إنشاء الفرع “108” في سوريا .. بماذا أمرت روسيا بشار الأسد؟

24 يونيو 2019آخر تحديث :
بوتين بشار الأسد
بوتين بشار الأسد

تركيا بالعربي

كشفت وثائق مسربة عن إنشاء فرع أمني جديد يتبع لأجهزة مخابرات الأسد، ويحمل هذا الفرع رقم /108/ ويتبع مباشرة لإدارة أمن الدولة، ويتكفّل هذا الفرع بحماية المنشآت الحيوية في سوريا والتي من شأنها أن تُضعف نظام أسد بحال تمّت السيطرة عليها من قبل آخرين.

إعلان

مهام الفرع

إعلان

وأوضحت الوثائق التي تم تسريبها أن هذا الفرع تم إقرار إنشائه أواسط شهر نيسان الماضي، والغاية منه وضع كافة المنشآت الحيوية كالسفارات والمطارات والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والمصارف تحت وصاية هذا الفرع من أجل تأمين حمايته، ومنع السيطرة عليه من قبل جهات أخرى خوفاً من أي انقلابٍ على السلطة.

إعلان

ووفق الوثيقة، يرأس هذا الفرع العميد غانم جمعة ونائب الفرع هو العميد زياد نجم، وكلاهما كان يخدم ضمن أقسام وأفرع وزارة الداخلية، بينما ينقسم الفرع 108 إلى تسعة أقسام أهمها قسم أمن البعثات الدبلوماسية، وأقسام أمن المنشآت العلمية وأمن الإدارات وأمن البنوك والمصارف.

إعلان

إنشاؤه بأمر روسي

إعلان

وعن أسباب إنشائه، يقول المحامي المختص بمحاكم أمن الدولة “وليد حمادي” لأورينت نت، “حسب المعلومات المسرّبة والتي تُصدّقها الوقائع والدلائل على الأرض، فإن سبب إحداث هذا الفرع جاء بأمر روسيّ لبشار الأسد شخصياً عبر إدارة المخابرات العامة لإنشاء هذا الفرع، وذلك لضمان حماية نظام الأسد من السقوط أو الانقلاب عليه”.

إعلان

وأضاف حمادي، “روسيا تريد فرض بقاء بشار الأسد طالما لديها مصالح معه ولم تحصل عليها بعد، وكذلك تريد حمايته ومنع سقوطه دون أمر منها، ولذلك تعمل على منع أي مساس به أو بنظامه حالياً، وهذا الفرع هو من صلب سياسة روسيا في الحفاظ عليه، ومن ثم السيطرة على كل منشآت سوريا برمشة عين بحال قررت الاستغناء عن الأسد”.

إعلان

خوفاً من انقلاب حلفاء إيران على الأسد

إعلان

وتابع المحامي حمادي موضحاً باقي أسباب إنشاء فرع المنشآت /108/ بقوله، “روسيا تعيش بحالة صراع ناعم مع إيران في سوريا، ولذلك نجد أن روسيا دعمت ميليشيات خاصة بقيادة العميد سهيل الحسن، وإيران دعمت ميليشيات خاصة بها بالإضافة لقوات الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد شقيق بشار الأسد، وزاد الخلاف بين الدولتين مؤخراً بسبب مصالحهما في سوريا، وتجلّى ذلك باشتباكات عدة بين الميليشيات التابعة للجانبين”.

وحسب حمادي، فإن “روسيا خشيَت على نظام الأسد من السقوط بيد إيران عبر حلفائها مثل ماهر الأسد والضباط المقربين منها والذين غالبيتهم من الطائفة العلوية، وولاؤهم لماهر الأسد أكثر من بشار الأسد، ولذلك أوعزت روسيا للأسد بتسليم الفرع لضباط من خارج الطائفة بالتشارك مع ضباط منها ولكن أكثر ولاء لروسيا ولسهيل الحسن وبشار الأسد بالوقت الحالي”.

وأشار حمادي إلى أن، “إيران تسعى جاهدة لقلب الطاولة على روسيا في سوريا والسيطرة على مقدرات الحكم، وذلك يكون بالسيطرة على المنشآت الحيوية للبلاد، وكانت روسيا قد اختبرت ايران بسحب سيطرتها عن بعض المنشآت الحيوية كمطار حلب الدولي وميناء اللاذقية ولكنها لم تستطع السيطرة عليها، وبقيت تلك المنشآت تحت سيطرة الإيرانيين، ولذلك تخاف روسيا من انقلاب الحكم عليها وسيطرة إيران عليه، فأنشأت هذا الفرع”.

فضّ التنازع بين باقي أجهزة المخابرات

إعلان

تتنازع أجهزة المخابرات التابعة لنظام أسد فيما بينها منذ عدة عقود وذلك بسبب سيطرة كل جهاز منها على جزء من مقدرات البلاد، وكان الخلاف الرئيسي بين جهازيّ المخابرات الجوية والأمن العسكري، وأكثر الأجهزة ابتعاداً عن هذه الخلافات هو أمن الدولة كوْنه الجهاز المخابرات الوحيد المعترف به دولياً.

ولذلك وبحسب المساعد أول المنشقّ عن جهاز المخابرات الجوية وليد أبو العبد، فإن إحداث الفرع الجديد كان لفضّ النزاع وتقاسم السلطة بين أجهزة المخابرات على المنشآت الحيوية في سوريا، ونوّه أبو العبد لأورينت نت أن “جهاز المخابرات الجوية يستولي على أمن المطارات والبعثات والهيئات الدبلوماسية، وجهاز الأمن العسكري يستولي على أمن الوزارات والإدارات والبنوك والمصارف، وهذا سبّب خلافاً كبيراً بين الجهازين بالإضافة لباقي الأفرع”.

وأكمل أبو العبد، “ولهذا السبب عملت روسيا على إنشاء هذا الفرع لفضّ النزاع بين أجهزة المخابرات السورية كافة فيما يخصّ المنشآت الحيوية، لأن أي نظام يسقط فوراً بحال تمت السيطرة على منشآته أو زاد الخلاف فيما بينها، وجعل كل واحدة منها تتبع لجهة استخباراتية وأمنية مختلفة، وبهذا تُحافظ روسيا على بقاء المنشآت الحيوية تحت وصايتها عبر هذا الفرع الذي تُشرف عليها من تحت الطاولة”.

المصدر: أورينت

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.