من هم السوريون الذين توعد يلدريم بترحيلهم حال فوزه بانتخابات إسطنبول؟

22 يونيو 2019آخر تحديث :
بن علي يلدريم
بن علي يلدريم

تركيا بالعربي

من هم السوريون الذين توعد يلدريم بترحيلهم حال فوزه بانتخابات إسطنبول؟

قال “بن علي يلدرم” مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة بلدية إسطنبول، خلال لقاء مشترك بثته الإذاعات التركية، إنّه سيعمل – في حال فوزه بالانتخابات – على ترحيل السوريين الذين يرتكبون مخالفات قانونية “تهدد أمن” الأحياء التي يعيشون فيها بأعداد كبيرة.

البعض “تهديد أمني”

وأشار يلدرم بحسب ما أوردته وكالة إخلاص التركية إلى أن السوريين في إسطنبول باتوا يخلقون مشاكل جديّة، وأنّ البعض بات يهدد الأمن العام، بحيث لم تعد النساء قادرات على الخروج بمفردهن، وكذلك لم يعدن قادرات على إرسال أطفالهن إلى الشوارع.

وأضاف في السياق ذاته: “أرسلنا في وقت سابق إلى عفرين، وكذلك إلى جرابلس، وسنطهّر 711 كيلو مترا شرق منبج، وسيذهب السوريون إلى هناك، لا حلّ أمامهم سوى ذلك، سنتباحث الأمر مع أنقرة، وخصوصا فيما يتعلق ببعض أحياء إسطنبول”.

وأعطى مثالا عن الأحياء التي يعيش فيها السوريون بأعداد كبيرة “فاتح، أسنيورت، كوجوك جيكميجه، زيتون بورنو” وغيرها من الأحياء الأخرى، مضيفا: “سنعمل من دون تضييع وقت للبدء من هذه الأحياء، وإرسال الذين يشكلون تهديدا أمنيا إلى جنوب تركيا، ومن ثم توزيعهم في بلادهم”.

توقيت التصريح

ولتحليل مضمون تصريح يلدرم، فيما إذا كان موجها لعامة السوريين أم المخالفين منهم فقط، أجرى فريق أورينت نت في مكتب إسطنبول اتصالا هاتفيا مع السيد “محمود عثمان” المحلل السياسي والخبير في الشؤون التركية، والذي دعا خلاله عثمان إلى ضرورة أخذ توقيت التصريحات بعين الاعتبار.

وتابع السيد عثمان: “سياق التصريح وتوقيته يحملان أهمية كبيرة، وهما عاملان أساسيّان لفهم التصريح ضمن ملابساته، اليوم السيد بن علي يلدرم يخوض حربا انتخابية قوية وشرسة، جميع الأطراف يستخدمون فيها كافة الأوراق الانتخابية التي بين أيديهم، ولكون السوريون باتوا جزءا لا يتجزّأ من الحياة اليومية لدى الأتراك، فإن المعارضة تحاول الضغط على السيد يلدرم وحشره في الزاوية من خلال السوريين، وكأنها تريد القول له (أنتم من أتيتم بالسوريين وبالتالي أنتم من تتحملون مسؤولية مشاكلهم) وبالتالي السيد يلدرم سيحاول سحب هذه الورقة من يد الخصم مصرحا بأنه سيعمل على ترحيل المخالفين منهم على الفور”.

استراتيجية دولة

ولفت السيّد عثمان إلى أنّ تصريحات يلدرم واضحة وأنها موجهة للناخب التركي، مردفا بأنه لا يمكن التوقع من مرشح لرئاسة بلدية ولاية كبيرة بحجم إسطنبول، أن يتساهل مع المخالفين.

وتابع: “الدليل على أنّ السيد يلدرم لا توجد لديه أية نية سلبية حيال السوريين، هو أنّ البلدية لا توجد لديها صلاحيات ترحيل، وصلاحياتها مقتصرة على الخدمات فقط، ووزارة الداخلية هي الجهة المعنية بهذا القرار، الأمر الآخر كان يلدرم على رأس السلطة التنفيذية، وكان رئيسا للوزراء، ولم يتخذ أي إجراء من شأنه أن يضيّق على السوريين، ولذلك من الضروري فهم هذا التصريح في هذا التوقيت بالذات على أنّه موجه للناخب التركي لا غير”.

ونوه الخبير في الشؤون التركية إلى أن التعامل مع السوريين مرتبط باستراتيجية الدولة التركية، وأنه لا يمكن لبلدية إسطنبول مع أهميتها أن تؤثر في هذه الاستراتيجية.

ودعا السيد عثمان في ختام حديثه إلى ضرورة النظر إلى سياسة حزب الشعب الجمهوري حيال السوريين، مؤكداً على أنّ زعيم الحزب كمال كليجدار أوغلو سبق وتوعّد بترحيل السوريين عامة وليس المخالفين فقط إلى بلادهم، بل ودعا للتعاون المشترك مع نظام الأسد، قائلا: “هذه هي استراتيجية الطرف الآخر، وعليه السوريون في تركيا أفضل حالا من كثيرين غيرهم في بلدان أخرى، ولذلك لا داعي للتهويل من هذه التصريحات وبث الخوف بسببها في قلوب السوريين”.

أورينت نت – أسامة أسكه دلي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.