تركيا بالعربي
شهدت مدينة إسطنبول التركية، مساء أمس السبت، لقاءً بين مسؤولين في مديرية الهجرة التركية وعدد من الصحافيين السوريين، حضرته (جيرون)، تناول اللقاء دور الإعلام في توعية اللاجئين السوريين، ومواجهة حملات التحريض التي يتعرض لها السوريون في تركيا، وخصوصًا في أثناء الانتخابات البلدية التي ستعاد في مدينة إسطنبول التركية، وذلك من خلال نقل الأخبار بأمانة وموضوعية ومسؤولية، ومواجهة الشائعات والأخبار الزائفة والمضخمة.
إعلان
عُقد اللقاء في مكتب (منبر الجمعيات السورية) في حي الفاتح بإسطنبول، وحضره أكثر من عشرين صحافيًا وصحفية، وحضر اللقاء غوكشة أوك (نائب مدير دائرة الهجرة التركية) قادمًا من أنقرة، و رجب باتو (مدير دائرة الهجرة في مدينة إسطنبول) و أيدين كسكين (مسؤول قسم الدمج الاجتماعي في مديرية الهجرة التركية) وجاء الاجتماع ضمن سلسلة اجتماعات تنظمها مديرية الهجرة التركية مع سوريين، انطلقت منذ أسبوع في مدينة إسطنبول، بحسب مديرية الهجرة.
إعلان
في رد على سؤال موفد (جيرون) نفى أوك الشائعات التي تتمحور حول نية ترحيل سوريين من مدينة إسطنبول أو التضييق عليهم، قائلًا: “اطمئنوا لا يوجد أي تغيير”، مؤكدًا أن بعض الجهات السياسية التركية تحاول استغلال ملف اللاجئين السوريين لتحقيق مكاسب انتخابية، من خلال حملات سمّاها (سوريا فوبيا) ضد السوريين في تركيا، مطالبًا السوريين بتوخي الحذر وتفويت الفرصة على هذه الجهات السياسية، من خلال الاحتياط الشديد من إثارة المشكلات والحساسيات، وتجنب الأماكن المزدحمة، والأمور التي يمكن أن تؤدي إلى استفزاز الآخرين، وبخاصة خلال الأيام القادمة.
إعلان
وقال أوك: “المسؤولون الأتراك يعلمون جيدًا أن هناك أطرافًا تحمّل السوريين وزر غيرهم، وتحاول هذه الأطراف الإشارة إلى كل أجنبي على أنه سوري”، داعيًا إلى مواجهة حملات التحريض ومحاولات زرع الفتنة بين السوريين والأتراك، وموجهًا نصائح للسوريين، بضرورة التزام القوانين، والابتعاد من كل ما يثير الفتنة والحساسية.
إعلان
أشار أوك إلى ضرورة أن تنصح وسائل الإعلام السورية اللاجئين السوريين، بالانتباه إلى تصرفاتهم وسلوكاتهم، وتجنب النزول إلى الشواطئ والأماكن المزدحمة، والابتعاد من أي مكان يثير المشكلات مع الأتراك، حتى يوم الأحد القادم 23 حزيران/ يونيو، موعد انتخابات الإعادة لبلدية إسطنبول، بهدف تفويت الفرصة على من يحاول إثارة الفتنة والتحريض ضد السوريين.
إعلان
ودعا أوك إلى ضرورة أن “تلعب وسائل الإعلام السورية دور الوسيط الإيجابي، لتحقيق الدمج المجتمعي السليم، بين السوريين الضيوف في المدن التركية والشعب التركي المضيف، من خلال التعريف بعادات وتقاليد الطرفين، وإظهار المحاسن والنقاط الإيجابية”، وأكد أن مديرية الهجرة ستعقد اجتماعات مستقبلية مع الإعلاميين، لوضع خطط لتحقيق هذا الهدف.
إعلان
إعلان
من جانب آخر، قال رجب باتو (مدير دائرة الهجرة في مدينة إسطنبول) إن “مديرية الهجرة تحاول قدر المستطاع تسهيل أمور السوريين القانونية، إلا أنها تتعرض لضغط بسبب العدد الكبير للسوريين، حيث وصل عدد السوريين الحاصلين على بطاقة الحماية المؤقتة (الكيملك) في إسطنبول 560 ألف سوري، فيما وصل عدد الحاصلين على الإقامة من السوريين والأجانب أكثر من 500 ألف شخص”، وحول أسباب منع نقل الكيملك إلى مدينة إسطنبول، قال باتو: “منعنا ذلك بسبب الضغط الكبير، ولكن هناك استثناءات لمن له أقارب من الدرجة الأولى، وللمرضى الذين يتلقون العلاج المديد، ولموظفي الشركات الكبيرة التي انتقل مقرها إلى إسطنبول، ولطلاب الدراسات العليا، وللإعلاميين العاملين في الولاية”.
إعلان
وتحدث أيدين كسكين، مسؤول الدمج الاجتماعي في مديرية الهجرة التركية، عن جهود المديرية في تحقيق هذا الدمج بين السوريين والأتراك، من خلال تعريف الطرفين ببعضهم بشكل أكبر، عبر تنظيم زيارات للمخيمات وتخصيص سيارات توزع الألعاب لأطفال سوريين وأتراك، وكذلك إصدار منشورات باللغتين العربية والتركية، وكذلك افتتاح مواقع إلكترونية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تسعى لتحقيق عمليات الدمج المجتمعي. وأكد كسكين أن الحكومة التركية تعمل على إقامة ورشات “عالية المستوى” لتحقيق الاندماج، وأن هناك سلسلة من اللقاءات في مختلف المدارس، لمناقشة صور الاندماج بين الطلاب، ودعا كل من يملك أفكارًا بناءة تحقق الاندماج إلى تقديمها والانضمام إلى الفريق العامل في هذا الميدان.
وسبق أن نفى سلميان صويلو وزير الداخلية التركي، عبر وسائل الإعلام، الشائعات التي روجتها مواقع للمعارضة التركية، حول منح اللاجئين السوريين رواتب من الحكومة التركية، داعيًا السوريين إلى الالتزام بالقوانين التركية، ومعلنًا أنه سيسعى لتطبيق النظام في مدينة إسطنبول، خلال الأشهر الستة القادمة، من خلال ترحيل المخالفين الأجانب من المدينة، مؤكدًا أن “استضافة اللاجئين السوريين جلبت الخير لتركيا”.
وكانت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي قد نشطت، في الأيام الماضية، تدعو إلى طرد السوريين من تركيا، بذريعة إزعاج الأتراك وبخاصة في المناطق الساحلية، وتتهم الحكومة التركية أحزاب المعارضة بالوقوف خلف تلك الحملات، بعد تصريحات متكررة لقادة المعارضة بضرورة ترحيل السوريين من تركيا.
يذكر أن مديرية الهجرة التركية أعلنت أن عدد السوريين المسجلين لديها بلغ حتى نهاية 2018 أكثر من ثلاثة ملايين و600 ألف سوري، 560 ألف في مدينة إسطنبول، تليها ولايات أورفا وهاتاي وغازي عنتاب، و143 ألفًا يعيشون في المخيمات، ويُعامل السوريون في تركيا على أنهم ضيوف، يحمل معظمهم بطاقة الحماية المؤقتة (الكيملك)، ويتمتعون بحقوق التعليم المجاني والرعاية الصحية، وتتلقى بعض العائلات مساعدات من منظمات دولية، بإشراف الهلال الأحمر التركي.
إعلان

المصدر: جيرون