سوري ينقذ نحو 20 شخصا من الغرق في اسطنبول

19 يونيو 2019آخر تحديث :
سوري ينقذ نحو 20 شخصا من الغرق في اسطنبول

تركيا بالعربي

سوري ينقذ نحو 20 شخصا من الغرق في اسطنبول

تمكّن شاب سوري من إنقاذ حياة أكثر من 15 شخصاً من الأتراك بينهم أطفال ونساء بعد انهـيار مقهى نهري في منطقة “شيلا” على شاطئ البحر الأسود في الشق الآسيوي لمدينة اسطنبول.

وتصادف وجود “صهيب المثقال” مع عائلته على متن قارب للتنزه، لحظة انهيار منصة خشبية لمقهى في المنطقة وطفت فوق عدد من مرتادي المقهى قدرت أعدادهم بنحو 20 شخصاً بينهم نساء وأطفال فاندفع لمساعدتهم معرضاً نفسه للخطر، وذلك في ثالث أيام عيد الفطر.

ويروي “صهيب” القادم من دير الزور لـ”زمان الوصل” أنه كان مع عائلته في جولة سياحية في “شيلا” حين فوجئ أثناء صعوده على متن القارب بسقوط كافتيريا خشبية على الطرف الآخر من البحيرة في الماء وعليها ما يقارب 20 شخصاً ما بين أتراك وعرب.

وكان المشهد -كما يقول- مخيفاً ومرعباً فطلب من قائد القارب أن يتوجه إليهم لمساعدتهم من الغرق، وفي هذه الأثناء كان قد جهز نفسه وألقى بالجوال وحاجاته الشخصية جانباً للنزول لمساعدة الأطفال والنساء الذين كانوا يغرقون، وتابع المثقال: “عند وصول القارب إلى موقع الحادثة نزلت إلى الماء وبدأت مع شاب سوري آخر بمساعدة الناس ومحاولة إنقاذهم من خلال رفع سقف الكافتيريا الذي كان قد سقط عليهم ويكاد يغرقهم، وبعد محاولات عدة تمكن من رفع السقف بكتفيه وقام مع رفيقه بسحب الغرقى من تحت السقف.

ومضى محدثنا واصفاً لحظة شعور الأشخاص الناجين والمتواجدين في مكان الحادثة، حيث بدؤوا يشكرون صنيعه ويثنون على شجاعته مع رفيقه السوري حتى أن بعضهم أطلق عليه لقب “كهرمان”-أي الرجل الشجاع- حسب قوله- أما على مستوى وسائل الإعلام التركي والحكومة التركية فلم يلتفت أحد لما قام به أو يوجه كلمة شكر مضيفاً أنه فوجئ بتقارير إخبارية على وسائل الإعلام التركية وهي تدعي بأن الأتراك هم من اتخذوا التدابير اللازمة لتدارك الموقف ولم يتم ذكر هذه المبادرة الإنسانية التي قام بها مع رفيقه السوري في إنقاذ الغرقى من أتراك وسوريين.

وأعرب “صهيب” عن اعتقاده بأن الحكومة التركية لم تكن مطلعة على القصة عن كثب، وإنما من خلال القصص والروايات التي قصها أصحاب الكافتريات باتخاذ الاحتياطات والتدابير اللازمة لتفادي وقوع كارثة وليخلصوا أنفسهم من المحاسبة القانونية.

بعد خروجه من الماء تم إسعاف الشاب الشجاع لمعالجة الجروح والندبات التي أُصيب بها عند محاولاته المتكررة رفع السقف عن الأشخاص الغارقين، وكشف محدثنا أنه تعرض لالتهاب في يده اليمنى وتورم بسبب المسامير الصدئة التي كانت في السقف.

ولم تكن هذه القصة البطولية هي الأولى في حياة الشاب القادم من ضفاف الفرات فأيام العمل العسكري في دير الزور كان ثمة قناص على برج في شارع رئيسي في المدينة وحاولت امرأة أن تعبر الشارع فاستهدفها القناص في خاصرتها وسقطت في منتصف الشارع، وحينها كما يروي محدثنا زحف فوق الشظايا وبقايا الركام التي كانت تملأ الشارع لسحبها وربط قدمه بحبل ليتم سحبه بعد أن يمسك بالمرأة المصابة، وكانت تلك اللحظات -كما يصفها- من أصعب لحظات حياته إذ بدأت الشظايا وبقايا الزجاج تدخل في ظهره وتسبب له جروحاً بليغة إلى أن تمكن من إنقاذ المرأة وإسعافها إلى المشفى.

وينحدر “صهيب” الذي يعمل صحفياً في “تلفزيون سوريا” من محافظة دير الزور 1990 نال شهادة الدبلوم التقني في هندسة الحواسيب، وعمل في مجال المونتاج والموشن في عدد من القنوات التلفزيونية، وبعد اندلاع الثورة وانطلاق الحراك السلمي ودخول تنظيم “الدولة” إلى مدينته اضطر للجوء إلى تركيا مع عائلته في عام 2014.

المصدر: زمان الوصل

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.