ومرشدا وواعظا ومدرسا في قريته الأرطان، و له كثير من الأتباع الذين جعلوه قائدا و أسوة في حياتهم الريفية، ووجدت عند تلميذه منسوخات قديمة خَطَّها بيده.

إعلان

عرف عنه قوة العقيدة، وكان عاطفياً، رحيماً بكل من حوله. حيث يلقب عند أتباعه باسم “باويكو” يطلق على هذه الكلمة وتعني أبونا.

إعلان

ولفتت موهبته العلمية و التصوفية شيخه الشيخ خالد النوراني بعض الأحيان قد قام بدروس التفسير مع سيده مهاجر حجي محمد أفندي ظل الشيخ محمد سعيد الأرطاني طوال إقامته في أديامان متابعا للثقافة العربية الإسلامية و الشعراء العرب والعلماء العرب

إعلان

كان إمام المسجد في قريته الأرطان و واعظا طول حياته وكانت أعظم خصلة فيه تمكنه من العلوم الإسلامية عاش في فترة بعد سقوط الدولة العالية العثمانية لكن بالرغم من الموانع بيد الحكومية همش على بعض الكتب بهوامش مهمة في ظروف غير يسيرة فسر بعض الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية و علق على بعض الكتب المتعلقة بالدين .

إعلان

وهو الذي أصبح مشهورا في طاعته لله عز و جل و إتباعه للسنة النبوية، وقد تخلق بخلق النبي صلى الله عليه وسلم وعقيدة أهل السنة والجماعة، مذهبه الحنفية ومن كراماته أنه كان يعلم بحضور مسافريه قبل حضورهم و لأي شيء حيث صار ذو حكمة ،ذهب في السنة ١٩٦٨ م إلى مكة لأداء الحج.

إعلان

وكان نطقه و لسانه سلس ورشيق وجلي ومؤثر حيث يتلفظ بألفاظ جميلة و حقيقية وعاش في قريته عيشة صعبة لأن عائلته لم تكن غنية فعلى ذلك انشغل أحيانا بأمور دنيوية و غالبا بأوامر أخروية ودينية ليس لديه حقد و غضب أبدا وهو ذو وقار و حليم، دافع شريعة الله من الرغم أن يعيش في فترة علمانية وفيها منع الأذان و التعليم القرآني و استعمال اللغة العربية في كتابات العلماء في بداية إعلان جمهورية التركية تعرض لكل ظلم و ضغط من جانب الموظفين لكن كما قال الله تعالى ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، على سبيل المثال ذهب في سنة ١٩٢٥م إلى أديامان ليستشير بعض الأحكام مع مفتي أديامان هو حجي محمود أفندي خرج في السنة ١٩٢٥ م عمامته و ارتدى بدلا منها القبعة بضغط الحكومة وقبل ارتداء القبعة استفتى من مفتي أديامان هو حجي محمود أفندي الشهير بالقَرَه مُلّا هل يسمح لي أن أرتدي القبعة وأفتي عليه المفتي قائلا له عليك الان أن تعيش بسبب إرشاد الناس لأنهم محتاجون لإرشادك و وعظك قم وارتد القبعة فارتدى الشيخ محمد سعيد بعد توجيه المفتي، كانوا يلجؤون إليه الناس بدون حيلة وكانوا يسألون عنه وهو يجيبهم. بدأ التحقير و التعذيب والمنع و الظلم بعد إعلان الحكومة العلمانية. فيما بعد اضطر إلى كل تحقير و تحجير و منع ابتداء حياته على سبيل المثال قامت الحكومة بمنع قراءة الأذان باللغة التركية و منعت رفعه بالعربية. يشير كل شواهد إلى عصره. من المؤسف أن مؤلفات الشيخ سعيد ليست مطبوعة، بناء عليه بقيت أفكاره و أقواله في معلقاته فقط التي كتبها، وهوعلى قيد الحياة.

ومن إنتاج الشيخ محمد سعيد تفسير سورة الفاتحة، والمؤمنون، وفاطر، كما فسر أسماء الله الحسنى في بعض السور.

وقد حاول أن يكتب عن أوائل من دونوا الأحاديث الشريفة في معلقاته، كما كتب في علم الحديث و أقسام الحديث، وقيد على كتاباته حياة أئمة الحديث.

وفي علم التجويد علق وشرح قواعد التجويد.

إعلان

وإذا جئنا إلى اللغة نجد مساهمته بكتاب الأمثلة في اللغة العربية، والتي شرحها بالتركية.

وفي المواعظ والرقائق كتب النصائح المهمة لأتباعه، وشرح بعض الأحاديث الشريفة و أقوال الأولياء و العلماء المسلمين.

كان الشيخ محمد سعيد مريضا في أواخر حياته، يعاني من القصور الكلوي، و مرض البروستات، لينتقل بعد تلك المعانات مع الأمراض إلى جوار ربه جل في علاه في 23 من شهر شباط سنة 1982م رحمه الله عليه رحمة واسعة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.